الزبيدات.. صمود بالأغوار لمواجهة الضم

بمسيرة شعبية خرج أهالي الزبيدات في الأغوار الوسطى -الجمعة (12-6-2020)- منددين بمخطط الضم ومشتبكين مع قوات الاحتلال الصهيوني على خط (90) الذي يقطع الأغوار، مؤكدين أن صمودهم في أرضهم لن يتزحزح ومخططات التهجير مجددا لن تتم.

ويهتف الفتى علي الزبيدات وهو يحمل علم فلسطين ضد مشروع الضم، مشددا على أن كل القرارات السياسية والأمنية لن تلغي أنه يعيش تحت الاحتلال بضم أو بدون ضم، ولن تلغي وجوده على أرضه؛ لأنه صامد فيها، في حين لا ينسى الحاج علي الزبيدات أنه وجميع سكان الزبيدات مهجرون سكنوا المنطقة بعد نكبة عام 1948 وهم مقبلون على نكبة ثانية.

جمال الطبيعة
والزبيدات إحدى القرى الصامدة في الأغوار الوسطى والتي تقع في دائرة الضم، فهي على طريق بيسان ومطلة على الحدود الأردنية ومحط أطماع المستوطنين منذ عام 1967، وتقع إلى الشمال من مدينة أريحا تحديداً على مسافة 39كم شمال المدينة، بمحاذاة نهر الأردن، ومن الشمال قرية مرج نعجة، ومن الغرب مدينة طوباس، ومن الجنوب قرية مرج الغزال.

null
وتجذب الزبيدات أي زائر للمنطقة بجمال طبيعتها؛ حيث وفرة المياه وإطلالتها على الجانب الأردني من الغور، إضافة إلى امتدادها الطبيعي مع بيسان ومزارعها المتنوعة واخضرارها المستمر.

يقول المواطن عدنان أبو زبيدة لمراسلنا: سميت قرية الزبيدات نسبة إلى عشيرة الزبيدات المهجرة عام 1948م من منطقة بئر السبع ليستقروا في شمال أريحا، حيث يبلغ عدد سكانها قرابة 1500 نسمة ينتمون إلى عشيرة الزبيدات.

وأضاف: يبدو أن حكاية التهجير لم تنتهِ؛ فمنذ تهجيرنا وقدومنا لهذه الأرض ونحن نتعرض لمخطط استيطاني لاقتلاعنا منها، حيث أقام الاحتلال عقب احتلالها عام 1967 مستوطنة ارجمان وأصبحت شوكة في خاصرتنا، وهي مستوطنة زراعية هدفها الاستيلاء على أراضي الزبيدات لغرض المشاريع الزراعية الاستيطانية؛ نظرا لخصوبة المنطقة.

null

مضايقات مستمرة
وقال رئيس المجلس القروي إسماعيل زبيدات: إن القرية تتعرض إلى مسلسل مضايقات من الاحتلال الإسرائيلي، وذلك ضمن مخطط الاستيطان والاستيلاء على الأراضي الزراعية والمراعي فيها، لإرغام الأهالي على الرحيل.

وأكد لمراسلنا أن الأهالي سيبقون صامدين في أرضهم أيًّا تكن توجهات الاحتلال، ولكن ذلك يحتاج إلى دعم مقومات الصمود لتعزيز الجبهة الداخلية في مناطق الأغوار المستهدفة كافة.

لعنة أوسلو
وبحسب تصنيفات اتفاق أوسلو؛ فإن (99%) من أراضي الزبيدات هي أراضي (ج)، في حين (1%) فقط من أراضيها مصنفة (ب) أي يسمح بالبناء فيها دون أذون ترخيص من سلطات الاحتلال، وهو ما جعل من أوسلو لعنة على أهالي الزبيدات كما غالبية مناطق (ج) في الضفة الغربية.

null
ويعد المواطن عبيد سواركة في حديثه لمراسلنا أن الهدم بدعوى البناء دون ترخيص سيف مسلط عليهم؛ فكل المباني والبركسات التي بنيت إما هدمت أو منذرة بالهدم بمجرد إقامتها ليبدأ مسلسل ملاحقات قانونية، منبّها إلى أن الإدارة المدنية للاحتلال لم تمنح أي موافقة على أي طلب ترخيص بناء منذ احتلالها المنطقة في حين تنذر بالهدم بدعوى البناء دون ترخيص.

null
وتبلغ مساحة قرية الزبيدات قرابة 4123 دونماً؛ منها 3944 دونما قابلة للزراعة، و131 دونماً فقط قابلة للبناء، في حين يصعب حصر عدد إخطارات الهدم التي سلمت للقرية لكثرتها.

null