الانتخابات والضم

نتنياهو يدرك أكثر من غيره أين تقع التحديات لهذا المشروع السرطاني في فلسطين، ولم يوظب الضم في قائمة الاهتمامات المتعلقة بمستقبل المشروع الصهيوني وأمن الكيان.
نتنياهو يرى ويعرف ويدرك أن المخاطر الحقيقية والتحديات المفصلية لهذا المشروع لا تتلخص في ضم أراضٍ هو يسيطر عليها، يقيم المستوطنات ويمنع الفلسطينيين من التصرف بها وعليها كما يشاؤون.
يشق الطرق ويجري المناورات ويبني المعسكرات، فلم يكن الضم يومًا هدفًا مُلحًّا للتنفيذ مع أنه يقع في قلب إجماع صهيوني سياسي وأمني يهدف للسيطرة والإحلال، لكن نتنياهو قبل عدة سنوات وهو لا يقع تحت ضغط لوائح الفساد المقدمة ضده لم يسارع إلى إجراء الانتخابات أو الاستعجال في حسم مصير الضفة، حيث أشرف على خطة التغيير الجيوسياسي في الضفة بهدوء لأنه كان يدرك أن العامل الدولي والقدرة على مخاطبته وتسكين تخوفاته من استشراء المشروع الاستيطاني والتهويدي بإعلان بار إيلان حينئذ الموافقة على حل الدولتين من خلال المفاوضات مع الفلسطينيين.
في حين أن شركات البناء ومليارات الدولارات تُضخ والاستيطان يتفشى، والتهويد والتشويه والتحريف في القدس، والحصار على غزة، وإنهاء دور وكالة الأونروا رمز العودة للقضاء على عودة اللاجئين يشكل رافعة لاستمرار حكمه وتنفيذ أيديولوجيته السياسية والدينية.
لكن بعد غزو القوميين المتدينين بقايا المافدال والبيت اليهودي ثم اليمين لاحقًا ومؤسسات الجيش والأمن وحزب الليكود في خطة مبرمجة للسيطرة على القرار اليميني أو التأثير جوهريًا عليه، لكن نتنياهو تنبه لهذا المخطط ولم يتصدَّ له في داخل الليكود والمؤسسات العسكرية والأمنية.
في حين دوّره وخفف من آثاره السلبية من خلال إعادة التموضع السياسي والأيديولوجي فتبنى خطاب القوميين المتدينين وأثر على مفصليين في هذا التيار مع تقاطع التغيير في المشهد الدولي بعد وصول ترامب إلى البيت الأبيض، فلم يعد نتنياهو بحاجة لاسترضاء الرأي العام بعدما تمكن من إقناع ترامب بوجهة نظره السياسية والأيديولوجية، بما يتقاطع مع مصالحه ومصالح ترامب الشخصية في السياسات والأيديولوجيا الدينية.
الأمر الذي جعل التوسع والاستعراض في تنفيذ السياسات واتخاذ القرارات أحد أهم مركبات فوز كليهما، لذلك يدخر نتنياهو موضوع الضم، إيذانا بإجراء انتخابات في توقيت مناسب يضمن النتائج من خلال الاستطلاعات كما هي الحال في الوقت الحاضر، حيث تمنح الاستطلاعات فوزا لليكود كحزب أول لا يليه ثانٍ لحجم الفرق الشاسع بينهما ومعسكر اليمين المتدينين بفارق يمكن نتنياهو من التشريع لحماية رأسه من السجن ومستقبله السياسي في الاستمرار في الحكم.
ما لم يكن نتنياهو موقنًا أن الظروف مناسبة لإجراء انتخابات مبكرة فلن يسارع لتنفيذ الضم ولن يُنحيه عن جدول الاهتمامات السياسية والإعلامية والبرلمانية من خلال التذكير ومعايرة الأحزاب في المركز واليسار.
لذلك لن يتوقف أعضاء من الليكود عن تحميل غانتس وحزبه مسؤولية تعطيل الضم من خلال تلكؤ الولايات المتحدة بإعطاء غطاء لبدء الضم بسبب التباين والخلاف الداخلي بين الأحزاب الصهيونية.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

مستوطنون يحتجزون 3 صحفيين في رام الله
الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلاماحتجز مستوطنون، اليوم السبت، ثلاثة صحفيين وناشطا في قرية المغير شمال شرق رام الله، فيما اعتقلت قوات الاحتلال...

362 عملاً مقاوماً في الضفة والقدس خلال إبريل
الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامتواصلت أعمال المقاومة في الضفة الغربية والقدس المحتلة، ضد قوات الاحتلال ومستوطنيه خلال شهر إبريل/نيسان...

المجاعة تتفشى بمستويات كارثية والأورومتوسطي يوثق ارتفاعًا حادًا في معدلات الوفاة الطبيعية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام وثق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان ارتفاعًا حادًّا في معدلات الوفاة الطبيعية بين البالغين من سكان قطاع غزة، إلى...

مستشفى الكويت برفح: المخزون الطبي لدينا يكفي لأسبوع واحد فقط
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام حذّر مستشفى الكويت التخصصي في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، اليوم السبت، من توقف عملياته معلنا أن المخزون الطبي لديه "يكفي...

77 شهيدا و275 جريحا في غزة خلال 48 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وزارة الصحة بغزة، اليوم السبت، بأن مستشفيات القطاع استقبلت 77 شهيدا، و275 جريحا وذلك خلال 48 الساعة الماضية...

ألبانيزي: تجويع الفلسطينيين عار على الضمير العالمي
نيويورك - المركز الفلسطيني للإعلام استنكرت مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيزي مواصلة الاحتلال...

معظمهم أطفال.. 57 شهيداً ضحايا الجوع في غزة منذ بدء الإبادة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفاد المكتب الإعلام الحكومي في غزة، بارتفاع عدد الوفيات في القطاع بسبب سياسة التجويع إلى 57 شهيداً، مرجحا ارتفاع عدد...