الثلاثاء 25/يونيو/2024

تصاعد هدم المنازل ومصادرة الأراضي بالضفة.. الضم الصامت

تصاعد هدم المنازل ومصادرة الأراضي بالضفة.. الضم الصامت

لم تمنع جائحة كرونا جشع الاحتلال في مصادرة الأراضي وهدم المنازل في الضفة الغربية، بل إن وتيرتها ازدادت بشكل ملحوظ في الأشهر الأخيرة، ومع التوجهات الفعلية لمخططات الضم الإسرائيلية.

ويعدُّ المختص بشؤون الاستيطان عبد الهادي حنتش، أن المصادرة والهدم هو نهج قائم منذ قيام الاحتلال، ولكنه تسارع هذا العام بشكل أكبر في المناطق المهددة بالضم لأسباب مختلفة، منها ما هو مرتبط بتحجيم الوجود الفلسطيني فيها قبل الضم، وتصوير تلك المناطق على أنها فارغة وبالتالي فإن ضمها لا يترتب عليه عمليات تهجير، إضافة إلى تعزيز السيطرة عليها لصالح مشاريع الاستيطان.

وقال حنتش لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” إن الاحتلال يهدم بالمتوسط نحو (500) منزل ومنشأة كل عام في الضفة الغربية، إضافة إلى إصدار ما بين 1000-1500 إخطار، وذلك مرتبط بإحكام السيطرة على مناطق (ج) ومنع أي تمدد فلسطيني فيها؛ لأنه في الأساس لا يوجد لديه توجه للتخلي عن سيطرته على مناطق (ج) التي تشكل ثلثي مساحة الضفة الغربية.

ويرى مسئول ملف الأغوار في محافظة طوباس والأغوار الشمالية معتز بشارات، أن هناك رابطا بين تسارع إخطارات وعمليات الهدم بالأغوار ومخطط الضم، فالاحتلال زاد من وتيرة مصادرة الأراضي وشق الطرق والهدم بما يخدم مخطط الضم.

وضرب بشارات مثالا على ذلك، وهو إقرار الاحتلال مؤخرا شق طريق استيطاني على أراضي قرية فروش بيت دجن شرق نابلس لربط مستوطنة الحمرا بالأغوار.

وعدّ أن اختيار هذا الطريق ليس عفويا في مخطط الضم، ففروش بيت دجن بلدة رابطة تقع في قلب مشروعات الاستيطان والمواقع العسكرية، إضافة إلى أن فروش بيت دجن تتوسط البلدات والمناطق الفلسطينية المرشحة بالضم.

وأشار بشارات إلى أن الاحتلال يسيطر حاليًّا على 88% من مساحة الأغوار عبر تقسيمها إلى مناطق عسكرية مغلقة ومحميات طبيعية أو مستوطنات زراعية، وهذا أدى إلى بيئة طاردة أدت إلى تهجير أكثر من 50 ألف فلسطيني منذ احتلالها عام 1967.

وأشار إلى أنه يعيش في الأغوار الشمالية حاليًّا نحو 11500 ألف فلسطيني في 27 تجمعا لا تتعدى مساحتها 18 ألف دونم، وجميعها تسلمت إخطارات إسرائيلية بالإخلاء، مقابل 300 ألف دونم يسيطر عليها الاحتلال بشكل كامل بما فيها أحواض المياه التي تغذي الأراضي المحيطة من ضمنها التجمعات الفلسطينية.

ويميز الناشط في قضايا الاستيطان صلاح الخواجا لمراسلنا بين إخطار الهدم وعملية الهدم، فسلطات الاحتلال تبادر مباشرة لتسليم إخطار الهدم لأي عملية بناء في مناطق (ج) تقع ضمن المناطق المستهدفة من طرفها حتى لو لم تتم عملية الهدم بوقت قريب.

وأشار لمراسلنا إلى أن الاحتلال زاد في الأشهر الأخيرة من وتيرة تسليم إخطارات الهدم في مناطق (ج) وبشكل ملحوظ، ومن الطبيعي أن يكون ذلك مرتبطا بمخططات الضم، كما زاد من وتيرة تخصيص الأراضي للاستيطان وشرعنة الوجود والتمدد الاستيطاني خاصة في الأغوار.

وأضاف إلى أنه إضافة للأغوار، فإن مناطق جنوب الخليل مثل مسافر يطا، ومناطق بقلقيلية وسلفيت، زادت فيها وتيرة المصادرة وعمليات الهدم مؤخرا، عادًّا أن ذلك ترجمة فعلية لمخطط الضم من خلال فرض الحقائق على الأرض.

وحول مسافر يطا، أشار الخواجا إلى أنها تشهد تركيزا متزايدا في قراري الهدم ومصادرة الأراضي مؤخرا، حيث تصنف تلك المنطقة على أنها “منطقة إطلاق نار” لغايات التدريب العسكري، ويواجه سكانها البالغ عددهم 1300 نسمة ظروفا صعبة تعرضهم لخطر ترحيلهم قسرا عنها.

وفي وجه آخر لمصادرة الأراضي في الضفة، أعلنت حكومة الاحتلال عن سبع محميات طبيعية جديدة في الضفة الغربية، بمساحة 130 ألف دونم (1000 متر مربع)، 20 ألف دونم منها أراضٍ فلسطينية بملكية خاصة.

وأكد المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان في تقرير له حول ذلك، أنّ هذا الإعلان هو الأول من نوعه في الضفة منذ التوقيع على اتفاقية أوسلو عام 1993، إذ تقع غالبية تلك المحميات في منطقة الأغوار.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

أبو مرزوق يلتقي بوغدانوف في موسكو

أبو مرزوق يلتقي بوغدانوف في موسكو

موسكو - المركز الفلسطيني للإعلام التقى الدكتور موسى أبو مرزوق، رئيس مكتب العلاقات الدولية في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الممثل الخاص لرئيس...