هل أوقفت السلطة في الضفة التنسيق الأمني؟

شهد الشهر الأوّل لإعلان السلطة الفلسطينية وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال “الإسرائيلي” في 19 مايو/أيار الماضي، أحداثًا ومعطيات ميدانية بالضفة الغربية المحتلة تدلل أن العمل يجرى بعكس القرار المعلن.
ورصدت وكالة صفا، المعطيات مشيرة إلى أنه في 7 يونيو الجاري كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية أن أمن السلطة أحبط عملية عسكرية كانت موجهة ضد الجيش الإسرائيلي على إحدى الطرق التي يستخدمها بمنطقة جنين.
كشف مخبأ عبوات أنبوبية
وتحدثت عن مخبأ فيه حوالي 30 عبوة أنبوبية ناسفة جاهزة للاستخدام، بالإضافة لبندقية جاهزة عثر عليها أمن السلطة وضبطها، وإجراء عمليات مسح أخرى في المنطقة عثروا خلالها على مخبأ آخر يحتوي على عشرات العبوات الأنبوبية وبندقية محلية الصنع من طراز “كارلو” وصادرتها.
ووفق “يديعوت”؛ فإنه كان من المفترض أن تلقى هذه العبوات تجاه القوات الإسرائيلية التي تقتحم جنين في ساعات الليل والفجر لتنفيذ اعتقالات.
تسليم مستوطنين
وبعد ثلاثة أيام من الحادث، وتحديدًا في 10 يونيو الجاري كشفت قناة “كان” العبرية أن أمن السلطة أعاد 7 مستوطنين إسرائيليين تسللوا إلى قلقيلية، وأخرجتهم من المدينة، وسلمتهم للجيش الإسرائيلي.
وذكرت “كان” أن المستوطنين تسللوا إلى قلقيلية في ثلاث مركبات تحمل لوحات إسرائيلية، واعترضتهم الشرطة الفلسطينية التي أمرتهم بالاستدارة ومغادرة المدينة.
وتكررت الحادثة في قلقيلية نفسها بعد 10 أيام، وتحديدًا في 20 يونيو الجاري، بعدما أوردت مصادر محلية أن أجهزة السلطة الأمنية سلّمت ثلاثة مستوطنين تسللوا إلى المدينة.
وذكرت المصادر أن المستوطنين الثلاثة تسللوا في مركبتين من نوع “فورد وسوزوكي” عند المدخل الشرقي للمدينة، وسُلموا للاحتلال مباشرة.
تصريحات الشيخ
وبحسب التقرير؛ يمكن ملاحظة أن هذه الأحداث جاءت بعد أسبوعين فقط من إعلان وقف التنسيق الأمني، ومثّلت اختبارات ميدانية للقرار، الأمر الذي يشكك في جدّية السلطة الفلسطينية بوقف العمل بالاتفاقيات مع “إسرائيل” والتنسيق بمستوياته كافة.
وتتوافق هذه المعطيات مع تصريحات حسين الشيخ وزير الشؤون المدنية، وهي الجهة المسؤولة عن التنسيق مع الاحتلال الإسرائيلي، حين قال في مقابلة مع صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية في 8 يونيو الجاري: إن السلطة الفلسطينية ستحافظ على الأمن بما فيه أمن الإسرائيليين “حتى لو توقف التنسيق الأمني”.
ولاقت هذه التصريحات استياءً واسعًا لدى الفلسطينيين، وبعضهم عدّ أنها تُفقد تهديدات رئيس السلطة قيمتها.
ولا تتعارض أقوال الشيخ مع الرسالة التي أبلغت فيها السلطة الفلسطينية “إسرائيل” بوقف التنسيق الأمني في 21 مايو الماضي، وطمأنت فيها بـ”عدم السماح بالعنف”.
وتضمّنت الرسالة تعهّدًا فلسطينيًّا بعدم السماح باندلاع انتفاضة في الضفة الغربية، وهو ما قد يعطي تفسيرًا للاختبارات الميدانية الأخيرة من إحباط عمليات وإعادة مستوطنين متسللين.
وتتفق هذه المعطيات تمامًا مع ما قاله المتحدث باسم أجهزة السلطة اللواء عدنان الضميري، في حديثه للتلفزيون العربي في 6 يونيو الحالي: إنّ “أي مستوطن يدخل لمناطقنا بالخطأ سنسلّمه للصليب الأحمر، وليس للإسرائيليين مباشرة”، مع أن التسليم تمّ بعكس ما قاله الضميري.
كما تمثّل هذه الاختبارات التزامًا بقول الشيخ لنيويورك تايمز: “نحن براغماتيون؛ لا نريد أن تصل الأمور إلى نقطة اللاعودة، وهذا قرار إستراتيجي”.
آمال بومبيو
وتحقق السلطة بهذه الاختبارات آمال وزير الخارجية الأمريكي “مايك بومبيو” بأن تتمسك السلطة الفلسطينية بالاتفاقات الأمنية مع “إسرائيل” رغم تصريحات رئيس السلطة عباس عن إلغائها.
وقال بومبيو، في موجز صحفي الأربعاء الماضي: إنه لا يدري ما الذي دفع عباس إلى الخروج من الاتفاقات الأمنية “التي تمثّل أساسًا لمفاوضات التسوية مع إسرائيل”.
وتؤكد الاختبارات في الوقت نفسه صحة ما نقلته صحيفة “إسرائيل اليوم” عن مسؤولين فلسطينيين في 20 يونيو الحالي، أن إعلان عباس وقف الاتفاقيات مع “إسرائيل” والولايات المتحدة “استهلاك إعلامي” في وقت يستمر التنسيق الأمني.
وبحسب المسؤولين للصحيفة؛ فإن التعليمات التي صدرت للأجهزة الأمنية تقضي بتقليص التنسيق الأمني للحد الأدنى، وهو قرار قديم منذ 20 عامًا، وينص على “وقف مرافقة قوات الاحتلال خلال اقتحامها للمدن الفلسطينية”.
كما تتطابق الاختبارات مع تقديرات لوسائل إعلام إسرائيلية صدرت في اليوم التالي لإعلان وقف التنسيق الأمني، ومنها القناة 12 العبرية، شككت في “أنْ يجرؤ الرئيس عبّاس على فعل ذلك”، وعبّرت عن اعتقادها أنّ التهديد الذي أطلقه والأنباء التي نُشِرت حول قطع العلاقات الأمنيّة بين الطرفين، لا تتوافق مع ما يجرى على الأرض.
لذلك، وصف الكاتب البريطاني روبرت فيسك في مقال بصحيفة “الاندبندنت” البريطانية في 6 يونيو الحالي، أن عباس يعمل على إعادة إنتاج التنسيق الأمني، وجعل صيغته مقبولة؛ للحفاظ على ديمومته. وهي نتيجة توصّل لها أيضًا الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية “آفي يسسخروف” الذي وصف السلطة في مقال بـ”معاريف” العبرية، أمس السبت، بأنها “كمن يحمل مسدّسًا فارغًا”.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

منظمات أممية تعلن رفضها الخطة الإسرائيلية لتوزيع المساعدات بغزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام رفضت منظمات أممية وغير حكومية، المشاركة في الخطة التي يستعد الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذها في قطاع غزة بخصوص توزيع...

الاتصالات تُحذر من انقطاع الخدمة جنوب ووسط قطاع غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية، مساء اليوم السبت، أنها ستُنفذ أعمال صيانة اضطرارية على أحد المسارات الرئيسية في قطاع...

الدويري: عمليات القسام برفح تمثل فشلا إسرائيليا مزدوجا
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام قال الخبير العسكري اللواء فايز الدويري إن عمليات كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)-...

شركات طيران دولية تلغي رحلاتها لتل أبيب عقب قصف مطار بن غوريون
الناصرة – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت شركات طيران دولية، صباح اليوم الأحد، إلغاء رحلاتها إلى "تل أبيب"، عقب قصف مطار بن غوريون الدولي. وبحسب...

مؤسسة حقوقية: آلاف المعتقلين بسجون الاحتلال يواجهون عمليات قتل بطيئة
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام يواجه الأسرى في سجون الاحتلال تصاعدًا غير مسبوق في عمليات التعذيب والتجويع والإهمال الطبي، التي تمارسها الإدارة...

جماعة أنصار الله: واشنطن تجاهلت تحذيراتنا لأنها لا تأبه بحياة الصهاينة
صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام قالت جماعة أنصار الله اليمنية، الأحد، إن "الولايات المتحدة الأمريكية لا تأبه بحياة الإسرائيليين رغم توجيه تحذير لها...

مدير المستشفيات الميدانية بغزة: المجاعة قادمة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال مدير المستشفيات الميدانية بوزارة الصحة بقطاع غزة، مروان الهمص، إن أغلب سكان قطاع غزة يعيشون تجويعاً ينفذه...