الأحد 23/يونيو/2024

شابان من غزة.. من المقشة إلى مكاتب الإدارة في البلدية

شابان من غزة.. من المقشة إلى مكاتب الإدارة في البلدية

“لا يأس مع الحياة”.. بهذا المثل الشهير خط الشابان عبد المطلب ريحان (23 عاماً) ويوسف القرعاوي (29 عاماً) طريقهما لتحقيق أهدافهما بالوصول إلى ما يريدان بعد جهدٍ وعناء طويل استمر سنوات.

ريحان والقرعاوي هما أنموذج لعدد من الشبان الذي ساروا على درب الهمة والطموح، بعد قرار اتخذه رئيس بلدية جباليا النزلة مازن النجار، بتطوير وتأهيل عمال النظافة العاملين في البلدية من حملة الشهادات الثانوية والجامعية، والارتقاء بأماكن أعمالهم بما يناسب كل واحدٍ منهم.

طموح عمل

الشاب عبد المطلب ريحان كان يتمنى يوماً أن يصبح في مركز مرموق في إدارة بلدية جباليا، وفعلاً حقق ما كان يرجوه على مدار سنوات من التعب والإرهاق وهو يتنقل بمقشته بين حيِ وآخر في بلدته جباليا شمال قطاع غزة.

ريحان كان يبدو مبتسماً وهو يدور على كرسي مكتبه الجديد الذي استطاع الوصول إليه بعد عناء طويل كما يقول لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” حيث كان عامل نظافة “صانع جمال”، واستطاع بصعوبة بالغة جداً أن يوازن بين وظيفته المرهقة معنويًا وجسديًّا وبين دراسته الجامعية للوصول إلى هذا المكان.

كان ريحان قد تقدم للوظيفة كعاملٍ للنظافة في بلدية جباليا النزلة بعد أن أنهى دراسته الثانوية، حيث لم يحظ بمهنة تسعفه لإكمال دراسته، فاضطر لهذه المهنة التي يعدها البعض للأسف مهنة منبوذة في المجتمع الذي يعيش فيه.

ويضيف: “رغم نظرات الناس التي كانت تتباين بين شخص متعاطف وآخر غير متقبل لهذه المهنة، إلا أنني أصررت بمعية الله أولاً، ثم بدعم الوالدين والأصدقاء، على إكمال دراستي الجامعية حتى حصلت أخيراً على ما كنت أتمناه”.

وتخرج ريحان في شهر يوليو 2019 من الجامعة حاصلاً على درجة دبلوم المحاسبة، ليحصل على فرصة تحويله من عامل للنظافة، إلى موظف جباية في مكاتب الشؤون الإدارية بوظيفة دائمة.

وانعكست السعادة والمكانة المرموقة التي حاز عليها الشاب ريحان على مختلف مناحي حياته وأهل بيته، فأكّد لمراسلنا، أنّ ثقته بنفسه تعززت كثيراً بعدما استطاع بعد سنوات من العناء تحقيق مراده دون واسطة من أحد أو تدخل، فكان اجتهاده هو رأس ماله.

مهندس كهرباء

بذات المكانة التي حازها الشاب ريحان، استطاع الشاب يوسف القرعاوي الحصول على لقب “المهندس” الذي طالما تمنى أن يحمله، فكان عمله كما يصف لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” أشبه بالحفر بالصخر من أجل الوصول إلى مراده.

طموحه لأن يكون مهندس كهرباء ظل أملا يحمله منذ أن تخرج من الثانوية العامة قبل عشر سنوات بنسبة 79% القسم العلمي، إلا أنّ ظروف عائلته المادية لم تمنحه الفرصة لإكمال دراسته.

وعاش القرعاوي سنوات قاسية كانت خياراته فيه مقتصرة بين أن يظل عاطلاً بين صفوف البطالة، أو ينضم إلى مهنة عامل النظافة في بلدته التي يسكن، وبعد محاولات عديدة من بعض أصدقائه – كما يقول- قرر الانضمام للعمل في صفوف العاملين في مهنة عمال النظافة.

لكن الشاب القرعاوي أصرّ على أن يتجاوز ما وصفها بالمحنة وتحويلها إلى منحة من خلال الحصول على دبلوم تخصص في إصلاح الإلكترونيات والأجهزة الكهربائية، حتى استطاع أن يحظى بفرصة للانتقال إلى قسم الحاسوب والصيانة في بلدية جباليا النزلة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

54 شهيدًا بأربعة مجازر خلال ساعات في غزة

54 شهيدًا بأربعة مجازر خلال ساعات في غزة

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد 54 مواطنًا وأصيب العشرات غالبيتهم من الأطفال والنساء، في ثلاثة مجازر ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، السبت،...