الجمعة 02/مايو/2025

هنية في لبنان.. حفاوة لبنانية وفلسطينية جسدت الأخوة والوحدة

هنية في لبنان.. حفاوة لبنانية وفلسطينية جسدت الأخوة والوحدة

في مشهد تاريخي، خرج أهالي مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، على بكرة أبيهم، لاستقبال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، إسماعيل هنية، ليكون أول قائد فلسطيني يزور المخيم، متمسكاً بالثوابت وبما تمسك به كل اللاجئين الفلسطينيين.

هنية، الذي شهدت زيارته إلى مخيم عين الحلوة، قبل يومين، حفاوة بالغة، لم يكن ذاك مبتغاه، بل ذهب ليؤكد من قلعة اللاجئ الفلسطيني في لبنان رفض التوطين والتهجير للاجئين في عين الحلوة وصولاً إلى مخيم الشاطئ الذي انطلق منه، خاصة وأن زيارته للبنان هي الأولى له منذ 27 عامًا بعد عودته من الإبعاد في مرج الزهور.  

ويزور هنية على رأس وفد من “حماس”، منذ 1 سبتمبر/ أيلول الجاري، في دولة لبنان، التي يعيش فيها 174 ألفا و422 لاجئا فلسطينيا، في 12 مخيما و156 تجمعا، بحسب أحدث إحصاء لإدارة الإحصاء المركزي اللبنانية لعام 2017.  

وحول تلك الزيارة، أكد علي هويدي المدير العام لـ”الهيئة 302 للدفاع عن حقوق اللاجئين” في لبنان، أن رئيس حماس في زيارته للمخيم، مثّل المقاومة الفلسطينية وأهدافها في الحفاظ على الثوابت الفلسطينية خاصة قضية اللاجئين وحقهم في العودة.

وقال هويدي، في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “السيد هنية هو ابن مخيم الشاطئ، وزيارته لمخيم عين الحلوة لها دلالة سياسية من الدرجة الأولى؛ لأن هذا المخيم هو عنوان لحق العودة”.  

ولفت المختص في شؤون اللاجئين، أن الالتفاف الكبير والزخم الشعبي حول هنية، بخروج المخيم على بكرة أبيه؛ شيبه وشبانه وأبنائه ونسائه، يعطي أهمية بالغة بأن اللاجئين الفلسطينيين متمسكون بالمقاومة ودحر الاحتلال، حتى تحقيق العودة.

وأكد أن اللاجئين يوصلون رسالة “بأننا لا نريد التوطين ولا نريد التهجير، ولا نريد سوى العيش بكرامة إلى حين العودة”.  

وحول الالتفاف الفصائلي، الذي حظي به هنية، قال هويدي: “هذا الالتفاف الفصائلي حول هنية في المخيم واستقبال جميع الفصائل الفلسطينية له، ومواكبة زيارته من دخوله للمخيم حتى خروجه منه، تؤكد رسالة بالغة الدلالة بأن الوحدة الوطنية الفلسطينية هي بالالتفاف حول المقاومة، والثوابت الفلسطينية حتى التحرير لفلسطين وعودة اللاجئين الفلسطينيين إليها”.  

زيارة إنسانية وطنية 
وفي سياق آخر، رأى هويدي أن هنية، قبل زيارته للمخيم، عاش معهم معاناة اللجوء التي يعيشها في غزة، عبر إطلاقه مبادرة تقديم مليون دولار من الحركة، لتخفيف الأعباء الاقتصادية والاجتماعية عن اللاجئين في لبنان، قائلاً: “حتماً سيكون لمخيم عين الحلوة نصيب من المبلغ الذي سوف يدفع لتخفيف أعباء أهله”.  

ورأى أن التواصل والالتحام بين مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة والذي تحدث عنه في كل زياراته هنية، مع مخيم عين الحلوة والمعاناة التي يعيشها المخيمان، يؤكد أن الشعب الفلسطيني وحدة واحدة لا تتجزأ سواء في مخيمات اللجوء أو في شتى الأماكن سواء على مستوى اللجوء أو على مستوى الشتات.  

زيارات ولقاءات تاريخية
والزيارة التي قادها هنية برفقة وفد مركزي من حركة حماس، يضم نائبه الشيخ صالح العاروري، ورئيس مكتب العلاقات العربية والدولية عزت الرشق، ورئيس مكتب العلاقات الوطنية حسام بدران، وعضو المكتب السياسي للحركة زاهر جبارين، وممثل الحركة في لبنان الدكتور أحمد عبد الهادي، لقيت ترحيباً فلسطينياً ولبنانياً كبيرين، شعبيّاً ورسميّاً.  

وعقد الوفد عدداً من اللقاءات الرسمية والشعبية والفصائلية، أبرزها: لقاء رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، وحسان دياب رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، ومفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، والأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله، والأمين العام للجماعة الإسلامية في لبنان عزام الأيوبي، ورئيسة كتلة المستقبل البرلمانية النائب في البرلمان اللبناني بهية الحريري، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني وليد جنبلاط.  

واجتمع هنية بوفود عدد من الفصائل الفلسطينية المشاركة في مؤتمر الأمناء العامين، أبرزهم: وفد الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، والأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة ووفد قيادي من الحركة، ووفد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة، ووفد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.  

وألقى هنية كلمة في مؤتمر الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، ثم زار في قت لاحق، مقبرة شهداء فلسطين في بيروت -مستديرة شاتيلا-، برفقة سفير فلسطين في لبنان أشرف دبور وقرؤوا الفاتحة أمام ضريح مفتي فلسطين الأكبر الحاج محمد أمين الحسيني رحمه الله، وزاروا شهداء مجزرة صبرا وشاتيلا في بيروت.  

وتخلل زيارةَ هنية، لقاء موسع مع آلاف اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، ولقاءً آخر مع علماء لبنان، وزيارة تاريخية إلى مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوب لبنان، في حين التقى بعدها الأمين ‏العام للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج المفكر الفلسطيني الأستاذ منير شفيق.  

ترحيب فلسطيني ولبناني  
وفي تصريحات صحفية منفصلة، رحبت شخصيات فلسطينية ولبنانية بزيارة هنية إلى لبنان، مؤكدين أنها تاريخية، ولها الأثر الإيجابي على العلاقات اللبنانية الفلسطينية.  

ورحب عضو مجلس القيادة ومسؤول الملف الفلسطيني في الحزب الاشتراكي التقدمي بهاء أبو كروم، بزيارة هنية إلى لبنان، مؤكدًا أن هذه الزيارة “تأتي في لحظة إقليمية مهمة جدا”، وقال: “إنّ طبيعة اللحظة تشهد تحديات لجهة القضية الفلسطينية عبر فرض وقائع في الداخل المحتل، إلى جانب التحديات الإقليمية التي تشهد زيادة في التطبيع مع الكيان”.  

أما الشيخ ماهر حمود، الأمين العام لاتحاد علماء المقاومة بلبنان، قال: “نعلق آمالا كبيرة على زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية إلى بيروت؛ لإنجاح الحوار الفلسطيني وتوطيد اللحمة الداخلية”.

وأكد أنّ “أهمية هذا الحوار تأتي بعد سقوط أوسلو وتلقي الضربة القاصمة بعد المشاريع التي تبنتها إدارة ترمب، وفي سياق التطبيع التي تهرول له بعض الدول العربية”.

من جهته، عدّ طه الحاج -المنسق العام لتيار العودة الفلسطيني في لبنان- زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية المخيمات الفلسطينية في لبنان، تعبيرا عن تجسيد موقفه الجامع لكل مكونات شعبنا الفلسطيني في مختلف ساحاته، وقربه من همومهم، قائلاً: “هنية يمثل حالة سياسية قريبة ومحبوبة من شعبنا الفلسطيني في المخيمات، ويشكل أنموذجًا للقيادة التي تتلمس أوجاع شعبها”.

تأكيدًا على مواصلة طريق المقاومة
ورأى بسام حمود، نائب الأمين العام للجماعة الإسلامية في لبنان، زيارة هنية إلى بيروت، بمنزلة تتويج لمرحلة من الجهاد والصمود في فلسطين، مؤكداً أن “الزيارة تأتي في لحظة حرجة على صعيد ما تتعرض له القضية الفلسطينية من خيانات متزايدة من أنظمة باعت نفسها للإدارة الامريكية والعدو على حساب شعوب المنطقة والقضية الفلسطينية المركزية”.  

أما حسن حب الله -مسؤول الملف الفلسطيني في حزب الله اللبناني- فأكد أن زيارة هنية تكتسب أهمية خاصة في ظل الظروف التي تمر بها القضية الفلسطينية، سيما مع عقد اجتماع الأمناء العامين للفصائل في بيروت بما تمثله من رمزية للمقاومة التي قهرت الاحتلال عامي 2000 و2006، ولتعطي رمزية لمواصلة الاستمرار بالمقاومة حتى تحرير فلسطين.  

بدوره، قال الفنان اللبناني محمد شمص: إن زيارة رئيس حماس، تمثل مفاجأة سارة لمحبي الشعب الفلسطيني، قائلاً: “الزيارة تعزز في الوجدان، وحدة الموقف اللبناني والفلسطيني المقاوم”.  

من جهته، أكد عضو مكتب العلاقات العربية والإسلامية في حركة (حماس) علي بركة، أن زيارة هنية إلى لبنان تأكيد على تمسك الشعب الفلسطيني برفض مشاريع التوطين، والتمسك بحق العودة إلى فلسطين.    

وذكر بركة في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن الشعب الفلسطيني في لبنان جزء أصيل من لبنان، ويشارك لبنان كل مناسباته، “ونحن معهم شعب واحد”.  

وشدد على أن حركة حماس تبذل جهوداً مستمرة من أجل التخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

مظاهرات مليونية في اليمن تضامنًا مع غزة

مظاهرات مليونية في اليمن تضامنًا مع غزة

صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام تظاهر مئات الآلاف من اليمنيين، الجمعة، في 14 محافظة بينها العاصمة صنعاء، دعما لقطاع غزة في ظل استمرار الإبادة...