الإثنين 08/يوليو/2024

المتفوق الكفيف محمد نجل الشهيد مساد.. نور على نور

المتفوق الكفيف محمد نجل الشهيد مساد.. نور على نور

بفرحة عارمة استقبل الطالب الكفيف محمد مساد من بلدة فقوعة جنوب مدينة جنين شمال الضفة الغربية نتيجة تفوقه في الثانوية العامة، وحصوله على معدل 96.2% في الفرع الأدبي ليستعد لدخول الجامعة ممتنا بالتفوق لوالدته، التي قال إنه كان يرى بعينيها.

وبنشوة كبيرة يتحدث محمد عن رحلة كفاح طويلة في التغلب على إعاقته البصرية الكاملة التي كانت حافزا للتفوق، ولم تكن عائقا لتبرير إخفاق.

ولكن حكاية تفوق محمد لا تقتصر على إعاقته؛ فهو ابن الشهيد الأستاذ عاصم مساد، ذلك المعلم الشيخ الذي ارتقى شهيدا في (30-12-2002) في ذروة انتفاضة الأقصى، والذي كان يعمل مدرسا للتربية الإسلامية في مدرسة فقوعة الثانوية، ليأتي محمد إلى الدنيا في غياب والده الذي لم يعرفه إلا من خلال مخيلته التي رسمها له، فهو لا يعرف صورته بحكم إعاقته، ولكنه رسمها وصفا ومدحا لوالده الشهيد الداعية القدوة.


null

وكان خلف محمد في مسيرة تفوقه أم عظيمة هي والدته التي حملت عبء أسرة الشيخ أبو حذيفة عقب استشهاده؛ فقد ربت أبناءه أحسن تربية، ولكن محمد كان حالة مختلفة إذ احتاج لرعاية خاصة منذ دخوله الصف الأول الابتدائي.

ولئن اختصر محمد الحكاية بقوله “إنه كان يدرس بعيون والدته”؛ فإن والدته تستذكر سهرها الليالي وهي تقرأ له الكتب ليحفظ ما تقرأ له مع كل ما يتطلبه ذلك من جهد كبير، ولكن النتيجة كانت مرضية.

وتغمر السعادة والدته وهي تصف كيف امتنّ الله عليها بتفوقه لتشعر أن تعبها لم يذهب سدى، بالرغم من أنها كانت تتوقع النتيجة ولم تكن مفاجئة لها أو لمحمد فاجتهاده وتفوقه منذ دخوله المدرسة كان يهيئ لهذه المرحلة من التميز.

وتستذكر والدته لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” كيف أعطت محمد عناية خاصة منذ ولادته كفيفا في غياب والده، وعوضته عن غياب البصر حتى دخل المدرسة، ولم تكن بالمرحلة السهلة أبدا؛ حيث التحق بمدرسة النور للمكفوفين في مدينة جنين، وظلت المتابعة مستمرة حتى وصوله الثانوية العامة.

ويعدّ محمد أن الإعاقة لا تلغي الطاقة، وأن الله كفيل بعباده، وأمر المؤمن كله له خير، مشيدا بالدعم الذي تلقاه في مدرسة النور للمكفوفين ومن معلميه وزملائه، ومطالبا بدعم أكبر للطلبة من ذوي الإعاقة حتى يصلوا إلى أعلى المراتب.

بدوره عدّ الأمين العام للاتحاد الفلسطيني للأشخاص ذوي الإعاقة رفيق أبو سيفين أن تفوق محمد وأقرانه من الطلبة من ذوي الإعاقة دليل على قدرة الأشخاص ذوي الإعاقة على تجاوز المعيقات والتحديات في حال توفرت لهم البيئة الداعمة والإيجابية ومحمد خير مثال.

وأكد أبو سيفين في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن النجاحات التي حققها الطلبة ذوو الإعاقة على مستوى فلسطين هذا العام تدعو للمفخرة وتجعلنا أكثر التزاما للعمل من أجل قضاياهم الحقوقية ومنها الحق في التعليم والعيش اللائق.


الوالد الشهيد

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات