الأربعاء 26/يونيو/2024

الجوافة بغزة.. تصارع كورونا وملوحة التربة

الجوافة بغزة.. تصارع كورونا وملوحة التربة

في ذروة انتشار جائحة كورونا في غزة بدأ مزارعو الجوافة حصاد ثمار أشجارهم قبل أيام، مستغلين تخفيف الجهات الحكومية في غزة إجراءاتها لتسويقها قبل فقدان الموسم.
 
وبالرغم من وفرة الإنتاج إلا أن جائحة كورونا كانت عائقا أمام قطف المزارعين ثمار الجوافة التي تنتظر بخجل قلة القطاف.

وفي أرضه الواقعة بمنطقة المواصي غربي محافظة خان يونس يستغل المزارع أبو مالك الأسطل تخفيف الإجراءات الحكومية ليبدأ بقطف ثمار الجوافة وتسويقها قبل هلاك محصوله.

والجوافة التي تحمل لقب “الفاكهة المدللة”، تعد من أنواع الفواكه الشعبية في قطاع غزة، حيث تشهد إقبالا كبيرا عليها بسبب مذاقها السكري المحبب لهم وسعرها المنخفض نسبيا مقارنة بأنواع الفواكه الأخرى، حيث لا يزيد ثمن الكيلو الواحد منها عن ثلاثة شواكل (أقل من دولار).

وتُعد “الجوافة” من محاصيل الفاكهة المهمة التي تزرع في محافظات جنوب قطاع غزة تحديداً “منطقة المواصي”؛ نظراً لأهميتها الاقتصادية، فهي محصول تصدير رئيس يساهم مساهمة فاعلة في الناتج الزراعي، عدا عن فوائده الغذائية العديدة.

وعلى الرغم من أهمية الجوافة في قطاع غزة، إلا أنها تعاني مؤخراً من تراجع الإنتاج والأرباح، بعد أن كانت في وقت قريب تحقق الاكتفاء الذاتي.

ويخشى الأسطل أن يفقد الموسم هذا العام ما يزيد على نصف الإنتاج مقارنة بالسنة الماضية؛ بسبب عدم تمكنهم من تسويقها بسبب جائحة كورونا وانتشار آفات زراعية بكثرة، وازدياد ملوحة مياه الري.

ويعمل أبو مالك في مجال الزراعة منذ طفولته، حيث ورث هذه المهنة عن والده الذي جعله يتعلق بأرضه، رغم تغير الزمن ونوعية التربة.

قلق متزايد يعتري الأسطل بسبب هلاك وجفاف محصوله نتيجة الملوحة الشديدة للتربة، وتلوثها بمياه المجاري بسبب قرب أرضه من البحر.

وما يزيد قلقه أكثر هو دودة النامتودا التي قضت على آلاف أشجار الجوافة، والمئات من الدونمات الزراعية، حيث تشكل خطرا كبيرا على باقي أشجاره.

ويشتكي العشرات من المزارعين في منطقة المواصي من هذه الحشرة التي قضت على الكثير من الدونمات الزراعية، إلى جانب وجود برك الصرف الصحي التي تمثل الخطر الأكبر على المنطقة.

وقضت آفة “النيماتودا” ونوع من الفطريات يسمى “الفيوزاريوم” على العشرات من أشجار الجوافة وثمارها، كما تسبب ازدياد ملوحة مياه الري تدني جودة الإنتاج.

ويوضح المزارع أن ملوحة مياه الري تزداد تزايدًا متسارعًا سنويًّا؛ بسبب معدلات الاستهلاك العالية من المياه الجوفية، وتسرب مياه البحر والمياه العادمة إلى الآبار الجوفية.

ويطالب المزارع الأسطل وزارة الزراعة بأن تسارع إلى إنقاذ مزارع الجوافة من الهلاك التام بسبب الآفات الزراعية وملوحة المياه.

ويلفت إلى أن زراعة الجوافة تشغل المئات من الأيدي العاملة، وتحقق إيرادات جيدة للاقتصاد الفلسطيني.

وينتج قطاع غزة نحو 3 آلاف طن من فاكهة الجوافة سنويا، ويتراوح سعر الكيلوغرام منها حسب جودتها ما بين 2-4 شواكل (الدولار يعادل 3.5 شيكل تقريبا).

وحسب بيانات وزارة الزراعة بغزة؛ فإن متوسط إنتاج الدونم الواحد (1000 متر مربع) نحو 1.7 طن من الجوافة سنويا، في حين يقدر معدل استهلاك الفرد السنوي في قطاع غزة من الفاكهة الخريفية بـ 5-6 كيلوجرامات.

ويبدأ موسم حصاد الجوافة، بداية سبتمبر/ أيلول من كل عام ويستمر حتى منتصف نوفمبر/ تشرين الآخِر، ويشارك المئات من العمال في قطف ثمار الجوافة، ويعد موسمها مصدر رزق جيدًا لهم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات