الثلاثاء 24/سبتمبر/2024

نتنياهو.. هل تطيح تظاهرات كورونا بعرش ملك إسرائيل؟!

نتنياهو.. هل تطيح تظاهرات كورونا بعرش ملك إسرائيل؟!

رغم احتفاظ  نتنياهو برئاسة الحكومة الإسرائيلية سنوات طويلة، ونجاحه في اللعب على تحالفات الأحزاب الإسرائيلية، إلا أن المظاهرات المتصاعدة ضد أداء حكومته في جائحة كورونا تأخذ بعداً يهدد مصيره السياسي. 

طابع التظاهرات اجتماعي بالدرجة الأولى، لكن ملفات فساده واختلافه مع أقطاب السياسة الإسرائيلية قد تمضي به لدخول قفص السجن أمام تهم فساد قائمة حاول الهروب منها بالحفاظ على حصانته السياسية. 

أكثر ما يهم نتنياهو الآن الهروب من المحاكمة، لذا يلوّح بحل الكنيست وإجراء انتخابات جديدة تمنحه إدارة الدولة مزيداً من الوقت مستفيداً من ميل معظم مجتمعه لليمين الصهيوني.

ولا تزال المظاهرات الإسرائيلية متواصلة؛ انتقاداً لأداء حكومة نتنياهو في ملف كورونا خاصةً في الصحة والاقتصاد مع تحوّل أكثر من مليون إسرائيلي لعاطل عن العمل، وتسجيل “إسرائيل” نسبة إصابات مرتفعة بكورونا عالمياً.

مطالب اجتماعية

في جعبة نتنياهو مناورات سياسية مستمرة لمصارعة خصومه السياسيين، لكن تبعات أزمة كورونا الاقتصادية والصحية أتت بما لا تشتهيه سفن تنتياهو حين خرج المتظاهرون مطالبين برحيله.

وجدد المشاركون في المظاهرات التي يتزايد عدد المشاركين بها في شارع “بلفور” وقرب منزل “نتنياهو” مطالبتهم باستقالة نتنياهو المتهم بالفساد بعد سوء إدارته للأزمة الاقتصادية في جائحة كورونا.

ويؤكد محمد مصلح، الخبير في الشؤون الإسرائيلية، أن حراك المظاهرات طابعه اجتماعي لكنه يتصاعد كأكبر تحدٍّ يواجه نتنياهو من عام 2011م، الذي انتهى يومها بتصدعات اقتصادية تتكرر اليوم بخطورة أكبر. 

ويضيف لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “الظروف الآن مختلفة في البيئة السياسية الإسرائيلية ونتنياهو أضعف من قبل. هناك اعتراف عام باقتراب انتهاء حياته السياسية وإدارته للدولة بعد تسخيره كل قضايا الدولة لحماية حصانته”.

منذ سنوات يهرب نتنياهو من محاكمته القضائية بتهم الفساد للأمام لكن جائحة كورونا تحدٍّ طارئ خارج نطاق المشهد السياسي المعتاد الذي أحسن العزف على أوتاره. 

ويرى الخبير مصلح أن “غانتس” -زعيم حزب “أزرق أبيض” منافس نتنياهو الأول- نجح في وضع عقبات أمامه في ملف خطة “ضم” الضفة التي تحظى بانتقاد دولي. 

وتصاعدت أصوات الانتقاد لأداء حكومة نتنياهو في إدارة أزمة كورونا داخل حزبه “الليكود” وبقية خصومه في حين سعى هو لإنفاذ خطة ضم الضفة (السلب والسرقة). 

ويتفق المحلل السياسي إبراهيم حبيب مع الخبير مصلح في طابع المظاهرات الاجتماعي، لكنه يقلل من فرصة سقوط نتنياهو.

ويتابع لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “آخر الاستطلاعات تؤكد حصوله على 35 مقعدًا مقابل 9 لحزب أزرق أبيض، والبقية 16 مقعدًا رغم سوء إدارته لأزمة كورونا”. 

محاولات الهروب

على قاعدة (لكل شيء نهاية) قد يخفق “نتنياهو” في الخلاص من أزماته حين يقع في أشراك مجتمعه الغاضب، حينها لن ينفعه قصف سوريا وإيران ولا حشد الجيش على حدود لبنان.

أكثر ما يشغل سكان “إسرائيل” الآن في سياق أزمة كورونا هي مسألة الاقتصاد والصحة، لكن نتنياهو -حسب رؤية الخبير مصلح- يحاول تحويل دفّة المشهد لتهديدات أمنية من إيران وحزب الله.

ويتابع: “إسرائيل تقصف في إيران وسوريا، والجبهة مع حزب الله متوترة، لكنه لم ينجح في إعطائها أولوية على مشاكل المواطن الإسرائيلي، بعضهم يتحدث عن خطر اغتياله كما وقع مع رابين سابقاً”.

اليمين بدأ جزء منه ينصرف عن دعم نتنياهو المطلق؛ فمثلاً “الحريديم” ينتقدون لأنه يحملهم جزءا من مسؤولية تطور أزمة كورونا، وتصاعد المظاهرات ضده قد تزيحه من قمرة القيادة إلى قفص المحكمة.

مراوغة نتنياهو لا تنتهي؛ فقد نجح نسبياً في تأجيل محاكمته بتهم الفساد لستة أشهر متذرّعاً بصحة جلسات المحاكمة للمشاركين تخفي وجوههم الكمامة، حسب رؤية الخبير مصلح.

ورجحت صحيفة “هآرتس” لجوء نتنياهو لاختلاق الأزمات داخل الحكومة خلال المدّة المقبلة؛ سعياً لحلّها والدعوة لانتخابات جديدة يتخلص معها من خصمه “غانتس”.

ويحاول نتنياهو إنقاذ حصانته ملوّحاً بإجراء انتخابات جديدة بعد تضرر تحالفه الحكومي مع حزب “أزرق أبيض” بذريعة خلاف على الميزانية.

وكان الرئيس الإسرائيلي “رؤوفين ريفلين” حذر وزراء الحكومة التي يتزعمها نتنياهو من الحديث عن إجراء انتخابات مبكرة عادًّا الخطوة “عملية رهيبة لا حاجة لها، وستكلف إسرائيل كثيرًا”.

ويتوقع الخبير مصلح أن يلجأ الليكود لانشقاق يؤسس فيه حزبا جديدا كما فعل “شارون” حين أسس حزب “كاديما” سواء بقي نتنياهو أم رحل، وهذا تحوّل قد يقفز به عن تجاذبات السياسية بشكلها الحالي.

 محاولات نتنياهو الهروب من أزماته السياسية وملف كورونا والمحاكمة يظللها حالة تشرذم كبيرة في الأحزاب السياسية يجسدها -حسب رؤية المحلل حبيب- خلافات اليسار والعلمانيين مع اليمين المتدين.
 
أحزاب اليمين مثل “شاس ويهودت هتوراه.. “تعمل وفق براغماتية نقية توحد فيه أصواتها مع من يلبي مصالحها، أما بقية المجتمع الإسرائيلي فتتجه نحو اليمين الصهيوني، وهو وما يحاول نتنياهو اللعب عليه”، حسب توقع المحلل حبيب.

ويضيف: “ازدياد الضغط على نتنياهو قد يدفعه لحل الكنيست وبدء انتخابات جديدة لكنه سيظل مسيراً للأعمال، وهكذا ينقذ نفسه من المحاكمة إلى حين. لن يسقط نتنياهو إلا بصدور حكم قضائي ضده”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات