الأربعاء 26/يونيو/2024

طلاب الكتلة الإسلامية.. حلم تخرّج تؤجّله الاعتقالات

طلاب الكتلة الإسلامية.. حلم تخرّج تؤجّله الاعتقالات

تتعرض الكتلة الإسلامية، وتحديدا منذ بداية العام الحالي 2020، لحملة اعتقالات وملاحقات ممنهجة من الاحتلال الإسرائيلي؛ حيث اعتقل العشرات من أبنائها وكوادرها في مختلف جامعات الضفة الغربية.

 

وبحسب الإحصاءات؛ فقد اعتقل الاحتلال ما يزيد على 52 ناشطا من الكتلة الإسلامية منذ مطلع العام الجاري، منهم قيادات بارزة، وقد كان لجامعة بيرزيت النصيب الأكبر من تلك الاعتقالات.

 

فرحٌ وتخرّج مؤجّل

كان الطالب مصعب شماسنة على موعدٍ من الفرح قبل أيامٍ قليلة من اعتقال قوات الاحتلال له قبل أيام، فزفافه في الثلاثين من آب، لكن اعتقاله الذي داهم مستقبله بتاريخ السابع والعشرين من آب، حوّل سعادته لفرحةٍ مؤجلة، كما حرمه من فرحة التخرج للمرة الثانية، خاصةً وأن الاحتلال حوله للاعتقال الإداري مباشرةً لأربعة أشهر.

 

ففي عام 2008، أنهى مصعب تعليمه الثانوي وحصل على معدلٍ متقدمٍ في الثانوية العامة، أهّله للالتحاق بكلية العلوم والتكنولوجيا في جامعة القدس أبو ديس، منغمساً بوهج الحياة الجامعية.

 

لم ينس مصعب قضيته الأولى، ولم تأخذه الحياة بعيداً عن شمس روحه، الأمر الذي دفع الاحتلال لاعتقاله المرة تلو الأخرى، حتى أصبح تخرجه في كلية العلوم والتكنولوجيا في جامعة القدس ضرباً من المحال.

 

وبعد 12 عاماً من الدراسة الجامعية دون تخرج، بدا أن البحث عن مخرجٍ آخر قد يكون مفيداً لمصعب، لا سيما وأن رفقاءه وزملاءه قد تخرجوا في الجامعة، وتوظفوا وتزوجوا وأسسوا عائلاتهم، وبنوا سيراً ذاتيةً عملية لهم، وبعضهم عاد إلى الجامعة محاضراً ومدرساً.

عزيمة مصعب وإصراره، لم تمنعه من البدء مجدداً، عاقداً العزم على السير رغم المحن، رغم تخطيه الثلاثين من العمر، فالتحق بجامعة بيرزيت، مكللاً بسيرة ذاتية عنوانها الشرف والمقاومة التي لن تموت، في الوقت ذاته سعى لتأسيس عائلته، وسعى للزواج بعد الإفراج عنه عام 2019، منتظرا الوقت المناسب، إلا أن الاعتقال داهمه، حارماً إياه مجدداً من فرحةٍ أخرى، على أمل أن تكتمل فرحته بفرحتين، وربما أكثر ذات يوم.

 

عزيمة وانتظار

أما الطالب ثائر عوض، الذي ناهز الثلاثين أيضاً، فمنذ عام 2007 ما يزال ينتظر اليوم الذي يُنادى على اسمه في حفل التخرج، ففي عزيمته خير مثال، حيث يصر ابن بلدة بيت أمر، أن يكمل تخصصه في هندسة المواد، مهما باعدت بينه وبين الجامعة الاعتقالاتُ والاختطاف، والاستدعاء والتهديد، حتى لو ناهز وجوده في الجامعة ما يزيد على الثلاثة عشر عاماً.

 

ومن جامعة القدس أيضاً، ما يزال مصعب سعيد، منسق الكتلة الإسلامية السابق، والطالب في دفعة 2009 بانتظار إنهاء دراسته في تخصص كلية الإعلام والصحافة، هذا الحلم الذي دفعه بإصرار نحو إضرابه عن الطعام لأكثر من عشرة أيام في اختطافه الأخير من السلطة الفلسطينية، حتى أطلقت سراحه، ثم اعتقل مصعب، ليُحرم مجدداً من تخرجه الذي فاته منذ ما يزيد على الـ 11 عاماً.

 

هؤلاء وغيرهم كُثر خريجون مع وقف التنفيذ، جمعتهم بوصلة الحق والراية الخضراء، جميعهم أكلت سجون السلطة وزنازين الاحتلال من أعمارهم وأحلامهم، وجميعهم ما فتئوا يحلمون حتى ملّ اليأس منهم، وصبروا صبرًا حتى أصبح الصبر جلدهم وعنوانهم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات