الجمعة 02/مايو/2025

الفلسطينيون يحاربون طمس الهوية بمنح أبنائهم أسماء مدنهم المحتلة

الفلسطينيون يحاربون طمس الهوية بمنح أبنائهم أسماء مدنهم المحتلة

في الوقت الذي يسعى فيه الاحتلال إلى طمس معالم فلسطين التاريخية، لا سيما المدن والقرى التي دمرها قبل أكثر من 72 عاما، فإن الفلسطينيين يخلدونها من خلال منح أبنائهم أسماءها، من منطلق نضالي، وكأحد أشكال التمسك بالحق وبقاء القضية الفلسطينية حية في نفوس الأجيال.

واعتاد الفلسطينيون على تسمية أطفالهم بأسماء مدنهم وقراهم المحتلة مثل: (يافا، بيسان، صفد، كرمل، جنين، حمامة، مجدل).. وغيرها من أسماء المدن والقرى المحتلة.

وسجل الآلاف من الفلسطينيين في قطاع غزة، أبناءهم، بأسماء مدن فلسطين التاريخية، وذلك بحسب إحصائية رسمية حصلت عليها “قدس برس” من السجل المدني في وزارة الداخلية بغزة.

وتوضح الإحصائية أن عدد الفلسطينيين من قطاع غزة الذين يحملون أسماء مدن فلسطينية محتلة، بلغ (4542)، مشيرة إلى أن اسم “بيسان” الأكثر شيوعا، بواقع 3699 اسما، تلاه جنين بواقع 422 اسما.

المدن المحتلة حاضرة
وقالت الشابة يافا الكفارنة (36 عاما)، التي تحمل اسم واحدة من المدن الفلسطينية العريقة (عروس البحر المتوسط) إنها تعتز وتفتخر باسمها؛ لكونه يحمل اسم واحدة من أجمل مدن فلسطين والعالم.

وأضافت الكفارنة لـ”قدس برس”: “هذه الأسماء تبقي مدننا المحتلة حاضرة في بيوتنا، ولا يمكننا أن ننساها مهما كانت الظروف”.

وأشارت إلى أنها تنشط في مجال الحفاظ على التراث والهوية، من خلال إقامة مهرجان الزي الفلسطيني في تموز/ يوليو من كل عام، وتحبّ لبس الثوب الفلاحي الفلسطيني.

وأضافت الكفارنة: “أنا لم أزر في حياتي يافا، ولكن حدثني عنها والدي وجدي، وعن جمال شاطئها ومسجدها القديم وحي العجمي وسوق الكرمل التابع لها، قبل أن يدمره الاحتلال ليخفي المعالم العربية للمدينة”.

وتستذكر سهيلة الكفارنة، والدة يافا، خلال حديثها لـ”قدس برس” الظروف التي جعلت العائلة تسميها بهذا الاسم، حينما كان والدها معتقلا في سجون الاحتلال.

وتقول: “إن ناصر عم يافا كان في ذلك اليوم 26 كانون الأول/ ديسمبر من عام 1984م، يستعد على أحر من الجمر لسماع الأخبار التي ستصله من أجل الخروج في تنفيذ عملية فدائية بقلب مستوطنة “تل أبيب” المقامة على أراضي الفلسطينيين في مدينة يافا المحتلة، وإن كلمة السر في هذه العملية كانت كلمة (يافا)”.

وأضافت: “الاحتلال أحبط العملية قبل تنفيذها وأسر عددًا من الفدائيين آنذاك، وجاء نبأ الاعتقالات حينما ولدت ابنتي، فقرر عمها تسميتها يافا”.

وتابعت الكفارنة: “بذلك تبقى يافا كلمة السر للمقاومة، وأيضا تلك المدينة الجميلة المحتلة، التي سنظل نستذكرها ونشتم عبق برتقالها، الذي كان يصدّر للعالم قبل مجيء هذا الاحتلال عام 1948”.

وأضافت: “تبقى يافا بيننا على قاعدة الكبار يموتون والصغار لا ينسون، ليبقى ذاك الاسم خالدا”.

و”يافا” واحدة من الآلاف من الفلسطينيين الذين يحملون أسماء المدن والقرى المحتلة، من أجل أن تبقى هذه المدن محفورة في ذاكرة الفلسطينيين، رغم أنها تقع تحت الاحتلال منذ عام 1948م، وتبعد عنهم عشرات الأميال.

حماية من الاندثار
وعدّ الكاتب سمير حمتو، منح الفلسطينيين أبناءهم أسماء المدن والقرى المحتلة، سلاحا فلسطينيا فعالا لحمايتها من الاندثار.

وقال حمتو لـ”قدس برس”: “قادة الاحتلال راهنوا حينما احتلوا فلسطين عام 1948م أن الكبار يموتون والصغار ينسون، ولكن كيف سينسى الصغار وهم يحملون أسماء مدنهم التي لا تفارقهم في كل مكان”.

وأضاف: “حاولت داخلية الاحتلال قبل سنوات عدم تسجيل أي أسماء تحمل المدن والقرى المحتلة وكذلك فلسطين، أو أي أسماء وطنية، إلا أن المواطنين رفضوا ذلك، ما أجبر إسرائيل على التراجع عن هذا القرار”.

وأشار “حمتو” إلى أن الاحتلال كان يدرك خطورة تسجيل هذه الأسماء وبقائها في ذاكرة الفلسطينيين وتسجيلها في شهادات الميلاد.

وتقع مدينة يافا على البحر الأبيض المتوسط، إلى الجنوب من مصب نهر العوجا على بُعد سبعة كيلومترات؛ وإلى الشمال الغربي من مدينة القدس على بُعد 60 كيلومترًا.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

إسرائيل تقصف محيط القصر الرئاسي في دمشق

إسرائيل تقصف محيط القصر الرئاسي في دمشق

دمشق - المركز الفلسطيني للإعلام شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي - الجمعة- عدوانًا على سوريا، واستهدفت محيط القصر الرئاسي في دمشق، في تصعيد لسياسة...

91% من سكان غزة يعانون أزمة غذائية

91% من سكان غزة يعانون أزمة غذائية

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن المدير العام لوزارة الصحة في قطاع غزة منير البرش، اليوم الخميس، أن 91% من سكان القطاع يعانون من "أزمة غذائية"...