اصطياد سمكة تونة عملاقة في غزة بإمكانيات بسيطة

تمكن صيادو أسماك في قطاع غزة، الأربعاء، من اصطياد سمكة تونة عملاقة، طولها 180 سم، ووزنها 100 كيلو غرام، رغم إمكانياتهم البسيطة، ومساحة الصيد المحدودة جدا (6 أميال بحرية).

وقال منسق لجان الصيادين في اتحاد لجان العمل الزراعي زكريا بكر لـ”قدس برس”: إن هذه السمكة التي تم اصطيادها، من أكبر أسماك التونة التي وقعت في شباك صيادي غزة منذ مدّة طويلة”.

وطالب بكر، بمنح صيادي غزة مساحات بحرية أكبر في الصيد؛ لجلب المزيد من الأسماك لا سيما الكبيرة، كسمكة التونة العملاقة، التي صادها مركب صيد صغير في عمق 6 أميال بحرية، وسط بحر غزة.

وقال بكر: “ليس من السهل صيد سمكة التونة العملاقة في ظل وجود قوارب صيد ومعدات كبرى، لافتا إلى أن الصيادين الفلسطينيين تمكنوا من صيدها بشباك الغزل الرفيعة، بنظام التحويط الذي يستخدم في صيد سمك السردين الصغيرة”.

وأوضح بكر أن اصطياد هذه السمكة العملاقة يحتاج لإمكانيات كبيرة، وأن تمكن صيادي غزة من سمكة التونة رغم قلة الإمكانيات، يدلل على أنهم من أمهر صيادي العالم، حيث يعملون في ظروف صعبة وبلا معدات أو قوارب، ولا يمكنهم الدخول إلى أعماق البحر، في ظل ملاحقة قوات البحرية الإسرائيلية المتواصلة لهم، وإطلاق النار المستمر عليهم، وإصابتهم واعتقالهم بل قتلهم أحيانا.

وقال: “إن صيادي غزة بحاجة لمساحات بحرية مفتوحة، وحماية وتأمين من اعتداءات الاحتلال اليومية”، مؤكدا أنهم “بأقل الإمكانيات وبخبرتهم، يستطيعون صيد أعداد كبيرة من الأسماك، ومن كل الأنواع التي تصل البحر، إن توفرت لهم مستلزمات ذلك”.

وأشار بكر إلى أن هذه السمكة الـ70 “التي يتمكن صيادو غزة من صيدها بإمكاناتهم البسيطة، منذ بدء صيد هذا النوع من الأسماك، وفي عمق لا يزيد على 6 أميال بحرية فقط، وذلك على الرغم من أن البحر الأبيض المتوسط ليس موطنا لسمكة التونة إنما كانت تمر فيه عابرة سبيل”.

ولفت بكر إلى أن السمكة بيعت لأحد تجار السمك في غزة، بـ 535 دولارًا أمريكيًّا، مشيرا إلى أن الكيلوغرام الواحد من سمك التونة يباع في أسواق قطاع غزة بـ 12 دولارًا أمريكيًّا، وهو بنفس سعر لحم العجل.

وتعدّ سمكة التونة من الأسماك التي تعيش في المحيطات، وتتميز بأنها سباحة ماهرة وذات سرعة فائقة، ومن الممكن أن تصل سرعتها إلى 90 كم في الساعة الواحدة ولمسافات طويلة.

وتصنف العديد من أنواع سمك التونة بأنها من ذوات الدم الدافئ، على النقيض من العديد من الأسماك من ذوات اللحم الأبيض، ولحمها يتدرج ما بين الوردي الفاتح إلى الأحمر الداكن.

وشدد النقابي الفلسطيني على أن قوات البحرية الإسرائيلية تمنع الصيادين الفلسطينيين من الإبحار مسافات طويلة في عرض بحر غزة، وتسمح لهم بالإبحار ما بين 6 إلى 15 ميلاً بحرياً فقط، على طول ساحل القطاع، الذي لا يزيد على 40 كم من بيت لاهيا شمالا إلى رفح جنوبا.

وأشار إلى أن القانون الدولي يحدد مساحة الصيد بـ200 ميل بحري، وأن اتفاق أوسلو الموقع بين منظمة التحرير والفلسطينية والحكومة الإسرائيلية عام 1993 حدده بـ20 ميلا بحريا، “لكن الاحتلال لا يلتزم بهذه الاتفاقات، ويضربها بعرض الحائط، بل ويلاحق الصيادين يوميا ويطلق عليهم النار ويصيب ويعتقل ويقتل منهم من يريد ويمزق شباكهم ويدمر قواربهم”.

ويعمل في قطاع القصيد في غزة قرابة 4 آلاف صياد فلسطيني، يعيلون قرابة 60 ألف نسمة، في إطار حصار إسرائيلي مشدد منذ 14 سنة.