زبوبة بجنين.. معاناة مستمرة وشعور بالإهمال والتهميش

على وقع مواجهات يومية مستمرة مع قوات الاحتلال الصهيوني فرضها الموقع الجغرافي، تعيش بلدة زبوبة غرب مدينة جنين شمال الضفة الغربية معاناة مستمرة يرافقها شعور بالتهميش من وجود خدمات ومقومات صمود.

وتقع زبوبة بمحاذاة جدار الفصل العنصري غرب مدينة جنين، ويقطنها نحو 2500 مواطن فيما يقام على أراضيها والبلدات المجاورة معسكر سالم الصهيوني الذي يضم قيادة جيش الاحتلال بجنين، ومحكمة سالم العسكرية، ومقر الإدارة المدنية التابعة للاحتلال.

null
اعتداء وتهميش

يقول رئيس المجلس القروي في زبوبة عماد جرادات لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “أهالي زبوبة يعيشون على وقع اعتداءات يومية للاحتلال، فلا يمر يوم دون استنشاق الغاز المسيل للدموع، وتغلق مداخل البلدة وتفتش المنازل باستمرار”.

وأضاف: “يُعتدى على المزارعين داخل أراضيهم ويمنعون من دخولها، وأمام كل ذلك، فإننا نطالب بتوفير مقومات صمود أساسية، إذ لا يعقل أن منطقة غرب جنين وبلدتها، وفي ظل هذه الاعتداءات المتكررة لا يوجد بها سيارة إسعاف ومركز طوارئ”.

وأردف: “لسنوات طويلة ونحن نطالب الحكومة بعمل مركز طوارئ، وتقديم سيارة إسعاف للمنطقة بسبب هذه الاعتداءات، ولكن لا استجابة”.

وأكد أن أهالي البلدة يشعرون بالتهميش من الحكومة وبأنهم محرومون من  حصتهم من برامج التنمية في الوقت الذي يجب أن يعزز صمودهم ببرامج دعم حكومية مختلفة بما يقوي وجودهم في الأرض خاصة في موقعهم الجغرافي الحساس.

null
مركز الشر

ويشكل معسكر سالم الصهيوني مركز الشر بالنسبة لسكان زبوبة ومحيطها، فأبراج المعسكر مطلة على منازلهم، وحركة الدوريات المستمرة تولد المواجهات، إضافة إلى أن الجنود يقومون باستمرار بعمليات تمشيط في أراضيهم القريبة من المعسكر.

وتعرضت بلدة زبوبة لموجات من حملات الاستيلاء على أراضيها، فمعظم أراضيها تقع في مرج ابن عامر، وأصبحت داخل أراضي 48 منذ النكبة، وفقدت البلدة ما تبقى بعد بناء جدار الفصل العنصري لتنحصر أراضي البلدة خلف أسلاك الجدار، وتقع أخرى بين منازل البلدة والمعسكر.

null
يقول المواطن علي عمارنة لمراسلنا يتهم جنود الاحتلال أهالي البلدة بأنهم يخترقون أسلاك جدار الفصل العنصري ويقصون الشيك بشكل مستمر من أجل الوصول لأراضيهم وهو ما يجعل الجنود مستفزين بشكل مستمر ويعمدون للانتقام من أهالي القرية.

وأكد على أن الأصل ليس ملاحقة الأهالي على اختراق الجدار، بل إزالة الجدار نفسه الذي سيطر على الأراضي وعزلها دون وجه حق.

null
مطالب بتعزيز الصمود

ويطالب المواطن يوسف عبيدي بتخصيص موازنات لدعم سكان البلدات الحدودية التي تقع على تماس مباشر مع المستوطنين وقوات الاحتلال، لأنها من تقود حالة متقدمة من الصمود، متسائلاً إن كان هناك خطط وطنية فعلية لذلك أم لا؟.

وأضاف: “نحن صامدون هنا بإرادتنا ومقوماتنا الذاتية، ومن المؤكد أننا لن نرحل، ولكن توفير مقومات الصمود من بنى تحتية ومشاريع تنموية يقلل الهجرة الداخلية للشباب إلى السكن في المدن، فنحن نريد أبناءنا هنا وليس في أي مكان آخر”.