51 عامًا على إحراق الأقصى.. محاولات تهويد تجابَه بالرباط

منذ احتلاله فلسطينَ وضع الكيان الصهيوني نصب عينيه المسجد الأقصى المبارك، وبدأ العمل على السيطرة عليه، لإقامة الهيكل المزعوم. وعمل الاحتلال، خلال مدد متلاحقة، على زيادة وتيرة جرائمه بحقّ المسجد المبارك ومَرافِقِه، من اعتداءات وتخريب واقتحامات، ليفرض واقعاً جديداً.
وشهدت السنوات الأخيرة حَراكاً إسرائيليًّا كبيراً في هذا الاتجاه، ومحاولة تكريس التقسيم الزماني والمكاني للمسجد أمرًا واقعًا.
غير أن أهل القدس وفلسطينيي الأراضي المحتلة عام 1948 نجحوا في تشكيل خط الدفاع الأول في وجه الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، وشكّل المرابطون منهم دروعاً بشرية، ساهمت في منع تنفيذ المخطط الصهيوني بتقسيم الأقصى زمانياً ومكانياً، من خلال البرامج التي تضمن حضوراً دائماً للمصلين في المسجد.
متوالية اعتداءات
وبدأت محاولات السيطرة على الأماكن المقدسة في مدينة القدس في سنة 1929، مع إحضار اليهود مقاعد وكراسي ووضعها في ساحات البراق، تسببت بأول انتفاضة في فلسطين (انتفاضة البراق)، وبعد احتلال شرقي القدس في سنة 1967، تجددت المطامع الإسرائيلية في الأقصى، وتكرست مع إشعال حريق داخله في 21/8/1969.

null
وجريمة إحراق الأقصى ليست حدثاً عابراً -وفق أرض ميديا- بل كانت خطوة على طريق طويل سبقتها خطوات مهدت لما يجرى حالياً، وبدأت مباشرة بعد احتلال شرقي القدس في سنة 1967، ومن هذه الخطوات دخول قائد لواء المظليين الجنرال موردخاي جور وجنوده الأقصى خلال حرب 1967، ورفعهم العلم الإسرائيلي على قبة الصخرة، وحرقهم المصاحف، ومنعهم المصلين من الصلاة فيه، ومصادرة مفاتيح أبوابه؛ ودخول الحاخام الأكبر للجيش الإسرائيلي شلومو غورن وخمسين من أتباعه، وإقامة صلاة دينية في ساحة المسجد.
التقسيم الزماني والمكاني
وتأتي الذكرى الـ 51 لإحراق المسجد الأقصى المبارك بالتزامن مع زيادة الاحتلال للسياسة الإجرائية لمخطط تقسيم الأقصى الزماني والمكاني؛ فمنذ بداية الاحتلال، اعترفت “إسرائيل” بأن ما هو قائم في الأقصى “أمر واقع”، وليس جزءاً أصيلاً من المكان، رافضة الاعتراف به على أنه مكان مقدس للمسلمين فقط، وتعبيراً عن ذلك سموه “جبل الهيكل” و”جبل موريا”.

الهيكل التوراتي
بعد سنة 2000 أجرى الاحتلال تعديلات على إجراءات زيارة اليهود للأقصى، وأعاد تحديدها على فترتين؛ صباحية ومسائية، محاولاً بذلك تقاسم المسجد الأقصى زمانياً مع المسلمين، كي يتاح له مستقبلاً مصادرة المساحة التي حددها الحاخام الأكبر للجيش الإسرائيلي في سنة 1967 التي يجوز فيها الصلاة لليهود، وبهذه الطريقة يتم تقاسم المسجد مكانياً.
اقتحامات المستوطنين
ولتأكيد ذلك، حاول أعضاء كنيست سنّ قانون “المساواة في المكانة المدنية والدينية بين اليهود والعرب”، يمنع المصلين المسلمين من الدخول للمسجد الأقصى في الوقت المخصص لدخول اليهود إليه والصلاة فيه، مثلما هو متبع عند صلاة المسلمين، حيث يخرج منه غير المسلمين؛ بهدف فرض أمر واقع قانوني ملزم إسرائيلياً لتقسيم المسجد الأقصى زمانياً ومكانياً.
ولتحقيق التقسيم الزماني والمكاني ينظم المستوطنون جولات ميدانية شبه يومية للمسجد الأقصى؛ فقد شهدت السنوات القليلة الماضية ازدياداً ملحوظاً في عدد ونوعية المقتحمين للأقصى، بعد تخصيص فترتين صباحية ومسائية للمقتحمين، وارتفع عدد المقتحمين للأقصى من 5658 في سنة 2009، إلى 30416 مقتحماً في سنة 2019، فيما بلغ عدد المقتحمين 28674 خلال ما بين 1/8/2019 و31/7/2020، بحسب إحصائية خاصة لمؤسسة القدس الدولية.
2013 |
2014 |
2015 |
2016 |
2017 |
2018 |
2019 |
1/1–31/7/2020 |
13000 |
14952 |
14064 |
15880 |
25628 |
29801 |
30416 |
10489 |