الفدائي اليوم على الساحة الفلسطينية؟!

هذا الذي يتقدم في مواقع الموت ومواجهة الوباء، يستلّ سيف العافية ليواجه سيوف الموت التي تطارد شعبه، ويجادل ليل نهار دون كلل أو ملل، يقدّم صحة مرضى بلاده وراحتهم على صحته وراحته، يضع مستقبله الذي ما درس الطبّ إلا ليكون هنيئا وسعيدا على مهبّ عاصفة شعواء لا نعرف لها أوّلا من آخر، هو بحق فدائيّ وضع روحه على راحته وراح يغامر بها بكل بسالة وشجاعة وإقدام.
الفريق الطبّي اليوم في هذه المرحلة الحسّاسة في مواجهة هذا الوباء فيروس كوفيد 19 هو الفدائي الفلسطيني بكل ما تحمله هذه القيمة العظيمة من معنى وتاريخ مشرّف في الحياة الفلسطينية، وهو في معركته هذه يعمل بصمت ويعمل في ظروف استثنائية في غاية التعقيد والقسوة، هو أصلا يعاني من النقص الحادّ في الكوادر البشرية ويعاني من بيئة صحيّة خلفتها معاول الاحتلال وتركت بنية تحتية في غاية القسوة، خاصة إذا قارنّاها بدول متقدمة أو بدول لم تخضع لمثل هذه الظروف القاسية.
الفدائي الفلسطيني المتمثل بالفريق الطبي يقدّم إنقاذ مرضاه ونجاتهم من هذا المرض الخبيث ولو كان في ذلك تعريض حياته للخطر، لا يأبه بسماعه عن إصابة زميل له وهو يتوقّع إصابته في أية لحظة دون أن يدفعه ذلك للتراجع أو التردّد بل بالعكس تماما لا يألو جهدا ولا روحا إنسانية إلا ويتفانى في تقديمها على محكّ العطاء وقد سمعنا من ناجين من المرض بعد قضائهم فترة العلاج عن الروح الإنسانية التي سادت هذه الرعاية الطبيّة الرائدة.
الفدائي الفلسطيني يصبغ عمله بروح وطنية عالية، يعلو في صدورهم الانتماء لهذا الوطن العظيم ويترجم إلى فعل وتضحية، يشعرون مريضهم بأنهم إخوة له وأن حرصهم على حياة مرضاهم ما هو إلا تعبير جميل لانتمائهم لهذا الوطن الغالي. وتماما كما شهدت الحياة الفلسطينية الظاهرة الفدائية وما زالت لا تبخل في الذين يقدمون أرواحهم لتحرير أوطانهم، ها هو هذا الفريق العامل في الخدمات الطبية يتقدّم الصفوف بصفته الوطنية الجميلة وينذر نفسه في هذا الخندق المتقدم.
هذا الفدائي الفلسطيني فوق الكلمات وفوق قصائد المديح والثناء، هو على محكّ الحياة والموت فيسقط كلّ شيء ويبقى بروحه الشفّافة النبيلة، لا ترنو عيناه إلا إلى صناعة المجد والسموّ العالي التي تعلو فيه القيم الإنسانية الأعظم والأروع والأنفع للناس، تشرق به شمس الحياة من ظلمة الليل البهيم وهو حامل لشعلة الحرية والمجد، يأتي من بعيد ليبدّد الظلمات ويصنع بلسما للناس وعافية للمرضى، متوكل على ربّه لا يخشى الموت ولا يرقب مدحا ولا ثناء، يسمو ويرتفع ويعانق بروحه الطيبة أجمل وأسمى معاني الحياة.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

ألبانيز: الجميع مسؤول أمام القانون الدولي لصمته على المجازر الإسرائيلية بحق الفلسطينيين
تونس – المركز الفلسطيني للإعلام قالت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة فرانشيسكا ألبانيز، إن...

أبو سلمية: نفاضل بين الجرحى والمرضى والمنظومة الصحية شبه منهارة
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام قال مدير مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، محمد أبو سلمية، إن الأطباء في المستشفى يفاضلون بين المرضى والجرحى. وأضاف أبو...

القوات اليمنية: نفذنا عمليتين استهدفتا مطار رامون ردًا على جرائم الاحتلال
صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام أكدت القوات المسلحة اليمنية، مساء اليوم الأربعاء، تنفيذ سلاح الجو المسير عمليتين عسكريتين استهدفتا مطار رامون في...

حماس: عملية جنين أبلغ رد على محاولات الاحتلال إخماد المقاومة
جنين – المركز الفلسطيني للإعلام قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، مساء اليوم الأربعاء، إن عملية إطلاق النار البطولية التي وقعت عند حاجز الريحان...

إصابة جندي إسرائيلي بعملية دهس في الخليل واستشهاد المنفذ
الخليل – المركز الفلسطيني للإعلام استشهد، يوم الأربعاء، منفذ عملية الدهس قرب حاجز "سدة الفحص" جنوبي الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة، والتي أسفرت...

قرار أمريكي بإغلاق مكتب الشؤون الفلسطينية في القدس
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام قرر السفير الامريكي في الكيان "مايك هاكبي" وفي خطوة غير مسبوقة إغلاق مكتب الشئون الفلسطينية في القدس ودمجه...

إصابة 4 مستوطنين بعملية إطلاق نار قرب جنين
جنين – المركز الفلسطيني للإعلام أصيب 4 مستوطنين عصر اليوم الأربعاء، في عملية إطلاق نار استهدفت سيارة قرب مدينة جنين، قبل أن ينسحب منفذ العملية من...