الجمعة 28/يونيو/2024

مع بدء العام الدراسي.. مدرسة بيسان بغزة مهددة بالإغلاق

مع بدء العام الدراسي.. مدرسة بيسان بغزة مهددة بالإغلاق

على أحرّ من الجمر، يترقب موظفو وطلاب مدرسة بيسان للتربية الخاصة مصيرهم مع بدء العام الدراسي وعدم عودة خدمة التعليم والتأهيل بالمدرسة.

وتهدد تقليصات أونروا أكثر من 106 من موظفي العقود المنتشرين في قطاع غزة بفقدان عملهم، وحرمان 800 طالب من ذوي الاحتياجات الخاصة من فرصة التعليم والتأهيل في مراكز (أونروا).

وتقدم مدرسة بيسان للتربية الخاصة التابعة لجمعية النصيرات للتأهيل والتدريب الاجتماعي، خدمة التعليم والتأهيل لـ142 طالبا من ذوي الإعاقة الذهنية وصعوبات التعلم والإعاقة السمعية، انقطعوا من أشهر عن تلقي التعليم.

حتى اليوم الأول من انطلاق العام الدراسي، لم يصل الجمعية كلام نهائي بشأن مصير مدرسة بيسان، وإن كانت أونروا أكدت مراراً أنها لن تتخلى عن الطلاب والموظفين.

في اليوم الأول للعام الدراسي من كل عام، تنشغل سماح الحلو مديرة مدرسة بيسان للتربية الخاصة بإعداد السجلات وتقسيم الطلبة على الفصول، لكن المدرسة بدت مطلع هذا العام خالية من الحياة الدراسية.

وتقول الحلو لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: إن مدرسة بيسان ومركز البسمة للتأهيل يضم 142 طالبا، إضافة لـ19 موظفا بالجمعية يقدمون خدمة التعليم والتأهيل منذ سنوات طويلة.

وتضيف: “انقطعت الخدمات بسبب كورونا، والأهالي يطالبون بعودة التعليم والتأهيل، فالطفل لدينا بحاجة لتأهيل مستمر، فقد حدثت انتكاسة في حالتهم بسبب انقطاعهم، فجلسات تنمية المهارات مهمة حتى يواصلوا حياتهم اليومية”.

انقطاع التأهيل
ولا تملك إدارة الجمعية إجابة شافية لعشرات الاتصالات والزيارات المتكررة من أهالي الطلاب والأطفال الذين يسألونها متى سيعود الطلبة لمقاعد الدراسة والتأهيل.

تراقب الطفلة يقين كامل العبيد (10 سنوات) التي تعاني الإعاقة في النطق والسمع، والدها وهو يتحدث عن مخاوفه من انقطاع الدراسة في العام الجديد بعد قرار أونروا تقليص خدماتها.

ويؤكد كامل العبيد لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن طفلته تتلقى خدمة التأهيل والتعليم من خمس سنوات، داعياً أونروا لمواصلة خدمات التأهيل في الجمعية؛ لأن ابنته بحاجة للتأهيل المستمر، وجهاز سماعة للأذن يعجز هو عن توفيره.

تعلمت يقين جزءًا من مهارات التعليم والحياة اليومية انعكست إيجابيًّا على تفاعلها في أسرتها، لكن انقطاع خدمة التأهيل والتعليم في الجمعية أدى لانتكاسة في حالتها.

ويتابع: “إذا انقطعت خدمة التعليم سيعاني أبناؤنا. أدعو وكالة الغوث لمواصلة تمويل الجمعية والموظفين بكل الإمكانات، فالمدرسة هي بيت أبنائنا الثاني”.



أما الطفل أمجد أبو شاويش (9 سنوات) فيعاني من صعوبات التعلم في المدارس حتى اضطرت والدته لإلحاقه بمدرسة بيسان للتربية الخاصة. 

وتقول والدة أمجد لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “استمرت معاناته حتى التحقنا بمدرسة بيسان قبل سنتين، والتي طورت مهارات التعلم لديه تطورا واضحا، ووصل المستوى الثاني بالمدرسة”.

وتحذر والدة أبو شاويش من خطورة انقطاع الدراسة، مضيفةً: “ابني قد يتعرض لانتكاسة. لا أريد أن يكون مصيره في الشارع، فالمجتمع لا يتعامل بشكل جيد معه ومع أمثاله من ذوي الاحتياجات الخاصة”.


أكثر ما يشتاق له الطفل أمجد هو العودة لدراسة حصص الرياضيات والتربية الفنية والأنشطة الترفيهية في الجمعية مضيفاً: “أريد العودة لمدرستي كبقية الطلبة في المدارس”.

طفل القرآن
ويشكل الطفل إبراهيم كباجة (13 سنة) الذي يعاني من إعاقة ذهنية حالة فريدة من نوعها، فقد تفاجأت أسرته قبل سنوات بأنه يحفظ القرآن الكريم رغم إعاقته.

يقول والد إبراهيم: إن ابنه تعلم مهارات الحياة اليومية في مدرسة بيسان، وتدرج في فصولها منذ أربع سنوات حتى أضحى يعتمد على ذاته في سلوكه اليومي.

 ويتابع لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “ابني حفظ القرآن هبةً من الله، وكرِّم كحالة فريدة من عدة مؤسسات، لكن مدرسة بيسان قدمت الرعاية الكاملة له، والآن إذا انقطعت دراسته وتأهيله سيفقد كل ما تعلمه ويصبح في الشارع”.



يتحدث إبراهيم بكلمات مبعثرة قائلاً: “أحب مدرستي وكل يوم ألعب وأتعلم كيف ألبس وكيف أتصرف، معلماتي أحبهن كثيراً”.

اختبار بسيط للطفل كباجة عند دعوته لتلاوة سورة من المصحف يظهر حقيقة حفظه القرآن الكريم والذي تتوّج بتطور مهاراته اليومية بعد 4 سنوات من خدمة التأهيل في مدرسة بيسان.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات