الإثنين 21/أكتوبر/2024

أحمد عريقات.. عرس الشهادة يسبق حفل الزفاف

أحمد عريقات.. عرس الشهادة يسبق حفل الزفاف

أوراق الزينة علقت على مدخل البيت، دعوات حضور حفل الزفاف انتهى توزيعها، العروس تجهزت لعريسها، وتجمعت النسوة لاستقبال عريسها، تمر الدقائق سريعاً، وتنتظر الأم عريسها، ففي فلسطين أخو العروس أو العريس يكون عريساً مبتهجاً بفرح أهله.

لكن قصة أحمد، لم تكن كذلك؛ فهو عريس من نوع آخر، اكتملت تفاصيل زفافه وأجّلها، وقرر الفرح بزفاف أخته، وحان موعد فرحة العمر، فرحة ذابت أمامها مشاعر الانتظار، واشتاق الحبيب لحبيبته، لكن…!


الشهيد أحمد عريقات

طلقات إسرائيلية حالت دون وصول أحمد عريقات (27 عاماً) لشقيقته العروس إيمان، بعدما ودعها واعداً إياها بزفة لا مثيل لها، ووعد آخر قطعه لخطيبته بالقول: “بدي آجي آخذك بدري، ما بدي أتأخر”، لكنه تأخر وذهب إلى دون رجعة، وليتأجل فرحها مرتين!


الوعد الأول لم ينفذ والثاني لن يكتمل؛ فأحمد غادر تلك الحياة، وارتقى شهيداً، بعدما جهز بيتاً وصفته والدته بـ”القصر”، تجهيزاً لحفل زفافه الميمون والذي كان من المقرر في سبتمبر القادم.

 

اغتيال فرحة
كراسي الفرح بقيت كما هي، لكن عددها ازداد لاستقبال المهنئين بـ”عرس الشهيد” وطلة العروس التي لم تكتمل، وزغاريد الأمهات لم تخرج، وتحول صوتها إلى صمت خيم منزل عائلة الشهيد عريقات، الواقع في بلدة أبو ديس، شرقي القدس المحتلة.

والدة الشهيد قالت: “أحمد نشمة وبطل ومن خيرة شباب البلد، بحب الجميع، وبحترم الجميع، وبفرح للجميع”، لكن كلماتها لم تكتمل وسبقت الكلمة الأخرى دموع الحزن لا بل قل دموع الوداع والفرح بشهادة العريس أحمد.

تحلّق النساء حول أم أحمد، محاولات مواساتها؛ لكنها سطرت لهنّ نموذجاً من الصبر على رحيل عريسها، قائلة: “كان أحمد بدو يعمل عرسه في الصالة وتأجل مرتين، وكنت بدي أعمل عرسه في الدار، وهي صار له عرس كبير كل شباب الدنيا جاؤوا له. كلهم بدهم يزفوك يا أحمد”.

تفاصيل الجريمة الصهيونية
وأعدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي الشاب أحمد، أمس، على حاجز الكونيتنر الفاصل بين بلدة السواحرة بالقدس المحتلة ومحافظة بيت لحم، ليكون عرس شقيقته عرسًا من نوع آخر، وحزنًا خيّم في عيون الحاضرين حفلَ الزفاف.

وكان العريس أحمد، قد توجه بسيارة استأجرها لإحضار ونقل والدته وشقيقاته اللاتي كنّ عند إحدى مصففات الشعر في القدس المحتلة، ليعود بهن إلى بلدة أبوديس، شرقي المدينة لحضور حفل زفاف شقيقته إيمان.

ووفق تقارير حقوقية، فقد انحرفت مركبة أحمد عند اقترابه من الحاجز العسكري للفحص، وارتطمت بالجزيرة المقابلة للغرفة الزجاجية، التي يتمركز بها جنود حرس الحدود الإسرائيلي.


سيارة الشهيد أحمد عريقات

وعلى الفور، فتح الجنود النار باتجاه المركبة، ما أدى إلى إصابة الشاب عريقات بعدة أعيرة نارية، في الجزء العلوي من جسده، ثم سحبوه من السيارة، وألقوه بجانبها، ومنعوا طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني من الوصول إليه، وتقديم الإسعافات الأولية له، وتركوه ينزف حتى لفظ انفاسه الأخيرة على أرض الحاجز، وفق ما نقله المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان.

يذكر أن الشاب أحمد عريقات عضوٌ في المجلس المحلي الشبابي في بلدة أبوديس، وشخص ذو شعبية وسمعة طيبة بين أهالي بلدته، وكان -حسب أقاربه- متلهفا لحضور حفل زفاف شقيقته، الذي كان من المقرر عقده في قاعة الرويال في البلدة، وكان يجهز نفسه لموعد حفل زفافه القريب، والذي كان قد تأجل بفعل جائحة كورونا.

وقال عماد عريقات، ابن عم الشهيد لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: إن عائلته ستلاحق الاحتلال قضائياً؛ لارتكابه جريمة بحق العائلة وإعدام أحمد بدم بارد.

ودعا عريقات المؤسساتِ الدولية والحقوقية لدعم الشعب الفلسطيني والعمل على وقف الانتهاكات الإسرائيلية التي تحوّل الفرح إلى حزن وألم ومعاناة لا تنتهي.

ورحل أحمد..
تروي خطيبة الشهيد، أن أحمد هاتفها قبيل استشهاده قائلة: “مفتاح دارنا ضلّ معه، اتصل وحكى لي جهزي حالك للعرس، بدي آجي آخذك بدري، ما بدي أتأخر..”.

وأضافت بحزن عميق: “راح أحمد وتأخر عليّ العمر كله!”.

وكتبت شقيقة الشهيد فرح عريقات: “أخوي حبيبي وردتنا والله، وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169)”.

وأضافت: “خبّر تعالى عن الشهداء بأنهم وإن قتلوا في هذه الدار فإن أرواحهم حية مرزوقة في دار القرار”.

وفي منشور للشهيد عريقات، كتبه الشهر الماضي عبر صفحته في فيسبوك: “#ياعندي_ياعند_المنسق.. لكل أصدقائي .. العبارة أعلاه هي قانون ملزم يجب أن يطبق.. بعد أن زاد عدد معجبي صفحة مخابرات الاحتلال المسماة المنسق عن 600 ألف معجب ..”.

وأضاف: “فإنني أضعك صديقي/صديقتي لتختار، إما إلغاء إعجابك بصفحة المنسق أو أن تلغي نفسك من قائمة أصدقائي..”.

وتابع: “إنه لمن العار والخيانه، أن يمتدح أي فلسطيني حر شريف، ضابط الاحتلال ويتذلل له عبر الصفحة المسماة المنسق”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

14 عملًا مقاومًا بالضفة خلال 24 ساعة

14 عملًا مقاومًا بالضفة خلال 24 ساعة

نابلس- المركز الفلسطيني للإعلام تواصلت الأعمال المقاومة في الضفة الغربية المحتلة خلال الـ24 ساعة الأخيرة، حيث سجّلت 14 عملا للمقاومة، تخللها اندلاع...

القسام تبث مشاهد قنص واستهداف ناقلة جند

القسام تبث مشاهد قنص واستهداف ناقلة جند

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام بثت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، مساء اليوم الاثنين، مشاهد من استهداف ناقلة جند إسرائيلية وقنص جندي في...