البحرين ووحل التطبيع

الإعلان الثلاثي بين ملك البحرين ورئيس وزراء الاحتلال والرئيس الأمريكي لم يكن مستبعدًا، بل توقعنا ذلك، وبالسرعة القصوى، حيث يسارع ترامب المسير نحو تجديد ولايته الثانية في الانتخابات الأمريكية خلال شهر نوفمبر القادم، ويرغب بتضخيم سجل إنجازاته في منطقة الشرق الأوسط، التي تعهد فيها بدمج الاحتلال وضمان تفوقه العسكري، وهو ما فعله بشكل واضح لكسب الأصوات اليهودية، واللوبي الصهيوني.
لذلك فإن البحرين هي مجرد اسم يستخدم في هذا الإعلان، وقد فقدت حضورها منذ سنوات، بعدما تحولت تابعًا للسعودية، وتنفذ السياسات التي تقرها لها الرياض، خاصة بعد ما يعرف بالتدخل الخليجي السعودي لحماية النظام البحريني، إلا أن التحول الفعلي هو تنفيذ السياسات السعودية الإماراتية في التعامل والتعاون مع الاحتلال، والتخلص من دورهما في دعم القضية الفلسطينية.
كما فعلت الإمارات قبل أسابيع، جاء موقف البحرين بالأسطوانة نفسها، لكن مع تغيير بسيط في السلم الموسيقي، ولم تقدم المبررات التي قدمتها الإمارات.
يرقص نتنياهو طربًا للاتفاق الجديد وإخراج العلاقات السرية للعلن، وكما صديقه ترامب، فهو يستفيد من هذا الاتفاق لمصالح حزبية شخصية داخل الكيان، يظهر فيها نتنياهو بطلًا وهو يصول ويجول في العواصم العربية، ويفتح المقرات للموساد ليتحرك بأريحية في الخليج ويسبح على بعد أمتار من إيران، بل يضع أجهزة التجسس في عقر دارها، بحماية عربية من الإمارات والبحرين والسعودية وغيرها.
قد نشهد دولًا أخرى تسقط في وحل الخيانة والتطبيع الرسمي العربي، والمجاهرة في العلاقات بين الجانبين، وتخلص تلك الأنظمة من عبء القضية الفلسطينية، والانتقال لمعاداتها علنًا كما تفعل السعودية والإمارات، وبذلك يضيق الخليج على إيران، وكذلك ملاحقة داعمي المقاومة في فلسطين ماليًا، أو منع إمدادات السلاح لإضعافها.
السلطة الفلسطينية التي تعارض ذلك، تتحمل جزءا من المسؤولية عما يحدث، لأنه نتاج اتفاقيات أوسلو التي عقدت مع الاحتلال، وأوجدت المبرر الكاذب لتلك الأنظمة للخيانة والتطبيع مع الاحتلال، ويصعب عليها اليوم مقاومة ومواجهة تلك التحالفات.
مهما فعل العرب رسميًا، سيبقى الأمل معقودا على الشعوب في تجريم وتخوين تلك العلاقات الخبيثة، والتأكيد أن أنصار وداعمي القضية الفلسطينية، ورافعي شعارهم الدائم “فلسطين قضيتي”، في وجه النبتة الخبيثة التي يرعاها ترامب التي تقول فلسطين ليست قضيتي، وهم قلة منبوذة، يعملون مثل الغلمان والجواري في بلاط حلفاء نتنياهو.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

ما تأثير طوفان الأقصى على المكانة الدولية لإسرائيل؟
المركز الفلسطيني للإعلام خلصت ورقة علميّة، أعدّها وليد عبد الحي وأصدرها مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات تحت عنوان: "تأثير طوفان الأقصى على مؤشرات...

عائلات أسرى الاحتلال تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو
المركز الفلسطيني للإعلام طالبت عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة، اليوم السبت، بإسقاط حكومة بنيامين نتنياهو، محذرة من تصعيد القتال في القطاع كونه...

حماس تدين العدوان الصهيوني على سوريا ولبنان
المركز الفلسطيني للإعلام أدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) العدوانَ الصهيوني الغاشم والمتواصل على الأراضي السورية واللبنانية، في تحدٍّ سافرٍ لكلّ...

حماس: شعبنا وعائلاته الأصيلة يشكّلون السدّ المنيع في وجه الفوضى ومخططات الاحتلال
المركز الفلسطيني للإعلام حيّت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” جماهير شعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، وفي طليعتهم العائلات والعشائر الكريمة، التي...

وجهاء غزة للعالم: كفى صمتا وتحركوا عاجلا لنجدة غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أدان وجهاء قطاع غزة وعشائرها -اليوم السبت- استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي الغذاء والتجويع "سلاحا" ضد أبناء القطاع،...

مقتل جنديين وإصابة 4 آخرين بكمين في رفح
رفح - المركز الفلسطيني للإعلام قتل جنديان صهيونيان وأصيب 4 آخرون - اليوم السبت- بكمين في رفح جنوب قطاع غزة. وأفاد موقع حدشوت لفني كولام، بمقتل...

القسام يبث تسجيلا لأسير إسرائيلي بعد نجاته من قصف قبل أسابيع
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، السبت، تسجيلا مصورا لأسير إسرائيلي قال فيه، إنه يحمل الرقم 24، وإنه...