جائحة كورونا تستدعي إبداعات الفن بغزة

على طريقتهم الخاصّة يتفاعل الفنانون بقطاع غزة مع جائحة كورونا معبّرين عن إحساسهم بخطورة المشهد الصحّي، وداعين إلى ضرورة الالتزام بإجراءات السلامة.

وترجمت عشرات اللوحات والرسومات والأعمال الفنيّة، نبض الشارع بغزة، وأهمية ما تقدمه أجهزة وزارة الصحّة والداخلية في خطة الطوارئ التي حظرت التجوال وتعاملت مع مئات المصابين منذ أكثر من أسبوعين.

ووجدت أعمال الفنانين بغزة طريقها إلى مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام التي انشغل سكان قطاع غزة بمتابعتها والتفاعل معها لمعرفة آخر مستجدات جائحة كورونا.

كاريكاتير كورونا
رحلة رسام الكاريكاتير هشام شمالي لا تزال مستمرة للحديث عن فيروس كورونا برسومات شقت طريقها إلى وسائل إعلام دولية ومحلية ناقشت خصوصية معاناة غزة الواقعة بين الحصار وخطر الجائحة المستمر.

ويؤكد “شمالي” لـــ “المركز الفلسطيني للإعلام” أنه تفاعل كرسام مع بداية الجائحة عالميًّا، ومع إغلاق غزة في الأسبوعين الماضيين رسم عدة لوحات كاريكاتير تطرقت للبعد الإنساني والإرشادي، وحصار وأزمات غزة.

وقال: “ركزت على التوعية مع حالة الإشاعات في المجتمع، ووضحت ضرورة ارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي”.

ونشرت عدة وسائل إعلام دولية رسومات الفنان شمالي؛ منها قناة التلفزيون العربي، وقناة الحرّة، والعربي الجديد، وcnbc التي تناولت ملف غزة كأحد الملفات الدولية في صعود الجائحة في الأسابيع الماضية.

وعكست رسومات شمالي جهود طواقم الصحّة الذين سماهم “الجيش الأبيض، إلى جانب عمل أجهزة الأمن ووزارة الداخلية اليومي والعاملين في قطاع النظافة تقديراً لهم.

وبين “شمالي” أن التفاعل مع رسوماته في معظمه كان على السوشال ميديا، ومواقع إلكترونية، وهو أسلوب المخاطبة الأكثر وصولاً وبساطة للجمهور بغزة، كما يقول.

null
null
null
null
 كورونا أون لاين
ووجدت الفنانة التشكيلية هبة أبو الكاس فسحة كبيرة من الوقت في ظل حظر التجوال لمواصلة مشوارها الفنّي والاتصال بجمهور إضافي بواسطة حلقات فنية بثتها أون لاين على مواقع التواصل الاجتماعي.

 وتقول أبو الكاس لــ”المركز الفلسطيني للإعلام“، إنها عادت مع بدء حظر التجوال لمواصلة أعمالها الفنية في التطريز البرازيلي، وحاولت تطويره في دورة أون لاين مع 20 فتاة وسيدة يتعلمون منها، ويتلقون يوميًّا إرشاداتها الفنيّة.

وتضيف: “دعوتهن لاستخدام أدوات ومواد من المنازل مع عجزهن عن شراء مستلزمات التطريز من الأسواق، وفرة الوقت كانت فرصة لي ولهن لمواصلة الإبداع، إغلاق كورونا كان فرصة لنبدع مجدداً بإمكانات منزلية”.

وأمضت أبو الكاس ساعات طويلة في الأسبوعين الماضيين مع لوحات وأعمال فنيّة تتعلق بجائحة كورونا في غزة، تناولت قضايا العنف وترجمتها فوق مشغولات عجينة السيراميك والتطريز.

null
null
null
null
null
الصحة والأمن
حالة التفاعل الفنّي مع جائحة كورونا مستمرة لدى الفنانة التشكيلية عطاف النجيلي؛ لكنه حمل مذاقا خاصًّا مع ظهور أول إصابة داخل قطاع غزة يوم 24 أغسطس الماضي.

منذ مارس الماضي ركزت لوحات ورسومات النجيلي على خطورة الإشاعات والأخبار الخاطئة التي تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي والنشطاء بقطاع غزة.

وتضيف لـ“المركز الفلسطيني للإعلام“: “لا زلت مهتمة في لوحاتي بالجانب النفسي والمعنوي، ولما وصلت الأزمة غزة قبل أسبوعين سلطت الضوء على شرائح مهمة في الجائحة مثل الأطباء، وقضية الكثافة السكانية، ومشاكل الصحة”.

 وخاطبت لوحات النجيلي المجتمع الدولي داعيةً إلى إمداد غزة بالإمكانات الصحيّة والأدوية التي من شأنها تخفيف حدة المصابين، وقد بيّنت إحدى لوحاتها أن معظم المصابين من العاملين في القطاع الصحي.

اللوحة الثانية التي رسمتها النجيلي عقب ظهور إصابات كورونا في غزة قبل أسبوعين تناولت دور أجهزة الأمن والشرطة الذين يصلون في عملهم الليل بالنهار، وأن كورونا في ظل الوعي الاجتماعي لن يكون سوى سراب سينقشع قريباً-كما تقول.

null
null