اتفاق العار.. عين إسرائيل على ثروات الإمارات

بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عن اتفاق العار لتطبيع العلاقات بين الإمارات، وكيان الاحتلال الإسرائيلي، بدأت تتكشف خفايا كثيرة للعلاقات الاقتصادية بين “الدولتين” وما تطمع إليه “إسرائيل” اقتصاديا من وراء الاتفاق المبرم مع أبو ظبي.
سنواتٍ طويلة
تقارير إعلامية عبرية تؤكد أن استثمارات “إسرائيل” في دولة الإمارات سبقت الإعلان عن اتفاق العار بسنوات طويلة.
من التقارير الإعلامية العبرية من يذكر العام 2008 كبداية لتلك العلاقات الاقتصادية، إلا أن فتح مكتب المصالح في أبو ظبي في تسعينيات القرن الماضي يدلل أن “إسرائيل” موجودة هناك قبل سنوات طويلة جدًا.
في الوقت الراهن يوجد 300 شركة إسرائيلية تنشط في الإمارات، يقول الخبير الإسرائيلي زئيف لافي إن معظم تلك الشركات تعمل من خلال شركات أو بعثات أجنبية.
يضيف: وهذا الشكل من العمل، يخلق صعوبة للشركات الصغيرة والمتوسطة، أما الآن، وفي ظل الوضع الجديد الناشئ، فإن هذا الحاجز سيزول، وسيكون العمل متاحا مباشرة.
يتابع أن دول الخليج مجتمعة تُشكل رابع منطقةٍ عالميًّا من حيث حجم الاستيراد، وهي بحاجة للكثير من المواد الخام، والتكنولوجيا والمعلوماتية، والبضائع الصناعية، وهذا على ضوء القوة الشرائية الضخمة جدا في دول الخليج كلها؛ وهنا الحديث يدور ليس فقط حول الإمارات، وإنما حول كل دول مجلس التعاون الخليجي، والتي بحسب تقارير إسرائيلية، فإن دولا أخرى من المجلس في طريقها لإبرام اتفاقيات مع “إسرائيل”، وخاصة البحرين وسلطنة عمان.
عين على صناديق السيادة
موقع “غلوبس” الاقتصادي العبري، يقول في تقريرٍ له إن صناديق الاستثمار الحكومية الأربعة في الإمارات تضم ما يزيد عن ١.٢ تريليون دولار، وهو المبلغ الأضخم عالمياً.
وأضاف الموقع أن مصدر هذه الأموال يكون من المصادر الطبيعية كالنفط في الإمارات.
وأوضح”جلوبس” أن صناديق الاستثمار الإماراتية ترغب باستثمار أموالها في “إسرائيل” بمجالات التكنلوجيا، الزراعة، تحلية المياه والمدن الذكية وغيرها من المجالات الأخرى.
وأضاف الموقع أن حجم هذه الشركات يسمح لها أيضاً بالاستثمار في شركات الطيران ومشاريع ضخمة أخرى في شبكات المواصلات.
مسارات الاقتصاد
وأبرز مسارات التبادل الاقتصادي التي تتحدث عنها إسرائيل هي: الاستثمارات المالية المتبادلة، والصناعات الحربية، والنفط.
ولكن منذ الآن تعرف “إسرائيل” أنها لن تكون وحيدة في الإمارات، فقد سبقها العالم كله تقريبا إلى هناك، ولذا ستنتظرها منافسة شديدة.
والمنافسة الأشد لـ”إسرائيل” ستكون في قطاع الصناعات الحربية، لأن كل المشتريات الحربية الإماراتية تحتكرها تقريبا الشركات الأميركية، بنحو 20 مليار دولار سنويا.
وهذه هي أبواب التبادل الاقتصادي التي عرضتها الصحافة الاقتصادية الإسرائيلية، غداة الإعلان عن التطبيع بين “إسرائيل” ودولة الإمارات العربية المتحدة:
الصناعات الحربية:
إسرائيل تعرف أنه تقريبا كل صفقات التسلح الإماراتية يتم إبرامها مع الولايات المتحدة الأميركية، ويجري الحديث عن 20 مليار دولار سنويا، من أصل 23 مليار دولار، هي ميزانية الدفاع الإماراتية السنوية.
ورغم هذا، تطمح شركات الصناعات الحربية الإسرائيلية لأن يطالها ولو قسط من تلك الصفقات، خاصة في مجال الهايتك الحربي، والسايبر، ومنذ الآن تعمل شركات إسرائيلية في الإمارات، ومنها من وضع قدمه هناك منذ العام 2008.
ولكن يشار هنا إلى أن العديد من الشركات الحربية الإسرائيلية فيها مساهمات أميركية، كما أن مشاريع صناعات حربية إسرائيلية فيها مساهمات وتمويل أميركي، ما قد يخفف من حدة المنافسة من ناحية “إسرائيل”.
النفط:
حسب ما ذكرته صحيفة “ذي ماركر”، فإن الكمية الأكبر من النفط القادم لإسرائيل يتم شراؤه من إقليم كردستان العراقي، عن طريق تركيا. وتأمل إسرائيل أن تنوّع مشترياتها من النفط، لتستورد مباشرة من الإمارات، الغنية أيضا بالغاز، ولكن “إسرائيل” دخلت أسواق الغاز العالمية، بسيطرتها على حقول غاز كبيرة في البحر الأبيض المتوسط، وبدأت في التصدير تدريجيا في السنوات الثلاث الأخيرة.
الاستثمارات المالية:
من أبرز التوقعات الاقتصادية أن تبذل الشركات الإسرائيلية، وخاصة الشركات الصاعدة- “ستارت أب”- في مختلف قطاعات الهايتك، جهودا لتجنيد رؤوس أموال إماراتية للمساهمة في هذه الشركات، وأيضا دفق استثمارات إماراتية كبيرة على البورصات الإسرائيلية.
ولذا فإن أحد التقارير الاقتصادية الصحافية الإسرائيلية توقع أن تساهم هذه الاستثمارات في وضعية البورصات الإسرائيلية، التي تلقت ضربة جدية في النصف الثاني من شهر آذار الماضي، في أعقاب أزمة كورونا، وما تبعها من أزمة اقتصادية؛ وما تزال البورصات الإسرائيلية على ذات الهبوط، بنحو 18%، منذ 5 أشهر.
الرحلات الجوية:
وهذه ستكون مشروعا مركزيا بالنسبة للمواصلات الجوية، فإن “إسرائيل” تتوقع أن تدخل شركة الطيران الإماراتية على خط المنافسة، لنقل مسافرين من “إسرائيل” إلى الشرق الأقصى، ولمناطق أخرى في العالم، بعد أن تحط طائراتها في مطار إسرائيل الدولي.
كذلك تتوقع “إسرائيل” أن يكون مسموحا للطائرات الإسرائيلية استخدام مطار الإمارات كمحطة في الطريق نحو الشرق الأقصى، ولكن هذا سيكون بحاجة لموافقة كل من السعودية والأردن.
المتضرر الأكبر من هذا الأمر، ستكون شركة الطيران الأردنية- “الملكية الأردنية”- التي تنقل مسافرين من إسرائيل إلى الشرق الأقصى، بينما شركة الطيران التركية تنافس بالأسعار في نقل المسافرين من إسرائيل إلى دول في أوروبا والأميركيتين، بعد التوقف في مطار إسطنبول.
قطاع الصحة:
تعترف التقارير الإسرائيلية بأن دبي رائدة في السياحة الصحية، وأن لديها طواقم طبية على مستويات عالية جدا في العالم، ولكن تم إدراج احتمال أن يستوعب القطاع الصحي السياحي في إمارة دبي أطباء وطواقم طبية إسرائيلية.
التعليم العالي:
تقول التقارير الإسرائيلية إن المعاهد العليا الإسرائيلية ستكون قادرة على استيعاب طلاب جامعيين من دولة الإمارات، بادعاء أن الجامعات الإسرائيلية تستوعب طلابا عربا، بقصد الفلسطينيين في “إسرائيل”، وأيضا طلابا أجانب، أي أن عامل اللغة لن يكون عائقا أمام الطلاب من الإمارات، بحسب الاعتقاد في “إسرائيل”.
الزراعة:
رغم الجغرافيا الصحراوية في الإمارات، فإن إسرائيل تتوقع أن تعمل شركات إسرائيلية في تطوير الزراعة النباتية في المناطق الصحراوية، خاصة وأن شركات كهذه قدمت خبرتها إلى دول أفريقية.
السياحة:
نظرا لعدد السكان الأصليين في الامارات، حوالي 4 ملايين نسمة، فإن “إسرائيل” لا تتوقع أن تساهم السياحة إليها من الإمارات في ازدياد أعداد السياح سنويا، ولكن ستكون ما تسمى “سياحة ذات جودة”، بمعنى أن السائح الذي سيصل من هناك سيكون معدل صرفه أعلى من معدل صرف السياح إلى “إسرائيل”.
في المقابل، فإن “إسرائيل” تتوقع أن يكون في المرحلة الأولى تدفق لسياح إسرائيليين على دبي، ولكن نظرا لكلفة السياحة هناك، وهي أعلى من السياحة في “إسرائيل”، فإن أعداد السياح ستكون محدودة أيضا. زد على هذا أن نسبة عالية من اليهود الإسرائيليين بحوزتها جوازات سفر ثانية من أوطانها الأصلية، ومن كان معنيا سافر إلى دبي والإمارات وزارها من قبل.
الصادرات:
حسب ما ينشر في الصحافة الإسرائيلية، فإن الصادرات الإسرائيلية لدولة الإمارات لا تتعدى حاليا عشرات ملايين الدولارات سنويا، هي في غالبيتها بضائع وخدمات تتعلق بالتقنيات العالية، الهايتك.
أما الآن، وعلى ضوء مستوى المعيشة العالي لدولة الإمارات، ومستوى الأسعار، فإن إسرائيل ترى أن سوق الإمارات ستكون مفتوحة أمام بضائعها، خاصة من البضائع ذات الكلفة العالية، التي يتركز تصديرها للدول الغنية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية ودول الاتحاد الأوروبي، ولا سيما الكبرى منها.
سوق جيد
وفي هذا الصدد، يقول المختص في الشؤون الاقتصادية سمير حليلة إن الاحتلال يجد في الإمارات سوقًا جيدًا لترويج منتجاته التكنولوجية، ومحطة لإيصال تلك المنتجات إلى دول ترتبط اقتصاديًا مع الإمارات كجنوب شرق آسيا، والهند، وباكستان.
كما أن الاحتلال سيلعب على وتر مساعي الإمارات الحصول على مصادر مياه عذبة، من خلال تقديم خدمات شركاته التكنولوجية المتخصصة في تحلية المياه المالحة للاستفادة منها في تحلية مياه الخليج بجودة عالية وأسعار تكلفة أقل.
وينظر حليلة في تصريح صحفي إلى أبعد من ذلك التعاون الاقتصادي بين الإمارات والاحتلال، وهو تنفيذ مشاريع مشتركة بين الطرفين في دول ذات علاقة وثيقة بينهم كالبحرين والسعودية.
وأشار إلى أن الاحتلال يتطلع إلى الإمارات على أنها مركز تجاري دولي، يمكن الاستفادة منه في تصدير المنتجات الإسرائيلية إليه أو خلاله.
ولا يستبعد حليلة أن تجد العملة الإسرائيلية لها رواجًا في الأسواق الإماراتية بجانب العملات الأجنبية الأخرى بحكم التعاملات التجارية والحركة السياحية، ما سيكون لذلك تأثير قوي على الشيقل.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام + وكالات
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

حماس: العدوان على اليمن جريمة حرب وإرهاب دولة ممنهج
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام دانت تدين حركة "حماس" بأشدّ العبارات العدوان الاسرائيلي على اليمن، والذي نفّذته طائرات جيش الاحتلال، واستهدف مواقع...

تحذيرات من انهيار كامل لمستشفيات غزة خلال 48 ساعة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، اليوم الإثنين، من أن مستشفيات القطاع على شفا الانهيار خلال 48 ساعة بفعل منع...

غوتيريش: توسيع إسرائيل هجماتها بغزة سيؤدي لمزيد من الموت والدمار
نيويورك – المركز الفلسطيني للإعلام قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن خطة إسرائيل لتوسيع هجماتها على غزة ستؤدي إلى مزيد من الموت...

غارات إسرائيلية تستهدف اليمن
صنعاء- المركز الفلسطيني للإعلام شنت طائرات حربية إسرائيلية، مساء الإثنين، غارات عنيفة استهدفت مناطق واسعة في اليمن. وذكرت القناة 12...

9 شهداء بغارتين إسرائيليتين في مخيم النصيرات
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام ارتقى 9 شهداء على الأقل، وأصيب عدد كبير من المواطنين بجروح، الإثنين، جراء غارتين شنتهما مسيّرات إسرائيلية، على منطقة...

صحة غزة: حصيلة حرب الإبادة ترتفع إلى 52,576 شهيدًا
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أفادت زارة الصحة بقطاع غزة، بأن 32 شهيدًا منهم 9 انتشال، و119 إصابة وصلت مستشفيات القطاع خلال الـ24 ساعة الماضية....

مستوطنون يحرقون محاصيل قمح في سهل برقة بنابلس
نابلس – المركز الفلسطيني للإعلام أحرق مستوطنون متطرفون، مساء اليوم الاثنين، على إحراق أراضٍ زراعية مزروعة بالقمح في سهل برقة شمال غرب مدينة نابلس...