القدس.. ضم صامت وتهجير ناعم

بين الهدم والتهجير والتضييق.. يعيش المقدسيون واقعًا صعبًا فرضه الاحتلال عبر عدة مخططات هدفها القضاء على الوجود الفلسطيني في المدينة وإضفاء الطابع اليهودي عليها.

وتؤكد هيئة مقاومة الجدار والاستيطان أن الاحتلال بدأ فعليًّا بتقسيم المساحة المتبقية للفلسطينيين في القدس والمقدرة بـ 70 كليو متر مربع وحرمان المواطنين من تراخيص البناء.

وقالت الهيئة إن الاحتلال أصدر 17 ألف أمر هدم لمنازل وشقق المقدسيين، نفذ منها 5 آلاف عملية، وفق حرية نيوز.

التهجير الناعم

وأضافت الهيئة أن الاحتلال يهدف لتقليص عدد الفلسطينيين في القدس من 40% إلى 12% وفق مخطط 2020 الذي وضعه عام 2000، لكنه فشل في ذلك، فعمل على التضييق على المقدسيين من خلال سحب 16 ألف بطاقة هوية مقدسية وإخراج أحياء من المدينة ككفر عقب ومخيم شعفاط.

من جانبه حذر النائب المقدسي أحمد عطون من أن الاحتلال يعمل على  سلخ 130 ألف مواطن مقدسي عن المدينة وإخراجهم من معادلة المواجهة في القدس والتصدي لمخططات الاحتلال.

وأوضح عطون أن تهجير المقدسيين يجري بطريقة وصفها بالناعمة بعد حرمانهم من الخيارات في ظل الزيادة الطبيعية لعدد السكان ومنعهم من البناء، الأمر الذي يدفعهم للبحث عن مأوى خارج أحياء القدس.

وقال النائب المقدسي: “هناك خطر حقيقي على مدينة القدس ومقدساتها بسبب التهجير الناعم، فإذا خرج الناس خارج الأحياء سيكون هناك خطر حقيقي على القدس، لأن أهلها هم من يدافعون عنها ويحافظون على هويتها”.

مخطط 2030

بدوره أشار ناصر الهدمي رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد إلى أن الاحتلال وبعد فشله في تنفيذ كافة بنود مخطط 2020 وضع مخطط 2030 الذي بدأ العمل عليه لتوسيع حدود بلدية الاحتلال في القدس لتشمل معاليه أدوميم وغوش عتصيون، وتتوسع شرقاً باتجاه الأغوار في المنطقة التي أطلق عليها (E1).

ونبه الهدمي إلى أن مخططات الاحتلال ستحدث تغييرا دراماتيكياً في القدس بضم كل الأراضي الفارغة المحيطة بالمدينة، والمستوطنات الكبرى التي يسكنها أعداد كبيرة من اليهود.

المسجد الأقصى

وقال الهدمي: “مخطط 2030 يتحدث عن واقع جديد في المسجد الأقصى ببناء القطار الهوائي الذي يربط باب المغاربة بحائط البراق ووضع محطة له قرب باب الأسباط لتمكين أعداد كبيرة من المستوطنين من اقتحام الأقصى”.

وأضاف: “الاحتلال يعد الآن لقفزة نوعية لتهويد الأقصى وقد يستغل الظروف الحالية لاقتطاع جزء من المسجد بعد إفراغه من المصلين وفرض مسارات خاصة بالمستوطنين”.