فصائل فلسطينية بلبنان تدين اتفاق العار بين إسرائيل والإمارات

استنكرت فصائل فلسطينية في لبنان، إعلان دولة الإمارات العربية المتحدة والكيان الإسرائيلي، التوصل إلى اتفاق سلام برعاية أميركية.

ووصف ممثلو الفصائل الاتفاق -خلال حديثهم لوكالة “قدس برس”- بالخروج عن الإجماع العربي الوطني، وطعنة في ظهر القضية الفلسطينية.

ودعوا الأنظمة العربية إلى العودة إلى التزام نهج الشعوب المتمسكة بالثوابت الوطنية والقضية الفلسطينية، وعزل الكيان الصهيوني ومحاسبته على جرائمه.

وشهدت المخيمات الفلسطينية في لبنان، الجمعة، إضرابا شمل جميع المؤسسات والأسواق والمتاجر، ضمن الاحتجاجات المتصاعدة على اتفاق التطبيع بين الإمارات و”إسرائيل”.

“حماس”: الاتفاق طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني

عضو مكتب العلاقات العربية والإسلامية في حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، علي بركة، قال: إن “الاتفاق يعدّ طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني، إذ إننا نستغربه ونستنكره، ونعدّه مكافأة لنتنياهو الذي يقوم بارتكاب المجازر في حقنا”.

وتابع: “نرفض هذا الاتفاق وندينه، وندعو كل الدول العربية التي تريد دعم قضيتنا، لدعم صمودنا في أرضنا عبر دعم المقاومة، إلى حين العودة وتحقيق الاستقلال”.

وأكد بركة رفض جميع التبريرات التي سيقت، وعدّها “مساعدة من دولة الإمارات العربية للاحتلال الإسرائيلي على حساب حقوقنا نحن الفلسطينيين”.

وأشار بركة إلى أن اتفاق التطبيع “سيشجع دولة الاحتلال على المضي قدمًا في ارتكاب مجازرها ضد الفلسطينيين، ومواصلة تهويدها لمدينة القدس والمسجد الأقصى”.

ودعا بركة دولة الإمارات وجميع الدول العربية، إلى “وقف التطبيع مع الكيان الإسرائيلي فورًا، والعودة إلى نهج الشعوب المتمسكة بالثوابت الوطنية والقضية الفلسطينية، وعزل الكيان الصهيوني ومحاسبته على جرائمه”.

“فتح”: ستبقى فلسطين القضية المركزية للشعوب الحرة

بدوره حذر أمين سر حركة التحرير الوطني “فتح” وفصائل منظمة التحرير، فتحي أبو العردات، “دولة الإمارات العربية من الذهاب بعيدًا في مصادرة حق الشعب الفلسطيني، وادعاء ما ليس من حقها”، مطالبًا إيّاها “بالتراجع فورًا عن قرارها”.

وتابع أبو العردات: “محاولات إيهام الرأي العام، بإبرام صفقة لما فيه مصلحة القضية الفلسطينية، وأن الاتفاق سيوقف سياسة الضمّ الإسرائيلي لأراضي الفلسطينيين، لن تنطلي على أحد، ولن نسمح لأحد باتخاذ قضية فلسطين غطاء للتستر على خيانته”.

وأكد أبو العردات أن “الشعوب العربية ستلفظ هذا الاتفاق، وكل المؤامرات التي تشارك فيها أنظمتها، وستبقى فلسطين القضية المركزية للشعوب الحرة”.

وقال أمين سر حركة “فتح” في لبنان: إن “الإضراب الشامل عمّ المخيمات كافة في لبنان، ورفعت الرايات السوداء فوق أسطح المنازل ومقرات الفصائل الفلسطينية بالمخيمات”.

وأضاف أن الإضراب الذي شمل المؤسسات والمتاجر والأسواق، جاء تعبيرا عن رفض الشعب الفلسطيني واستنكاره لاتفاق الإمارات وإسرائيل “المذل”.

“الجهاد”: القرار انحدار كبير في الموقف العربي

وعدّ ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان، إحسان عطايا، أن “القرار قمة في السخافة، وانحدار كبير في الموقف العربي الرسمي، وهو إعلان رسمي للتطبيع”.

وتابع عطايا: “تحاول دولة الإمارات مع الولايات المتحدة الأميركية والكيان الإسرائيلي، تضليل الرأي العام من خلال إيهامهم أن إعلان التطبيع ساهم في وقف قرار الضم الإسرائيلي”.

وعزا عطايا تأجيل إعلان الضم (السلب)، إلى خوف العدو الصهيوني من اندلاع انتفاضة حقيقية ضده في الضفة وفي الأراضي المحتلة عام 1948، وإعادة تفعيل المقاومة الشعبية الفاعلة، التي يخشى الاحتلال حدوثها.

وأردف عطايا: “لو سمح بتنفيذ فعاليات قوية في الضفة، واتخذت السلطة الفلسطينية قرارا حازما برفض قرار الضم، لما تجرأت الإمارات على استخدام هذا التبرير أو حتى المبادرة للقيام بالاتفاق”.

وأكد ممثل حركة الجهاد أن “الرئيس الأميركي يحاول من خلال هذا الاتفاق، الالتفاف على صفقة القرن، التي فشلت في تصفية القضية الفلسطينية مباشرةً، وتحقيق بعض من مخرجاتها، لكسب بعض المواقف من أجل الاستثمار السياسي للإدارة الأميركية وللعدو الصهيوني على حد سواء”.

“الجبهة الشعبية”: الاتفاق خيانة للقضية الفلسطينية

بدورها قالت المتحدثة الإعلامية باسم حركة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، انتصار الدنان: إن “الاتفاق يعدّ خيانة عربية للقضية الفلسطينية”.

وتابعت الدنان: “هذا الاتفاق سيفتح المجال أمام مزيد من الدول العربية إلى الهرولة للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي، الأمر الذي سيضرّ بالقضية الفلسطينية”.

وحول إمكانية الحوار مع قيادة الإمارات لحثها على الخروج من هذا الاتفاق، أشارت الدنان إلى أن “الحوار لا يجدي مع دولة طبّعت واتفقت مع الكيان الإسرائيلي، وأن الحلّ هو بمقاطعة دولة الإمارات بكل الطرق والوسائل الممكنة”.