فتاةُ العَلَم.. تتفوق في الثانوية العامة وتقهر المستحيل

لا يكاد يخلو بيت فلسطيني من شهيد أو أسير أو جريح، لكن أن يكون صاحب القصة نفسه أحد هؤلاء ويستطيع أن ينتصر على جراحه ويعض عليها فتلك حكاية أخرى.

الطالبة الجريحة مريم فريد مطر -من محافظة رفح جنوبي قطاع غزة- استطاعت أن تتجاوز كل المآسي التي مرت بها، وقهرت إصابتها بعزيمة وإصرار لتتفوق في امتحانات الثانوية العامة.

لم تستسلم مريم لإصابتها خلال مسيرات العودة التي انطلقت في قطاع غزة بدءًا من أواخر مارس 2018.

وكانت مريم تحمل علم فلسطين وتضعه على حدود رفح الشرقية، قبل أن يصوب جندي إسرائيلي رصاص رشاشه صوبها مسببًا لها أضرارًا جسدية عانت بسببها واحتاجت مدّة طويلة من العلاج لم تنته بعد.

لم تستسلم الطالبة التي حققت معدل 81 ٪ في الفرع العلمي، وحولت محنتها إلى منحة جعلتها محط أنظار الكثير من وسائل الإعلام وأبناء شعبها.

نجحت مريم أبو مطر في امتحانات الثانوية العامة في فلسطين، متحدية إصابتها التي أقعدتها في عذابات الألم والسفر والتعب، لتنجح في مسيرتها التعليمية، وهي في طريقها للالتحاق بإحدى الجامعات لتكمل دراستها العلمية.

وتقول في حديثها لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: إنها استطاعت أن تقهر إصابتها وتتفوق في دراستها، رغم الأوضاع التي عاشتها خلال مدّة إصابتها، وعلى الرغم من استشهاد والدها من قوات الاحتلال وهي ابنة ثلاث سنوات.

وتلفت إلى تعرضها لطلق ناري خلال مشاركتها في مسيرات العودة لترتحل بعدها إلى مشافي تركيا والخارج، دافعة من صحتها ثمنا لحرية وطنها.

لم تدع الطالبة مريم لليأس مجالا أو طريقا يتسلل إلى داخلها؛ بل استطاعت بعزيمتها أن تلحق بركب المتفوقين، وأن تنقش اسمها في سطور من نور على جدران الوطن المسلوب.

وتضيف: “خلال فترة إصابتي التي خضعت فيها لعلاج في تركيا تمكنت من اجتياز امتحان الثاني الثانوي”، لتعود إلى قطاع غزة لتكمل علاجها الطبيعي وتستمر في دراستها حتى أنهت الثانوية العامة.

وفاجأت مريم الجميع بنجاحها بتفوق رغم المعاناة والألم، والخضوع للعلاج الطبيعي.

وتشير إلى أنها واجهت عدة صعوبات خلال رحلتها الدراسية، منها فرض قيود بسبب تفشي جائحة كورونا والاستمرار في علاجها، مشددة أنها قاومت وجعها لترفع رأس عائلتها عاليا.

نجاح مريم أدخل البهجة والسرور على أسرتها والمحيطين بها، مهدية نجاحها إلى روح والدها الشهيد فريد يوسف أبو مطر.