الجمعة 28/يونيو/2024

عرب المليحات.. لاجئون فلسطينيون يحرسون الأرض بالأغوار الجنوبية

عرب المليحات.. لاجئون فلسطينيون يحرسون الأرض بالأغوار الجنوبية

على السفوح الجبلية المطلة على البحر الميت في الأغوار الجنوبية تنتشر المضارب البدوية لعرب المليحات أو ما يعرفون بـ”بدو الكعابنة”، والتي تشكل خط تماس متقدمًا في مواجهة الاستيطان في تلك المنطقة الإستراتيجية.

وعلى الجانب الأيمن من الانعطاف الحاد في آخر طريق المعرجات نزولا نحو البحر الميت تجذبك بيوت الصفيح المنتشرة للبدو من سكان المنطقة التي تصنف منطقة عسكرية حدودية من الاحتلال.


null

عرب المليحات
وعرب المليحات لاجئون هجروا من النقب إثر النكبة عام 1948، كما  رحّلهم الاحتلال ثانيةً عام 1967 مرة أخرى، ليستقر بهم المقام في منطقة المعرجات في الأغوار الجنوبية؛ حيث يقيمون فيها حاليا.

وتحت أشعة الشمس الحارة يقف الحاج علي مليحات ليشرح لنا واقعا مريرا عن ذلك المستوطن اللعين الذي بدأ في المدّة الأخيرة بالسيطرة على التلة القريبة من منطقة بدو الكعابنة حيث قرر تسييجها وتجريفها وتملّكها بمزاجية، وبحماية من جيش الاحتلال، وهي منطقة قريبة من مدرسة بدو الكعابنة؛ ما يعني مزيدا من الأخطار المهددة للأطفال البدو في تلك المدرسة.

وبالنسبة للمليحات؛ فإن وجودهم في هذه المنطقة مستهدف خصوصًا؛ فالاحتلال يستهدف منطقة عين العوجا المجاورة حيث مجرى المياه المغذي للمنطقة لمصلحة المستوطنات المستحدثة في المنطقة، ويلاحق البدو بسبب انتشارهم على رقعة واسعة من الأرض.


null

شوكة في حلق الاستيطان
ويعد البدو ومنهم عشيرة عرب المليحات “الكعابنة” شوكة في حلق المشاريع الاستيطانية في المنطقة؛ ففي مناطق شاسعة خالية من السكان في الأغوار يعدّ البدو حراس البيدر، فكل راع يسوق أغنامه على تلك التلال والسفوح الجبلية هو مشكلة حقيقية للمستوطنين الطامعين بالسيطرة على كل شيء.

وبات المستوطنون -وفق مليحات- يقلدونهم في طبيعة حياتهم، فنصبوا الخيام ورعوا الأغنام، ويتحرشون بالبدو في مراعيهم حتى أصبحت مقارعة في كل شيء حتى نمط العيش.

وفي الضفة يعيش 7000 من البدو في ضواحي الخليل والقدس والأغوار، ومعظمها مناطق (ج) يمنع البناء فيها، وهي مناطق تماس ساخنة؛ لمحاذاتها المستوطنات والثكنات العسكرية للاحتلال.


null

استهداف التجمعات البدوية
شهدت السنوات العشر الأخيرة تركيزا واضحا للاحتلال في استهداف التجمعات البدوية أدى لتجهير نحو 60% منهم من تجمعاتهم ومضاربهم لمصلحة المستوطنات.

ولا تعكس طبيعة المنازل من الصفيح والخيام حالة من الفقر بقدر ما هو نتيجة لعمليات المنع المشدد من سلطات الاحتلال لأي عملية بناء في تلك المنطقة.

الموطن يوسف الكعابنة يقول: إن كل مضارب المليحات مهددة بالهدم، وسبق أن هُدمت، في حين ترقب قوات الاحتلال أي تغيير فيها، وما أن يوضع حجر حتى تسارع قوات الاحتلال لتسليم صاحبه إخطارا بالهدم.

وتعد مدرسة بدو الكعابة إحدى مدارس التحدي في الأغوار، فهي منذرة بالهدم (22) مرة، فكل غرفة صفية فيها قرار هدم، وينتظم فيها نحو ثمانين طالبا من الجنسين.

ويصف الطفل محمد إسماعيل كعابنة لمراسلنا معاناته في هذه المدرسة المختلطة، فهي مسقوفة بالزينكو الذي يضاعف درجة الحرارة المرتفعة أصلا في فصل الصيف، فالأغوار مناطق شديدة الحرارة، فكيف إذا كانت في غرف من الصفيح يمنع استخدام أي مكونات بناء فيها من سلطات الاحتلال؟!

ويفتخر بدو الكعابنة بأنهم ورغم كل التحديات استطاعوا الحفاظ على هذه المدرسة التي أقاموها خيمةً منذ قطنوا المنطقة عقب سكنهم في المنطقة عام 1967 لتتوسع بشكلها الحالي، وثبتوا وجودها لتبقى معلم صمود، في حين خرّجت من بدو المنطقة النشطاء والأطباء والمهندسين في مواقع مختلفة في رام الله وغيرها، فهم يتمسكون بحقهم في التعليم سلاحًا أساسيًّا بقي الفلسطينيون محافظين عليه في صراعهم مع الاحتلال.


null

مخطط الضم
وتعدّ مناطق عرب المليحات “بدو الكعابنة” من المناطق المهددة بالضم في المخطط الإسرائيلي، ولكن بدو المنطقة يعدّون أن مخطط الضم بدأ العمل به منذ احتلال المنطقة عام 1967 وعلى غفلة من الجميع استولوا على كل شيء ليكون ما يتم الحديث عنه اليوم من خطط للضم هو تتويج لما تم فرضه من حقائق على الأرض كانوا الجنود الوحيدين في مواجهتها.

ويؤكد الناشط ابن المنطقة المحامي حسن مليحات لمراسلنا أن منطقتهم مهمشة للغاية بالرغم من أنها منطقة حساسة والحفاظ ودعم الوجود الفلسطيني فيها مهم للغاية لمواجهة مشروع الضم ومجمل المشروع الاستيطاني.

وطالب بمقاربات مختلفة للتعامل مع المنطقة، مؤكدا أن أهم عامل لصمود سكانها البدو هو الأمل والصمود في سياق مقوماتٍ صفرٍ؛ ما يتطلب أن تعزز تلك الروح بجميع مقومات البقاء لحماية الحد الجنوبي للأغوار من التهجير مجددا.


null

null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات