خيمة البستان.. في مواجهة الهدم

في شهر ٢-٢٠٠٩ أصدرت بلدية الاحتلال قي القدس أوامر بإخلاء ٨٨ عقاراً في حي البستان، كانت تضم ١٣٤ عائلة وقدر عدد سكانه في ذلك الوقت بنحو ١٥٠٠ مقدسي.
انطلقت منذ ذلك الحين خيمة الاعتصام في حي البستان لمواجهة قرار الإخلاء، وصارت مركزاًً للتجمع ولصلاة الجمعة ولوفود المتضامنين، وكانت مركزاً لجذب اهتمام الإعلام العالمي إلى مأساة ذلك الحي المقدسي، الذي لا يستند قرار إخلائه إلا إلى مقولاتٍ توراتية تزعم أن موقع الحي كان “حديقة الملك داود” وفق نص مخطط الإخلاء الأساسي الذي وضعه مهندس بلدية الاحتلال أوري شطريت في شهر ١١-٢٠٠٤. (بالمناسبة، شطريت هذا لم يكن صهيونياً متفانياً كما يراد لنا أن نتخيل عدونا، بل هو في السجن اليوم يقضي حكماً بسبع سنوات تنتهي في ٢٠٢١ لتلقيه الرشى حين كان مهندساً للبلدية.)
على مدى ١١ عاماً تراوحت هذه الخيمة بين العنفوان والهدوء، وتنوعت فيها عشرات أنواع الأنشطة، وكرس لها أبناء البستان وسلوان والقدس والأراضي المحتلة عام ١٩٤٨ وقتهم وجهدهم وقسطاً من صبرهم، فشاغلت المحتل على مدى ١١ عاماً، تقدم خلالها وهدم عدة عقارات لكنه لم ينل مبتغاه الذي هو تفريغ هذا الحي.
في السنوات الخمس الأولى من تلك المسيرة أسهمت مؤسسات داعمة فلسطينية وعربية في تجهيز ملعب الحي ودعم خيمته، وفي دعمِ مؤسساتٍ محلية بادر أهل الحي إلى وقفها كمسجد أو روضة أو مركز ثقافي، لكن الحصار الصهيوني والأمريكي والعربي لم يلبث أن خنق تلك المؤسسات. لم يُعطَ ما يكفي من الاهتمام لتعويض ذلك الغياب، أو لاستدامة حبل الدعم المهم الذي كانت تلك المؤسسات تؤمنه رغم محدوديته.
اليوم ينفلت المحتل ضد المقدسيين بمجازر هدم غير مسبوقة، وبإجبار الناس على هدم بيوتهم بأيديهم وإلا هدمتها جرافات المحتل وحمّلتهم مصاريف الهدم ومصاريف القوات التي قمعتهم والكلاب البوليسية التي أرهبتهم… وهي سياسة كان من الممكن وأدها في مهدها لو وجه لها الاهتمام السياسي ووجه لها حد أدنى من الموارد، وباب إفشالها لم يغلق وإن بات ثمنها على المرابطين أصعب بكثير.
اليوم في وجه هذا الهدم، تعود خيمة البستان إلى الواجهة تستجمع إرادة الرفض والصمود في وجه مجازر الهدم، وتعلق الجرس وتطلق الصرخة لكل القوى التي يعنيها إفشال تصفية الوجود العربي في القدس -إن كانت جادة في ذلك- فهذه إرادة الرفض والصمود حاضرة رغم الألم والجراح، فلا تكرروا الخطايا، وأولوها ما تستحق من الاهتمام والدعم، فهي بالتأكيد أهم من كثير من المهرجانات والمؤتمرات والملتقيات؛ فهل تصل رسالتها؟!
الصورة اليوم من صلاة الجمعة في خيمة الاعتصام في حي البستان وقد لبى نداءها مئات المقدسيين رغم الحر والوباء وطعنات الظهر من دويلات فائض النفط والسفه.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

صاروخ يمني يستهدف مطار بن غوريون
المركز الفلسطيني للإعلام أصيب عدد من الإسرائيليين بجروح - اليوم الأحد- بعد سقوط صاروخ يمني على مطار بن غوريون وفشل منظومات الاحتلال في اعتراضه....

الإعلام الحكومي يحذر: 3500 طفل بغزة على وشك الموت جوعًا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام جدد المكتب الإعلامي الحكومي تحذيره من كارثة إنسانية وشيكة في قطاع غزة، بفعل استمرار جريمة إغلاق المعابر وتشديد الحصار...

عدوان أميركي واسع على محافظات صعدة والحديدة ومأرب اليمنية
المركز الفلسطيني للإعلام شنت طائرات أميركية حربية، فجر اليوم الأحد، 26 غارة على اليمن استهدفت محافظات صعدة والحديدة ومأرب. وأفادت وسائل إعلام يمنية...

الاحتلال يقر بمقتل وإصابة جنود في رفح ويسعى لتوسيع عملياته في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي بمقتل ضابط وجندي وإصابة أربعة آخرين من وحدة النخبة التابعة لسلاح الهندسة إثر تفجير نفق في رفح...

قطر ترفض تصريحات نتنياهو: تحريضية وغير مسؤولة
الدوحة - المركز الفلسطيني للإعلام عبرت دولة قطر عن رفضها لاتهامات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووصفت تصريحاته بأنها تحريضية وغير...

إصابات واعتقالات بمداهمات للاحتلال في الضفة
الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامشنت قوات الاحتلال الصهيوني - فجر الأحد- حملة اقتحامات ومداهمات واعتقالات في عدة مناطق في الضفة الغربية....

ما تأثير طوفان الأقصى على المكانة الدولية لإسرائيل؟
المركز الفلسطيني للإعلام خلصت ورقة علميّة، أعدّها وليد عبد الحي وأصدرها مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات تحت عنوان: "تأثير طوفان الأقصى على مؤشرات...