الثلاثاء 24/سبتمبر/2024

كورونا والوضع الاقتصادي يغيبان بهجة عيد الأضحى بغزة

كورونا والوضع الاقتصادي يغيبان بهجة عيد الأضحى بغزة

رغم عدم اكتشاف أي حالة إصابة بفيروس كورونا داخل قطاع غزة، إلا أنّ مظاهر عيد الأضحى، وملامحه بدت شبه غائبة عن أسواق قطاع غزة، استعداداً لاستقباله، سيما في ظل تفشي الفيروس العالم، وإلغاء موسم الحج لهذا العام بسبب الجائحة.

ويُعرف عيد الأضحى أنّه عيد للحم والذبائح؛ حيث بالعادة يعزف المواطنين عن شراء الحاجيات والمستلزمات ويكتفون بما اشتروه في عيد الفطر من مستلزمات وملابس.

ورغم التسهيلات الكبيرة التي شهدها قطاع غزة بسبب عدم اكتشاف أي حالة داخل القطاع، إلا أنّ الحذر والخطر لا يزال قائماً وفقاً لتأكيدات وزارتي الصحة والداخلية بغزة بسبب اكتشاف حالات جديدة بين صفوف العائدين من الداخل المحتل من بين المرضى ومرافقيهم.

ورغم حالة الاطمئنان التي يركن إليها الفلسطينيون في قطاع غزة بسبب الإجراءات الصحية والأمنية المشددة لعبور المسافرين إلى داخل القطاع، وتمديد فترات الحجر والتشديد عليهم، إلا أنّ القطاع وخاصة عجلة الاقتصاد فيه تتأثر بشكلٍ كبير وواضح بأزمة الجائحة التي لا زالت تجتاح العالم، وخاصة دول المحيط المجاورة بما فيها الضفة الغربية شطر الوطن الآخر.

حركة مشلولة

محمد بدران (36 عاماً) هو صاحب محل لبيع ملابس الأطفال والتي يقبل عليها الطلب في الأعياد يقول لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” إنّ حركة الأسواق في هذا العيد على وجه التحديد باتت مشلولة.

وأشار بيده إلى امتداد شارع المختار الذي غالباً ما يعج بالمارة في مثل هذه الأوقات استقبالاً للعيد، وقال: “انظر .. أهكذا تكون حركة الأسواق في جمعة العيد؟!”.

جاره حامد عبد الرءوف يقول لمراسلنا، إن الأسواق بالعادة في عيد الأضحى تكون الحركة فيها أخف من عيد الفطر في كل عام، “ولكن هذا العام قد تكون شبه معدومة بسبب فيروس كورونا، وتأخير صرف الرواتب، وتأخر المنحة القطرية، وقلق الناس من القادم أيضاً” وفق قوله.

استعدادات المدارس

ومع قرب انتظام العام الدراسي في قطاع غزة، فإنّ المواطنين في غزة يتجاوزن استعدادات العيد إلى الاستعداد لاستقبال العام الدراسي، بشراء مستلزمات المدارس لأبنائهم بعد غيابٍ طويل عن المدارس بسبب الجائحة.

وأعلنت وزارة التربية والتعليم بدء انتظام العام الدراسي الجديد في مطلع شهر آب/أغسطس القادم، مما يدفع الأهالي لتركيز مصروفاتهم على المستلزمات المدرسية الأساسية بعيداً عن مستلزمات العيد الثانوية.

ويقول التاجر سعيد دويم لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” إنّه عمل هذا العام على استيراد كميات كبيرة من شنط المدارس والمستلزمات المدرسية بعيداً عن حاجيات العيد التي ينتهي موسمها بانتهاء العيد.

وتقول المواطنة أم رمزي لمراسلنا، إنّها لا تنوي شراء ملابس العيد لأبنائها الأربعة، بل تنوي الاستعداد لتجهيزهم بالملابس والشنط المدرسية استعداداً للعام الدراسي الجديد.

أما شقيقتها أم أحمد، فتقول إنّ “فيروس كورونا حرم الناس الكثير من الأشياء، فحتى فرحة العيد أصبحت بلا طعم بسبب كورونا، فموسم الحج تعطل وهو ما كان يمثل للناس عيد الأضحى، فكيف سيكون العيد بدون حج ولا وقفة عرفة وغيرها من الطقوس الدينية”.

تراجع الاستيراد

ووفق مراقبين اقتصاديين؛ فإنّ استيراد مستلزمات العيد انخفض منذ عيد الفطر وحتى عيد الأضحى إلى ما يزيد عن 40% بسبب الأزمة المالية التي لحقت بالتجار بسبب جائحة كورونا.

ويقول الخبير الاقتصادي ماهر الطباع لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إنّ قطاع غزة يعاني أصلاً من أوضاع اقتصادية ومعيشية وإنسانية كارثية بسبب الحصار حتى جاءت أزمة جائحة كورونا لتزيد الطين بلة.

وحذر الطباع من تزايد نسب انعدام الأمن الغذائي بين عوائل غزة، حيث تخطى إلى أكثر من 70%، وهذا يعني أنّ أزمة كورونا زادت من تفاقهم حجم الأزمات التي يعاني منها أهالي قطاع غزة

وأدت أزمة كورونا -وفق الخبير الاقتصادي- إلى تراجع القدرة الشرائية لدى المواطنين حتى في مواسم الأعياد، مبيناً أنّ كثيرا من المواطنين تنعدم لديهم القدرة على شراء مستلزمات العيد مما أثر بشكلٍ مباشر على حركة الأسواق.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات