الأنفاق التهويدية في القدس..هدم للحضارة وتزوير للتاريخ

لم يتوانَ الاحتلال وما يسمى “سلطة الآثار” لديه، عن سعيهم الحثيث لتزوير التاريخ بمدينة القدس المحتلة ومحاولة إضفاء الصبغة اليهودية على معالمها وتحديدا المسجد الأقصى؛ لتحقيق هدفهم الرامي للسيطرة على القدس بما فيها من مقدسات ومعالم.

ومن أبرز محاولات الاحتلال الرامية إلى تغيير الصبغة الإسلامية للمدينة المقدسة وفرض الرؤية اليهودية؛ الأنفاق التهويدية العلنية والسرية، التي تأتي في إطار البحث عن الهيكل المزعوم وتحويل المسجد الأقصى إلى مزار يهودي ومعلم سياحي يستقطب اليهود من أصقاع الأرض كافة.

أنفاق مجهولة
وبدوره، أشار الباحث في شؤون القدس إيهاب الجلاد إلى أن هناك ما لا نعرفه عن عشرات الأنفاق المتشعبة ولا سيما في منطقة سلوان، موضحا أن بعضها مفتوح للزيارة ضمن دائرة سلطة الآثار الإسرائيلية، ومنها ما يزال تحت الترميم والحفر لا نعلم مدى انتشارها وحجمها، وفي حرية نيوز.

وعن تأثيرات الأنفاق، قال: “ضررها ملموس ومحسوس؛ فقد أثرت على أساسات المنازل، وتشققت الجدران، وهبطت الأرضيات، ودمّرت الآثار القديمة ولا سيما المملوكية”.

وأكد الجلاد بأن هناك العديد من الأنفاق المجهولة والتي لا نعرف بها، ولا معلومات لدينا عن اتساعها وحجمها وآثارها المخفية.

وفي السياق ذاته، كشف الباحث في تاريخ القدس روبين أبو شمسية، عن وجود 6 أنفاق رسميا يمكن الدخول والولوج إليها، ونفق آخر مغلق لأسباب صحية بالنسبة للعمائر التي تقع فوقه حيث يقع أسفل حارة السعدية في البلدية القديمة.

واحد من أهم الأنفاق ذلك النفق الذي يجاور الجدار الغربي للمسجد الأقصى ويبلغ طوله 596 مترا يبدأ من حائط البراق وصولا إلى تحت المدرسة الابتدائية العمرية أو ما يعرف بطريق “درب الآلام”.

طمس للتاريخ
وبحسب الكثير من الباحثين والمختصين؛ فإن أنفاق الاحتلال هي بمنزلة محاولة لطمس التاريخ وتزيفه بتدمير الحضارة العربية والإسلامية؛ لتبنى على أنقاض آثار وحضارات من العهد الأموي والعباسي والكنعاني والبيزنطي الرواية اليهودية وتختلق “آثارا توراتية” لتكون حجر الأساس لبناء الهيكل المزعوم.

ويؤمّ أنفاق الاحتلال مئات آلاف السياح الأجانب سنويا، لتكون أشبه بعملية غسل دماغ للرأي العام الدولي بشطب وإزالة كل ما هو عربي وإسلامي ومسيحي عن المدينة.

كما تستغل تلك الأنفاق لربط الأجيال اليهودية برباط توراتي يوثق أن القدس يهودية من خلال سرقة الحضارة والتاريخ ومصادرة الحقوق التاريخية والحضارية للعرب والمسلمين ولكل الشعوب والحضارات التي عايشت القدس.