اطمئنان إسرائيلي مضلل إزاء المواقف العربية
في الوقت الذي تتصاعد فيه التحذيرات الإسرائيلية من تبعات تنفيذ قرار الضم في الضفة الغربية، فإن أصواتًا أخرى تغرد في الاتجاه المعاكس زاعمة أن هذا الضم سيحسن صورة الردع الإسرائيلية، ويقدم خدمات أمنية لعدد من الدول العربية التي تشهد علاقاتها مع إسرائيل تناميًا تدريجيًّا.
يقود هذا التقدير الإسرائيلي إلى حالة من الاطمئنان لردود الفعل العربية من قرار الضم المؤجل، ما يجعل من الافتراض السائد بأن الخطة ستعرض إسرائيل لخطر شديد، وتهدد معاهدات السلام، وعلاقاتها مع السعودية ودول أخرى، فرضية معزولة عن السياقات الإسرائيلية والشرق أوسطية.
يستند هذا الافتراض إلى أن الزعماء الإسرائيليين كانوا دائما هدفا لانتقادات حادة بالداخل والخارج، وفقدوا شعبيتهم على المدى القصير، وربما دفعوا أثمانا باهظة مقابل تنفيذ تطلعاتهم الاستعمارية ضد الفلسطينيين والعرب، لكنهم في المقابل علموا أن الرد على الضغط يتطلب ضغوطا ثقيلة، ونجحوا بتحديث صورة الردع، وساهموا بتحسين موقعها الدولي، وتوسيع علاقاتها الأمنية والمدنية مع الدول العربية، والتعاون الاستراتيجي غير المسبوق مع واشنطن.
هذا يعني أن الادعاء بأن تطبيق خطة الضم سيهدد السلام مع الأردن ومصر، ويعرقل العلاقات المزدهرة مع الدول العربية، يتجاهل صورة إسرائيل الأمنية، وعلاقاتها الحيوية مع مصر والأردن والسعودية والإمارات وعمان والبحرين.
يبدي الإسرائيليون ارتياحا إزاء ما تواجهه الأنظمة العربية منذ اندلاع ثورات الربيع العربي في 2010، من تهديدات وجودية بالداخل والخارج، قد تندلع بأي لحظة، وتغيرها بشكل كامل، وتؤثر سلبا على خريطة الشرق الأوسط، وباتت هذه الأنظمة تنظر لصورة الردع الإسرائيلية بأنها العامل الأكثر مصداقية للتأمين عليها بمواجهة التهديدات الداخلية.
الأردن مثلا يدرك الدور المركزي لعامل الإنذار الإسرائيلي في تأمين بلاده عام 1970، ويعترف بقيمة إسرائيل الفريدة كمصدر للمعلومات الاستخبارية الحيوية، والمساعدة النشطة بمكافحة تنظيمات، وتوفير المياه لـ1.5 مليون أردني، والغاز الطبيعي، ووصول ميناء حيفا.
وتعتبر إسرائيل نقطة محورية للضغط المؤيد للأردن في واشنطن، ما يعطيه مسؤولية مباشرة عن الأماكن المقدسة للإسلام والمسيحية في القدس، وهو لا يريد أن يسجل هدفا ذاتيا ردا على تطبيق خطة الضم.
أما مصر والسعودية ودول الخليج العربي، فتعترف بحيوية إسرائيل في مواجهة التهديدات الوجودية، وآثار الحروب الأهلية في سوريا والعراق، كما ترى السعودية في العلاقات المتنامية مع إسرائيل تعبيرا عن تهديداتهما المشتركة.
هذه الاطمئنان الإسرائيلي إزاء الموقف العربي، الرسمي والشعبي على حد سواء، في وجه المخططات الإسرائيلية، قد يبدو مخادعا ومضللا، لأنه قد ينفجر فجأة، وهناك مؤشرات عديدة على إخفاق التقديرات الإسرائيلية إزاء الواقع العربي في حالات عديدة.
فلسطين أونلاين
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
إصابتان برصاص الاحتلال في بلدة بيتا جنوب نابلس
نابلس – المركز الفلسطيني للإعلام أصيب شاب وطفل برصاص قوات الاحتلال "الإسرائيلي"، مساء اليوم الجمعة، في بلدة بيتا جنوب نابلس....
25 شهيدًا وأكثر من 50 جريحًا بمجزرة للاحتلال بمواصي رفح
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام استشهد 25 فلسطينيًا وجرح 50 آخرين، عصر الجمعة، في مجزرة ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي استهدفت خيام النازحين في...
أونروا: أكثر من 76 بالمئة من مدارس غزة بحاجة لإعادة بناء
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، إن أكثر من 76 بالمئة من مدارس قطاع غزة بحاجة إلى...
أنصار الله اليمنية تعرض مشاهد لتجربة زورق هجومي مسير جديد
صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت جماعة أنصار الله اليمنية، الجمعة، امتلاكها زورقا هجوميا مسيرا جديدا يحمل اسم "طوفان 1"، وبثت مشاهد لتجربته...
مسؤول بارز في الخارجية الأميركية يستقيل تضامنا مع غزة
نيويورك – المركز الفلسطيني للإعلام أكدت مصادر أميركية أن أندرو ميلر نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون الإسرائيلية الفلسطينية استقال من منصبه،...
هنية: حماس متمسكة بمطالب شعبنا وتسير وفق رؤية واضحة
بيروت – المركز الفلسطيني للإعلام أكد رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، أن الحركة تسير وفق رؤية واضحة، وهي متمسكة بمطالب شعبها....
مسؤولة أممية: ما رأيته في غزة يفوق الوصف
جنيف – المركز الفلسطيني للإعلام قالت الممثلة الخاصة لمكتب هيئة الأمم المتحدة للمرأة في فلسطين، ماريس غيموند، الجمعة، إن 9 أشهر من الحرب الإسرائيلية...