الأربعاء 26/يونيو/2024

الشارع الأمريكي بالقدس.. مقص صهيوني لبتر الديموغرافية الفلسطينية

الشارع الأمريكي بالقدس.. مقص صهيوني لبتر الديموغرافية الفلسطينية

تعددت الطرق والوسائل والأساليب التي يستخدمها الاحتلال الصهيوني بهدف الاستمرار في تهويد مدينة القدس المحتلة، فهو لا يدخر جهداً لطمس كل المعالم العربية وبتر الديموغرافية الفلسطينية.

وسعت “إسرائيل” خلال العقود الماضية إلى السيطرة على كل مفاصل مدينة القدس المحتلة، وتسارعت وتيرة الاستيطان والتهويد تسارعًا لافتًا وغير مسبوق بإسناد أمريكي، حتى وصل إلى استخدام “التخطيط الحضري”.

ويستخدم هذا التخطيط لتطوير وتوسيع المدن في العالم، إلا في القدس فقد استغلته “إسرائيل” لسلب وتدمير الحقوق الفلسطينية.

تدمير الديموغرافية
وبدأت بلدية الاحتلال هذا العام بشق “الشارع الأمريكي” انطلاقًا من بلدة جبل المكبر جنوب شرقي القدس المحتلة. 

وطرحت لجنة التخطيط والبناء التابعة لبلدية الاحتلال مخطط شارع الطوق بالقدس قبل 13 عامًا، ويشمل المخطط القدس من الشرق والغرب، ويعد المقطع الأوسط من الشارع هو الأضخم، ويمتد على طول (12 كم) مع عرض وارتداد يصل إلى (70) مترًا.

ويعد الباحث والخبير في شؤون القدس ناصر الهدمي، أنّ الشارع الأمريكي حلقة جديدة من حلقات الاحتلال في السيطرة على الأرض، ومحاصرة الأحياء ومنعها من التمدد، وذلك في خدمة الأحياء الاستيطانية التي زرعها داخل الأحياء الفلسطينية.

وقال الهدمي لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: إنّ الاحتلال يضرب عرض الحائط بحقوق أصحاب الأرض الفلسطينيين الموجودة قبل أن يوجد الاحتلال ويستخدم أراضيهم لخدمة الاستيطان.

وكشف الخبير في شؤون القدس أن الاحتلال يستخدم ما يُعرف بـ”التخطيط الحضاري” من أجل السيطرة على الديموغرافية الفلسطينية وتدميرها.

وأضاف: “هذا التخطيط الذي يعرف بالتخطيط المديني يستخدم في كل دول العالم من أجل رفاهية السكان وتطوير المدن وتوسيعها إلا في القدس، فهو يستخدم لتدمير البنية الفلسطينية والمقدسية وبتر الديموغرافية الفلسطينية، وهذا الشارع هو أحد الأمثلة الواضحة على ذلك”.

ويهدف هذا الطريق إلى فرض أمر واقع لحسم ملف القدس والأغوار وإخراجهما من أي تسوية مستقبلية بالطرق الالتفافية والمستوطنات.

عزل صور باهر
وقال المحلل السياسي المقدسي فضل طهبوب: إنّ الاحتلال في المرحلة الأخيرة لإتمام الشارع في منطقة جنوب القدس وتحديدا بمنطقة صور باهر.

وأضاف في تصريحات صحفية: إنّ “الاحتلال يسابق الزمن لإخراج المواطنين من مدينة القدس، وفي بعض الأحيان يضطر إلى منحهم بعض التسهيلات من أجل إبعادهم عن المدينة تماما كما هو حاصل في بلدة كفر عقب التي منحتهم الهوية الزرقاء، ولا يوجد أي عراقيل للتمدد العمراني، وبالتالي تحفيز البعض على الهجرة من مدينة القدس وأحيائها”.

وأشار طهبوب إلى أنّ الاحتلال يحاول أن يسوق “الشارع الاستيطاني” ووجوده على أنه لخدمة الناس، ولكن في الحقيقية هو لخنق أهالي القدس وخدمة المستوطنين ومضايقة المقدسيين عموما وسكان صور باهر خصوصًا؛ لأنه سيعزلها تمامًا عن الضفة الغربية.

ولفت إلى أن الاحتلال لا يتوانى عن تنفيذ أي مخطط يصب في مصلحته وخدمته، بغض النظر عن نتائجه الكارثية على الفلسطينيين، مشيرا إلى أن الاحتلال لا يهتم للمواطن الفلسطيني أصلا ولا بالأضرار الواقعة عليه.

وتكمن مخاطر الشارع الأمريكي -كما يقول طهبوب- بعزل القدس عن الضفة، والعكس بالعكس، وتقليص عدد السكان في العاصمة الفلسطينية المحتلة.

ويهدف هذا الشارع -بحسب بالكثير من المختصين والمتابعين- إلى ربط المستوطنات الشرقية ووسط القدس بنظيرتها في غور الأردن شرقاً، بحيث يوفر تحركاً لوجستياً ضمن حركة الطرق والقطارات الخفيفة والثقيلة بما يسمى “القدس الكبرى 2050” وفق الرؤية الإسرائيلية.

كما يربط الشارع الأمريكي مستوطنات جنوب القدس وشرقها بتلك التي في بيت لحم (كفار عتصيون) بالكتلة الاستيطانية “معاليه أدوميم” شرق القدس ومستوطنات وسط الضفة وشمالها، في طريق التفافي استيطاني يمتد من الكتلة الاستيطانية شمال الضفة الغربية (ارئيل) جنوب مدينة نابلس إلى كفار عتصيون على مشارف محافظة الخليل.

وتتجاوز تكلفة كل مقطع من هذا الشارع المليار شيكل تقريباً في المحصلة النهائية، ويتضمن 3 أنفاق ضخمة، وقد صادر عشرات الدونمات من أراضي صور باهر في المنطقة الشرقية، بجوار منطقة وادي الحمص، ودمر الكثير من الأراضي الزراعية، وصادر مساحات واسعة دون أن يستفيد الأهالي من الشارع الذي حصر القرية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات