الإثنين 05/مايو/2025

المقاومة بغزة.. هل بعد البحر من سبيل لتطوير قدراتها؟

المقاومة بغزة.. هل بعد البحر من سبيل لتطوير قدراتها؟

“ما خفي أعظم”.. المقاومة الفلسطينية في غزة تصنع المستحيل، وتتسلح رغم أنف الاحتلال وبعض أذنابه، وتتغلب على معضلات الحصار والتضييق على منافذ إمدادها بالسلاح والذخائر.

وكشف برنامج “ما خفي أعظم” وبثته الجزيرة، الأحد، تفاصيل التحالف الأمني والعسكري بين “إسرائيل” وبعض الدول العربية بشأن الوضع في غزة وتضييق الخناق على المقاومة.

وتمكّن مقدم البرنامج تامر المسحال من إجراء لقاءات حصرية تتعلق بكواليس وخفايا الضغوط على فصائل المقاومة في غزة لنزع سلاحها وقطع خطوط دعمها، مع موجة التطبيع الجارية في المنطقة، وتطبيق خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للسلام.

وكشفت كتائب القسام خلال البرنامج أن الصواريخ التي أطلقت في مايو 2019 كانت من مخلفات الصواريخ الإسرائيلية التي لم تنفجر وأعاد مهندسو كتائب القسام تصنيعها.

وقال قيادي في سلاح المدفعية في القسام: أطلقنا 78 صاروخًا في دقيقة واحدة وبوقت متزامن تجاه عسقلان ومحيطها في أيار 2019.

كما كشفت القسام عن كنز عسكري ثمين عثرت عليه الضفادع البشرية، وكان عبارة عن بقايا سفينتين حربيتين غارقتين في عمق بحر غزة، وتمكنت كتائب القسام بعد جهود مضنية من استخراج كميات كبيرة من القذائف الغارقة واستخدامها في التصنيع العسكري.

القسام قادر على ردع المحتل
الخبير العسكري، اللواء يوسف الشرقاوي، قال: إن المقاومة وعلى رأسها كتائب القسام أثبتت بقدراتها العسكرية المتطورة محليًّا أنها غير مردوعة من الاحتلال الإسرائيلي، وقادرة على ردعه.

وأكد الشرقاوي في حديث لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن المقاومة الفلسطينية في غزة لن ينجح الاحتلال في ردعها، وأنها قادرة على أن تتكيف وتبدع رغم المؤامرات التي تحاك ضدها، وقطع إمدادات السلاح عنها.

وأشاد اللواء بجهود كتائب القسام في تطوير قدراتها العسكري والبحث في أماكن عديدة للوصول إلى سلاح تواجه به الاحتلال رغم ما تعيشه من حصار.

وشدد على أن ما يجب على المقاومة إنجازه وتحقيقه في المدّة الحالية والقادمة، هما أمران مهمان يتلخصان في الاستمرار في إثبات أنها مقاومة غير مردوعة، والصمود والصبر أمام كل التحديات والتكيف معها ومواجهة مخاطرها.

وقال: “أصبح لدى المقاومة القدرة الكاملة على التصنيع والإنتاج العسكري محليًّا من خلال مصانعها المتواضعة”، مؤكداً أن قوتها في مشاغلة الاحتلال ومواجهته تعطيها القوة في إثبات أنها غير مردوعة.

وأضاف: “حتى لو نجح الاحتلال هو والمصريون بقطع السلاح عن غزة أو تجفيف الأسلحة التي تصل لها، فلدى المقاومة القدرة على الصمود والتطوير الذاتي، فيما يتوفر لها”.

وشدد أن المقاومة ستمتلك القوة في الميدان، بقدرتها على تهديد الجبهة الداخلية الإسرائيلية التي يطلق عليها “الكعب الأخير” بالنسبة للقوة الإسرائيلية في مواجهة “أعدائها”.

وذكر أن خبراء عسكريين دوليين يصفون كتاب القسام بأنها من أفضل “8 قوى في منطقة الشرق الأوسط من حيث النوعية”.

استنزاف طويل

أما الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني علاء الريماوي، قال: إن الاحتلال يقاتل المقاومة بإستراتيجية الاستنزاف الطويل عبر حصار عربي وتجفيف منابع الدعم.

وأضاف -في تغريدة له- أن خيانة العرب ضربت المقاومة في عصب قوتها القائم على الدعم الخارجي مصر السودان ليبيا، مشيرا أن لإيران دورًا كبيرًا ومهم في دعم المقاومة.

ويؤكد أن غزة باتت ساحة حرب سرية كبيرة تساوي خطورة القصف والمعركة الحقيقية عبر حصار سيضر بمستقبل تطوير المقاومة.

كما أشار إلى أن ما صنعه شباب غزة يتفوق على ما فعلته أنظمة العرب مجتمعه، ويقول: سيكتب التاريخ أن غزة حضّرت وقاتلت وانتصرت في ظل انهيار كرامة أمة.

 


موقف حماس لم يتغير
من جانبه، خلص الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا إلى أن مسلسل استهداف المقاومة الفلسطينية لم يتوقف، مؤكدا أن موقف حركة حماس لم يتزحزح ولا يخضع للتهديد.

وقال في تدوينة له: قائد حماس إسماعيل هنية تحدث خلال البرنامج بثقة متناهية اتكالا على ما لديهم من قوة.

وأضاف: هناك في غزة رجال لا تنام الليل والنهار، وتعمل تحت الأرض وفوق الأرض لتطوير قدراتهم”.

وشدد أن المقاومة استطاعت تجاوز قضية الحصار الإقليمي، واتكلت على نفسها في الحصول على السلاح، ونبه إلى أن الاحتلال يسعى بقوة لتحييد سلاح المقاومة، لكن لن يدخل في سبيل ذلك في حرب.

وتوقع أن الحرب المقبلة على غزة ستكون طاحنة، مستدركا: لكن قوة وتطور المقاومة يضعف احتمالاتها؛ لأن الاحتلال يدرك خطورة نتائجها عليه.

 

أما الكاتب والأكاديمي حسام الدجني فقد قال: إن توقيت كشف كتائب القسام لهذا الأرشيف، يتقاطع مع أربعة أحداث بالغة الأهمية؛ وهي: الصراع الإقليمي والدولي على حقول الغاز في شرق المتوسط، ولقاء الأمناء العامّين، والبيان الأول للقيادة الوطنية الموحدة، والتزامن مع ذكرى اتفاق أوسلو، وهرولة بعض الدول نحو التطبيع، وقرار فصائل المقاومة رفع الحصار بالكامل.

وذهب الدجني -في مقال له تابعه “المركز“- بشيء من التفصيل لهذه الأمور، وقال في قضية  الصراع الإقليمي والدولي على حقول الغاز في شرق المتوسط: إن إفراج القسام عن مشاهد الغطس لوحدة الضفادع البشرية التابعة لها في المتوسط للحصول على مقتنيات لمدمرات بريطانية، هدف بالأساس لإيصال رسالة مفادها أن حقول الغاز قبالة غزة والتي يسرقها الاحتلال هي حق لشعبنا وأن يدنا ليست قصيرة عنها.

وأضاف الدجني أن الرسالة أوصلت أيضا أن الذي يصل إلى هذا العمق، يستطيع أن يصل إلى خطوط الانترنت والاتصالات في عمق البحر المتوسط ويضرب عصب دولة الاحتلال التي تعتمد في ديمومتها وبقائها على قوتها التكنولوجية.

وفي قضية لقاء الأمناء وبيان القيادة الوحدة، أراد ذلك، وفق الدجني، إيصال رسالة أن الوحدة وإنهاء الانقسام هو إحدى الأدوات للانعتاق من الاحتلال، واستعادة مكانة القضية.

وبالنسبة لتزامن التحقيق مع ذكرى “أوسلو” والتطبيع العربي، يقول الدجني: إن لسان المقاومة يقول للبحرين والإمارات ولأي دولة ستلحق بقطار التطبيع: أُكلت كما أكل الثور الأبيض، فلن تحصل دولكم أكثر مما حصلت منظمة التحرير الفلسطينية من وراء اتفاق “أوسلو”، فإسرائيل كانت ولا تزال هي الكاسب الأكبر من كل الاتفاقيات التي وقعتها مع بعض الدول العربية.

أما الرابعة، قرار فصائل المقاومة رفع الحصار بالكامل، قال: اتخذت الفصائل الفلسطينية قراراً بإنهاء الحصار الصهيوني، إلا أن اكتشاف بعض الإصابات داخل المجتمع الفلسطيني بوباء كورونا دفع المفاوض الفلسطيني للقبول بما هو أقل من إنهاء كامل للحصار.

رسائل عدة
أما الكاتب والمحلل السياسي أحمد أبو زهري فرأى التحقيق أرسل حزمة من الرسائل يمكن التقاطها، ومنها للعدو بأن لا يختبر قدرات المقاومة، وألا يعول على نزع السلاح.

ومن الرسائل أن الحصار فشل في تحقيق أهدافه، وللداعمين من الجمهورية الإسلامية وغيرهم بأن ما يقدمونه هو محط تقدير، وكان له دور في تعزيز الصمود المقاومة، وللعرب المطبعين أن الحقوق تنتزع بفعل المقاومة، وأن تطبيعهم سيزيد شعبنا ومقاومته تمسكا بالأرض.

“ولمن يحاصرون شعبنا ويقطعون خطوط الإمداد من العرب بأن معية الله حاضرة، والكتائب أوجدت البدائل، وقبل كل ذلك تطمين شعبنا على قدرة وقوة إرادة المقاومة”.

كما أضاف أبو زهري أن ظهور هنية كان لافتا ومهما من ناحيتين: أولها لأهميته السياسية ومكانته على رأس الهرم في التنظيم، وثانيها في طبيعة التصريحات أو التفاصيل التي أفصح عنها حول العروض والوساطات الدولية، وحجم المؤامرة التي تستهدف السلاح في الآونة الأخيرة، وتأكيده لرفض الحركة فتحَ حوار مع الأمريكان بسبب تزامن ذلك مع مؤامرة تكاد ضد شعبنا.

كما أن ظهور قادة وخبراء تصنيع للحديث حول تجربة العمل لها دلالات مختلفة منها: إثبات قدرة الكتائب على تدوير هذه المخلفات، وإثبات وعي هذه الفرق المتخصصة، وإبراز دور هؤلاء في توفير البدائل برغم خطورتها.

كما قال: إن من الحصريات والأسرار، كان الكشف عن نشاط وحدة الكومندوز البحري في مهمة البحث داخل المدمرتين، ومشاهد نقل القذائف، وتفاصيل حول كيفية الاستفادة منها، بالإضافة لاستخراج المواسير المعدة لسرقة المياه من القطاع، وإعادة تدوير القذائف.

وتابع: “فالكتائب تقول إنها نبشت الأرض وحفرت في الصخر، وتسللت في عمق البحر، وواصلت الليل بالنهار لتسليح نفسها ورفع قدرتها ولم يعقها شيء، لكن بالطبع ليس كل ما نشر هو المشهد كاملا، فالستار يخفي الكثير، مع قناعتي بأن كشف التفاصيل لن يكون له تداعيات أمنية؛ لأن الأمر مضى عليه زمن طويل، وجميع المهام أنجزت”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات