الطالبة الحلبي.. تفوق رغم أزمات غزة المحاصرة

يدلل الفرح نفسه في منزل الطالبة مرح عبد القادر الحلبي الحاصلة على ترتيب الرابع على محافظات فلسطين بالفرع الأدبي بمعدل 99.1%.

فور إعلان نتائج الثانوية العامة بدأ الأقارب والجيران في زيارة منزل الحلبي بحي المشاعلة جنوب دير البلح لتقديم التهنئة.

وعاش طلبة الثانوية العامة في محافظات قطاع غزة أجواءً خاصّة انقطعوا فيها عن التواصل الاجتماعي والتعليمي بسبب جائحة كورونا في حين ظلت أزمة انقطاع الكهرباء تخيّم بظلها الثقيل على منازلهم.

null
معادلة التفوق
المعادلة الشخصية لتفوق الطالبة الحلبي هي (99% اجتهاد و1% ذكاء شخصي)؛ فلكل مجتهد نصيب، والمراجعة اليومية والاهتمام بالاختبارات التجريبية يؤهل الطالب للامتحان النهائي، كما قالت.

وتؤكد مرح أن الثانوية العامة كانت عاماً دراسياً شاقاً، لكنها تكللت بالسعادة بعد أن تذوقت طعم التفوّق ورأت ثمرة جهدها.

 وتضيف لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “مررت بظروف صعبة فعام 2020 حمل ظروفاً خاصّة بعد بدء جائحة كورونا والتباعد الاجتماعي والانقطاع عن الدراسة في الفصول. تعبت نفسياً واحترت ماذا أفعل لكن مديرة المدرسة كانت توجهنا”.

وتدعو الحلبي جميع الطلاب لتحديد هدف، والعمل للوصول إليه بالاجتهاد اليومي وتنظيم الوقت؛ فالتفوق غاية تحتاج إلى الدراسة بانتظام.

وتتابع: “أفضّل دراسة التجارة باللغة الانجليزية أو في تخصص البرمجيات. المتفوق لديه رسالة، وأهدى نجاحي لوالديّ والمعلمين والمعلمات بمدرسة شهداء دير البلح الثانوية للبنات الذين وقفوا لجانبي. سرّ التفوق هو معية الله ثم الاجتهاد والمثابرة”.

null
دموع الفرح
بعينين دامعتين يستقبل السيّد عبد القادر الحلبي المهنئين في منزله بتفوق ابنته التي تتوسط أسرته الكبيرة المكونة من 12 ابناً، عاجزاً من الفرحة عن وصف مشاعره بمن رفع رأسه في فلسطين، كما قال.

أما والدة الحلبي التي واظبت على متابعة ابنتها طوال العام الماضي، فتؤكد أن الأم لها دور كبير في تخطّي الصعوبات التي يواجهها طلبة الثانوية العامة.

وتضيف لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “هذا أسعد أيام حياتي. الفرحة كبيرة في البيت. صحيح كانت أزمة الكهرباء وجائحة كورونا صعبة، لكنني كأم تابعت ابنتي، وأدعو كل الأمهات لدعم الأبناء نفسياً ومعنوياً”.

أما مصعب -شقيق مرح- فقد توقّع تفوّقها وهو يتابع اجتهادها اليومي في مذاكرة الدروس دون انقطاع، وقد تدخّل مراراً لتوفير الهدوء وتأمين تواصل التيار الكهربي البديل في البيت طوال العام.

ويتابع لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “هذه شقيقتي الثانية التي تتفوق في توجيهي. أزمة الكهرباء كانت مقلقة لنا، والانقطاع عن الدراسة بسبب كورونا أزعجنا جميعاً، وفّرنا لها الأجواء المناسبة للدراسة قدر المستطاع، وشقيقتي كانت واثقة من التميّز”.

null