عرب المليحات.. لاجئون فلسطينيون يحرسون الأرض بالأغوار الجنوبية
على السفوح الجبلية المطلة على البحر الميت في الأغوار الجنوبية تنتشر المضارب البدوية لعرب المليحات أو ما يعرفون بـ”بدو الكعابنة”، والتي تشكل خط تماس متقدمًا في مواجهة الاستيطان في تلك المنطقة الإستراتيجية.
وعلى الجانب الأيمن من الانعطاف الحاد في آخر طريق المعرجات نزولا نحو البحر الميت تجذبك بيوت الصفيح المنتشرة للبدو من سكان المنطقة التي تصنف منطقة عسكرية حدودية من الاحتلال.
null
عرب المليحات
وعرب المليحات لاجئون هجروا من النقب إثر النكبة عام 1948، كما رحّلهم الاحتلال ثانيةً عام 1967 مرة أخرى، ليستقر بهم المقام في منطقة المعرجات في الأغوار الجنوبية؛ حيث يقيمون فيها حاليا.
وتحت أشعة الشمس الحارة يقف الحاج علي مليحات ليشرح لنا واقعا مريرا عن ذلك المستوطن اللعين الذي بدأ في المدّة الأخيرة بالسيطرة على التلة القريبة من منطقة بدو الكعابنة حيث قرر تسييجها وتجريفها وتملّكها بمزاجية، وبحماية من جيش الاحتلال، وهي منطقة قريبة من مدرسة بدو الكعابنة؛ ما يعني مزيدا من الأخطار المهددة للأطفال البدو في تلك المدرسة.
وبالنسبة للمليحات؛ فإن وجودهم في هذه المنطقة مستهدف خصوصًا؛ فالاحتلال يستهدف منطقة عين العوجا المجاورة حيث مجرى المياه المغذي للمنطقة لمصلحة المستوطنات المستحدثة في المنطقة، ويلاحق البدو بسبب انتشارهم على رقعة واسعة من الأرض.
null
شوكة في حلق الاستيطان
ويعد البدو ومنهم عشيرة عرب المليحات “الكعابنة” شوكة في حلق المشاريع الاستيطانية في المنطقة؛ ففي مناطق شاسعة خالية من السكان في الأغوار يعدّ البدو حراس البيدر، فكل راع يسوق أغنامه على تلك التلال والسفوح الجبلية هو مشكلة حقيقية للمستوطنين الطامعين بالسيطرة على كل شيء.
وبات المستوطنون -وفق مليحات- يقلدونهم في طبيعة حياتهم، فنصبوا الخيام ورعوا الأغنام، ويتحرشون بالبدو في مراعيهم حتى أصبحت مقارعة في كل شيء حتى نمط العيش.
وفي الضفة يعيش 7000 من البدو في ضواحي الخليل والقدس والأغوار، ومعظمها مناطق (ج) يمنع البناء فيها، وهي مناطق تماس ساخنة؛ لمحاذاتها المستوطنات والثكنات العسكرية للاحتلال.
null
استهداف التجمعات البدوية
شهدت السنوات العشر الأخيرة تركيزا واضحا للاحتلال في استهداف التجمعات البدوية أدى لتجهير نحو 60% منهم من تجمعاتهم ومضاربهم لمصلحة المستوطنات.
ولا تعكس طبيعة المنازل من الصفيح والخيام حالة من الفقر بقدر ما هو نتيجة لعمليات المنع المشدد من سلطات الاحتلال لأي عملية بناء في تلك المنطقة.
الموطن يوسف الكعابنة يقول: إن كل مضارب المليحات مهددة بالهدم، وسبق أن هُدمت، في حين ترقب قوات الاحتلال أي تغيير فيها، وما أن يوضع حجر حتى تسارع قوات الاحتلال لتسليم صاحبه إخطارا بالهدم.
وتعد مدرسة بدو الكعابة إحدى مدارس التحدي في الأغوار، فهي منذرة بالهدم (22) مرة، فكل غرفة صفية فيها قرار هدم، وينتظم فيها نحو ثمانين طالبا من الجنسين.
ويصف الطفل محمد إسماعيل كعابنة لمراسلنا معاناته في هذه المدرسة المختلطة، فهي مسقوفة بالزينكو الذي يضاعف درجة الحرارة المرتفعة أصلا في فصل الصيف، فالأغوار مناطق شديدة الحرارة، فكيف إذا كانت في غرف من الصفيح يمنع استخدام أي مكونات بناء فيها من سلطات الاحتلال؟!
ويفتخر بدو الكعابنة بأنهم ورغم كل التحديات استطاعوا الحفاظ على هذه المدرسة التي أقاموها خيمةً منذ قطنوا المنطقة عقب سكنهم في المنطقة عام 1967 لتتوسع بشكلها الحالي، وثبتوا وجودها لتبقى معلم صمود، في حين خرّجت من بدو المنطقة النشطاء والأطباء والمهندسين في مواقع مختلفة في رام الله وغيرها، فهم يتمسكون بحقهم في التعليم سلاحًا أساسيًّا بقي الفلسطينيون محافظين عليه في صراعهم مع الاحتلال.
null
مخطط الضم
وتعدّ مناطق عرب المليحات “بدو الكعابنة” من المناطق المهددة بالضم في المخطط الإسرائيلي، ولكن بدو المنطقة يعدّون أن مخطط الضم بدأ العمل به منذ احتلال المنطقة عام 1967 وعلى غفلة من الجميع استولوا على كل شيء ليكون ما يتم الحديث عنه اليوم من خطط للضم هو تتويج لما تم فرضه من حقائق على الأرض كانوا الجنود الوحيدين في مواجهتها.
ويؤكد الناشط ابن المنطقة المحامي حسن مليحات لمراسلنا أن منطقتهم مهمشة للغاية بالرغم من أنها منطقة حساسة والحفاظ ودعم الوجود الفلسطيني فيها مهم للغاية لمواجهة مشروع الضم ومجمل المشروع الاستيطاني.
وطالب بمقاربات مختلفة للتعامل مع المنطقة، مؤكدا أن أهم عامل لصمود سكانها البدو هو الأمل والصمود في سياق مقوماتٍ صفرٍ؛ ما يتطلب أن تعزز تلك الروح بجميع مقومات البقاء لحماية الحد الجنوبي للأغوار من التهجير مجددا.
null
null
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
حماس: توسيع الاستيطان إعلان من حكومة الاحتلال بالمضي في السيطرة على الضفة
الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن إقرار المجلس الوزاري الأمني الصهيوني قراراً بتوسيع الاستيطان في...
30 ألفاً من المصلين يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام شارك الآلاف من المواطنين الفلسطينيين في أداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك، في ظل الإجراءات العسكرية...
المقاومة تفجر آليات وتتصدى للاحتلال في رفح وشرق غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام واصلت المقاومة بقيادة كتائب القسام، اليوم الجمعة التصدي لقوات الاحتلال الصهيوني في محاور التوغل في قطاع غزة، واستهدفت...
بمشاركة 200 شخصية وطنية.. انطلاق أعمال ملتقى الحوار الوطني الفلسطيني الثاني بإسطنبول
إسطنبول - المركز الفلسطيني للإعلام انطلقت اليوم الجمعة 28-6-2024، أعمال ملتقى الحوار الوطني الفلسطيني، الذي ينظمه المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج...
البرغوثي: قرارات “الكابينيت” ضمٌّ للضفة وهي الأخطر منذ النكبة
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام حذر مصطفى البرغوثي، الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، من خطورة قرارات "الكابينيت" الإسرائيلي التي...
جيش الاحتلال يعترف بمقتل جندي في معارك جنوب غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، مقتل جندي في لواء الناحال في معركة جنوب قطاع غزة. وقال جيش الاحتلال في بيان، الجمعة،...
استشهاد مقاوم من طوباس متأثرا بإصابته قبل أيام
طوباس- المركز الفلسطيني للإعلاماستشهد المقاوم الشاب معاوية موفق عبدالله دراغمة من طوباس -الليلة الماضية- متأثرا بجراحه التي لأصيب بها إثر انفجار...