الأربعاء 26/يونيو/2024

اتفاق الإمارات وإسرائيل.. تجميد الضم أم تجميل القبيح!

اتفاق الإمارات وإسرائيل.. تجميد الضم أم تجميل القبيح!

من “إسرائيل” جاء التكذيب سريعا لادعاء ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، “إيقاف ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية”، ضمن تسويقه لاتفاق الإمارات مع الاحتلال الصهيوني، لتنجلي الحقيقة عن “اتفاق يجمّل وجه الاحتلال القبيح ويغطي جرائمه”.

وأعلن بن زايد -مساء الخميس- اتفاق بلاده و”إسرائيل” على وضع خارطة طريق نحو تدشين التعاون المشترك وصولا إلى علاقات ثنائية.

أكذوبة واهية
وبخلاف ما أعلنه ولي عهد أبو ظبي، أكد نتنياهو، في مؤتمر صحفي أنه لم يوافق على موضوع إزالة السيادة على الضفة الغربية من جدول أعماله، وأنه كان هناك طلب واضح للتريث في بسط السيادة على الضفة، ولم يشطب ذلك من جدول أعماله.

وأضاف نتنياهو: “أنا ملتزم بتعهداتي، وسأنفذها، وفرض السيادة بالضفة سيكون بالاتفاق مع الولايات المتحدة”.

أكذوبة وقفة أو تجميد ضم الضفة الغربية، رفضها الفلسطينيون ورأوا فيها محاولة لاستغلال القضية الفلسطينية للتغطية على جريمة التطبيع والاتفاق مع الاحتلال.

جسر التطبيع المرفوض
قطع الطريق على محاولة الإمارات، الاختباء وراء هذه الأكذوبة، بدا واضحًا في تأكيد إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، ورئيس السلطة محمود عباس، خلال اتصالهما الهاتفي أنه غير مسموح لأيٍّ كان أن يجعل من فلسطين وقدسها وأقصاها وشهدائها وعذابات أبنائها جسرًا للتطبيع مع العدو.

ونهاية أبريل/ نيسان 2020، اتفق نتنياهو، مع زعيم حزب “أزرق- أبيض” بيني غانتس، على بدء عملية ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية، أول يوليو، وتشمل غور الأردن وجميع المستوطنات الإسرائيلية بالضفة، وهو الأمر الذي لقي رفضا فلسطينيا.

وفي حين لم تنفذ “إسرائيل” الضم (السلب) باحتفالية رسمية، إلّا أنها زادت خلال الأشهر الماضية من وتيرة الخطوات التي تعد تنفيذا فعليا له؛ بالاستيلاء على الأراضي ومصادرتها، وهدم منازل وممتلكات الفلسطينيين.

القرا: تجميل للاحتلال
الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا، أكد لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، أن موضوع ضم الضفة الغربية تحكمه مصلحة الاحتلال، مشيرًا إلى أنها “لعبة إسرائيلية بامتياز يستخدمها نتنياهو لمصالح حزبية وانتخابية”.

ورأى القرا، أن محاولة أبو ظبي تسويق تجميد الضم للتغطية على فضيحة اتفاق العار، ما هو إلا “تجميل للاحتلال وتغطية على جرائمه”.

وقال: إن محاولة بعضهم قول ذلك هو خداع للشعوب العربية والاسلامية وتبرير لجريمة التعاون مع الاحتلال الاسرائيلي.

وأشار إلى أن ذلك حدث سابقا عندما ذهب العرب لمؤتمر مدريد تحت مبرر دعم الفلسطينيين في مفاوضات الاحتلال، ثم تركوهم وحدهم يواجهون مصيرهم، وارتمى بعضهم في حضن الاحتلال تحت مبرر “المصلحة الوطنية العليا”.

بطولات وهمية
ويفند أرنست خوري، مدير تحرير صحيفة العربي الجديد، ادعاءات أبو ظبي بشأن الضم، مؤكدًا في مقالة له نشرها “المركز الفلسطيني للإعلام” أن العالم كله يعرف أن التجميد لا علاقة له ببطولات وهمية لحكام الإمارات، بل بأزمة إسرائيلية داخلية لم يتمكّن بنيامين نتنياهو وبني غانتس من حلّها للاتفاق على تفاصيل الضم، مثلما اشترطت إدارة دونالد ترمب؟

وقاحة نصّ الاتفاق – بحسب خوري- توضع كلها في مكيال، وكذبة بن زايد تستحق أن يخصّص لها مكيال وحدها، مشيرا إلى أنها “كذبة لم يحتملها حتى الإعلام الإسرائيلي، المحتفل منذ سنوات، بزحف حكام الإمارات وأتباعٍ لهم صوب أصغر مسؤول إسرائيل يلمحونه”.

ونبه إلى مسارعة قناة “كان” إلى تكذيب الكذبة، ونقلت عن مسؤول إسرائيلي رسمي قوله، بعد دقائق من صدور بيان التحالف: إن “فرض السيادة (الإسرائيلية على أراضي الضفة الغربية) لا يزال على الأجندة، ونحن ملتزمون بتنفيذه”، وكأنها تقول لولي عهد أبو ظبي: وفّر علينا وعلى نفسك عنترياتك.

الجهاد: تضليل واستخفاف
الفصائل الفلسطينية، التي أجمعت على رفض ما وصف بـ”اتفاق العار”، توقفت أمام استغلال الإمارات لقضية الضم ورفضتها بحسم.

وقالت حركة الجهاد الإسلامي: إن محاولة تبرير الاتفاق بأنه جاء لوقف مخطط “الضم”، هو تضليل محض، واستخفاف لا ينطلي على أحد، فالاتفاق هو مكافأة للاحتلال على جرائمه وعدوانه وغطاء لتمرير مخطط “صفقة القرن”.

وأضافت أن توقيت هذا الاتفاق يشكل طوق نجاة للاحتلال الإسرائيلي، الذي يعاني من مأزق داخلي وأزمات متلاحقة، مشيرة إلى أن شعبنا مصمم على مواصلة نضاله وكفاحه، ولن يؤثر الاتفاق في مسيرته.

تيسير خالد: بيع للوهم
وأكد عضو المكتب السياسي للجبهة تيسير خالد، في تغريدة له على تويتر، أمس الخميس، “أن البعض يبيعنا الوهم بأنه من خلال التطبيع مع الاحتلال، يساهم في وقف سياسة ضم مناطق واسعة من الضفة الغربية لإسرائيل”.

وقال خالد: إن هذا تضليل لتبرير هداياهم المجانية لكل من نتنياهو وترمب المأزومين على أبواب الانتخابات القادمة في كل من إسرائيل والولايات المتحدة”، محذرا من تقديم مثل هذه الصفقات على اعتبارها تخدم الشعب الفلسطيني وتحمي أرضه من غول الاستيطان والتوسع و”الضم”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يهدم منزلين في رام الله وأريحا

الاحتلال يهدم منزلين في رام الله وأريحا

الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامهدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، منزلين في رام الله وأريحا، ضمن انتهاكاتها المتصاعدة ضد...

الاحتلال يعتقل 19 مواطنًا في الضفة

الاحتلال يعتقل 19 مواطنًا في الضفة

الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني، 19 مواطنًا على الأقل، منهم والدة مطارد، خلال حملة دهم - فجر الأربعاء- في...