الأسرى داخل سجون الاحتلال.. قلق وتحذير من الاستهتار بـكورونا

تستمر الهجمة الشرسة التي تنفذها إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية ضد الأسرى الفلسطينيين والتي تصاعدت في الآونة الأخيرة، الأمر الذي ينذر بتفجر الأوضاع داخل السجون.
أجواء من التوتر والقلق تسود أقسام السجون عقب استشهاد الأسير المريض سعد الغرابلي نتيجة الإهمال الطبي، وعقب إصابة الأسير المريض بالسرطان كمال أبو وعر (46 عاما) قبل يومين بفيروس كورونا.
ويعيش ذوو الأسرى بسجون الاحتلال الإسرائيلي حالة من القلق والخوف على مصير أبنائهم، خشية من انتقال عدوى “كورونا” إليهم، خاصة عقب إعلان إدارة السجون عن إصابة الأسير أبو وعر بالفيروس.
تفشي كورونا
يقول الوزير قدري أبو بكر، رئيس هيئة “شؤون الأسرى والمحررين”: إن أوضاع المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية مقلقة، وإن هناك مخاوف من انتشار فيروس كورونا في أوساطهم.
وأكد أبو بكر في تصريح خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، أن الاحتلال بات يصعّد في الآونة الأخيرة من هجمته تجاه الأسرى؛ سواء بالاقتحامات أو الإهمال الطبي وانتشار كورونا.
وحذّر سلطات الاحتلال من انتقال وباء كورونا إلى داخل السجون، خاصة في سياق الإعلان عن إصابة الأسير كمال أبو وعر الذي يرسف حالياً في مستشفى سوروكا، ومع انتشار الوباء لدى السجانين الإسرائيليين الذي يعملون داخل مصلحة السجون.
ولفت إلى أنه تم إجراء فحوصات لحوالي 80 أسيرًا في سجن جلبوع، وكانت نتيجتها سلبية، لافتاً إلى أن إدارة السجون تقتحم السجون رغم الأوضاع الخطيرة بسبب انتشار كورونا.
وأشار إلى أن الاحتلال نفذ اقتحامات ليلية ونهارية في سجن عوفر عبر اقتحامه بالكلاب البوليسية والهراوات ما أدى لإصابة أحد الأسرى.
وشدد على أن مصلحة السجون الإسرائيلية لا تأخذ بعين الاعتبار ما تمر به السجون من حالة خطر حقيقي في إطار انتشار وباء كورونا التي حذرت منه وزارة الصحة الإسرائيلية، والانتشار الكبير له وسط أوساط الجيش والشرطة الإسرائيلية.
وقال: “إسرائيل تستهتر بحياة المعتقلين، ولا تقوم بإجراءات وقائية كافية، وتستغل الانشغال العالمي لمواصلة انتهاكاتها بحق المعتقلين”.
وأوضح أنه تم إبلاغ الصليب الأحمر والمؤسسات الدولية بضرورة وضع حد للتصرفات التي تقوم بها إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية، خاصة مع انتشار كورونا بين السجانين.
ولفت إلى أن هذه الهجمة تأتي في إطار الحملة الشرسة التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني عمومًا، وضد الأسرى الفلسطينيين خصوصًا؛ الذين يمثلون عنوان المرحلة الحالية.
استهتار إسرائيلي
من جهته قال الناطق الإعلامي لمركز أسرى فلسطين للدراسات الباحث رياض الأشقر: إن الأوضاع في سجون الاحتلال سيئة للغاية منذ زمن، إلا أنه ومع انتشار كورونا زادت الأوضاع سوءًا على الأسرى.
وأكد الأشقر خلال حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، أن انتشار كورونا بين السجانين خلق واقعًا جديدًا بحيث تصاعد القلق والخوف الشديد لدى الأسرى من دخول هذا الفيروس وانتشاره داخل السجون.
وأوضح أن انتشار كورونا في صفوف الأسرى سيؤدي إلى إحداث كارثة داخل السجون، خاصة أن أوضاعهم صعبة للغاية في سياق حالة الإهمال الطبي والواقع الصحي السلبي واعتبارها أرضية خصبة لانتشار الأمراض والأوبئة، ولا يوجد بداخلها أي من إجراءات الوقاية والسلامة للحفاظ على الأسرى.
وأشار إلى أن القلق تزايد لدى الأسرى في إطار الإجراءات التي ادعى الاحتلال أنها تأتي للحد من انتشار كورونا ومنعه، الأمر الذي عدّه الأسرى زيادة في الإجراءات العقابية بحقهم.
ومن أبرز الإجراءات -وفق الأشقر- حرمان الأسرى من الزيارة تمامًا، ومن زيارة المحامين، وتغيير نمط المحاكم إلى إلكترونية، إضافة إلى عدم نقلهم للمستشفيات والمتابعة الصحية في الخارج لهم بالحد الأدنى.
وأفاد أن الاحتلال استغل واقعة كورونا بفرض واقع جديد على الأسرى وإجراءات عقابية بحقهم، موضحًا أن منع الزيارات أدى إلى وضع معيشي صعب داخل السجون، حيث إنهم حاليًّا بحاجة إلى ملابس واحتياجات يومية لا توفرها لهم الإدارة، ولا يستطيعون شراءها من الكانتين.
ولفت إلى وجود نقص في الملابس الصيفية للأسرى، مضيفاً أن المعتقلين الجدد بحاجة لتوفير ملابس جديدة لهم، الأمر الذي خلق أزمة معيشية كبيرة في صفوف الأسرى، وفق قوله.
وأضاف: “مصلحة السجون استغلت هذا الأمر بمنع توفر العشرات من الأصناف في كانتين السجن التي تلزم الأسرى في التطهير والتعقيم، مثل: الصابون والشامبو والسوائل المنظفة، إصافة إلى عشرات الأصناف التي تتعلق بالطعام وغيرها”.
وأوضح أن الأشد صعوبة لدى الأسرى في الوقت الحالي هو حالة الخوف والقلق والانتظار بأن يدخل الفيروس إلى السجون ويتنشر انتشارًا كبيرًا داخلها، خاصة مع استهتار الاحتلال وعدم اكتراثه بحياة الأسرى، مع رفضه حتى اللحظة توفير إجراءات الحماية والوقاية والسلامة اللازمة.
ولفت إلى ضرورة أن يتم حجر هؤلاء السجانين لأيام قبل أن يحتكوا ويختلطوا بالأسرى، خاصة مع الحديث عن إصابة العشرات من السجانين بفيروس كورونا، ما يشكل خطرا شديدا على حياة الأسرى.
وبلغ مجموع أعداد الأسرى في آخر إحصائية أكثر من 5000، منهم حوالي 540 من ذوي المحكوميات العالية، و425 معتقلًا إداريًّا، وحوالي 200 طفل، و45 أسيرة.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

حماس: شعبنا وعائلاته الأصيلة يشكّلون السدّ المنيع في وجه الفوضى ومخططات الاحتلال
المركز الفلسطيني للإعلام حيّت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” جماهير شعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، وفي طليعتهم العائلات والعشائر الكريمة، التي...

وجهاء غزة للعالم: كفى صمتا وتحركوا عاجلا لنجدة غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أدان وجهاء قطاع غزة وعشائرها -اليوم السبت- استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي الغذاء والتجويع "سلاحا" ضد أبناء القطاع،...

مقتل جنديين وإصابة 4 آخرين بكمين في رفح
رفح - المركز الفلسطيني للإعلام قتل جنديان صهيونيان وأصيب 4 آخرون - اليوم السبت- بكمين في رفح جنوب قطاع غزة. وأفاد موقع حدشوت لفني كولام، بمقتل...

القسام يبث تسجيلا لأسير إسرائيلي بعد نجاته من قصف قبل أسابيع
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، السبت، تسجيلا مصورا لأسير إسرائيلي قال فيه، إنه يحمل الرقم 24، وإنه...

مستوطنون يحتجزون 3 صحفيين في رام الله
الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلاماحتجز مستوطنون، اليوم السبت، ثلاثة صحفيين وناشطا في قرية المغير شمال شرق رام الله، فيما اعتقلت قوات الاحتلال...

362 عملاً مقاوماً في الضفة والقدس خلال إبريل
الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامتواصلت أعمال المقاومة في الضفة الغربية والقدس المحتلة، ضد قوات الاحتلال ومستوطنيه خلال شهر إبريل/نيسان...

المجاعة تتفشى بمستويات كارثية والأورومتوسطي يوثق ارتفاعًا حادًا في معدلات الوفاة الطبيعية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام وثق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان ارتفاعًا حادًّا في معدلات الوفاة الطبيعية بين البالغين من سكان قطاع غزة، إلى...