السبت 03/مايو/2025

على ذمتها

 أ.د. وليد عبد الحي

لم يرهقني كتاب قرأته كما أرهقني كتاب وزيرة الخارجية الامريكية السابقة كونداليزا رايس وعنوانه No Higher Honor: A Memoir of My Years in Washington الصادر عام 2012 ويضم 784 صفحة (الكتاب له أكثر من طبعة).

ونظرا للتنوع الشديد في موضوعات الكتاب؛ تجربتها الخاصة في مجلس الأمن القومي الأمريكي، والخارجية، وموضوعات الشرق الأوسط، فلسطين والعراق وإيران وأفغانستان، ثم موضوعات كوريا والصين وروسيا واتفاقيات المناخ والهند ..الخ.

لكني قررت تجميع المعلومات الواردة حول موضوع محدد وهو: علاقة رئيس سلطة التنسيق الأمني بالولايات المتحدة وكيفية تعيينه، تاركا تقدير الدلالات للقارئ، وسأعمل على النقل الحرفي لما قالته كونداليزا رايس دون أي تدخل مني.

أولا:
موضوع التخلص من عرفات ورسم صورة سيئة لعرفات:
تقول: إن عرفات “رفض اتفاق كامب ديفيد وقال إنه سيقتل لو قبله” (صفحة 77)، ثم أشارت إلى أن “السلام مع الفلسطينيين غير ممكن طالما بقيت قيادتهم وأن الرئيس بوش رأى في عرفات رجلا إرهابيا ومخادعا” (79) ثم تشير إلى “مراوغة عرفات وعدم ميله للابتعاد عن العنف” (81). وتضيف بأن الرئيس الأمريكي بوش كان يرى عرفات “فاسدا” وخاصة بعد السيطرة على سفينة كارين آ التي تحمل سلاحا مما كشف “ازدواجية ونفاق عرفات” (166)

ثانيا:
نتيجة لما تم ذكره عن عرفات اتخذت الولايات المتحدة قرارا بالتخلص من عرفات وعزله، وتقول رايس ما يلي: في ديسمبر 2001 قال شارون “أصبح عرفات خارج اللعبة” (165)، وهنا رأيت من الضروري تذكير شارون بتعهده بعدم قتل عرفات. (166). وتضيف رايس “عكفنا على دراسة بدائل لعرفات، ولكن ينبغي أن نكون حذرين وخصوصا مع الإسرائيليين في توضيح نيتنا في تغيير سلمي وليس اغتيال عرفات” (166) وتضيف قائلة “وانتقلت مناقشاتنا مجددا إلى الطريقة التي قد يعمل الفلسطينيون بها لإيجاد قيادة لهم تجعل حل الدولتين ممكنا، ونحن بصريح القول كنا على استعداد لنقول للعالم إن هذا الحل لن يتحقق طالما ظل عرفات على رأس السلطة” (168) وتضيف “في 10 حزيران وخلال زيارة شارون للبيت الأبيض قال الرئيس الأمريكي لشارون: يجب أن تكون سلطة فلسطينية جديدة بقيادة جديدة”.. ثم أضاف الرئيس موجها الكلام لشارون “وهذا لا يعني أنكم تستطيعون قتل عرفات” (173) وفي نفس الصفحة اقترح كولن باول مؤتمرا للسلام من جديد فكان رد بوش “كلا ليس مع عرفات”. وفي خطاب بوش بعد ذلك قال: “أدعو الفلسطينيين لانتخاب قادة جدد” (175) ثم تشير إلى تأييد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير لتغيير عرفات (178) … بعدها قتل عرفات بالسم.

ثالثا:
البديل لعرفات: بعد سقوط صدام حسين تقول رايس: “تزايد الضغط الهائل على عرفات، وكان من شأن إصدار القانون الأساسي وتعيين الزعيم المعتدل محمود عباس رئيسا للوزراء إن حظي بترحيب عالمي واسع لأن هذا التعيين يمثل خطوة حقيقية للأمام” (صفحة 255) ثم تشرح سرور الرئيس بوش بهذا التغير الذي دعا له. وكيف حضر عباس (لا عرفات مؤتمر شرم الشيخ)، وكان المؤتمر دعما له (256). وتصف رايس لقاء عرفات وكولن باول في المقاطعة- مقر عرفات في رام الله- والدبابات الإسرائيلية تحيط بالمكان، وقال باول لعرفات: “إنه سيكون آخر مسؤول أمريكي يجتمع به” (170).

رابعا:
صورة عباس: تقول “كنا تواقين (أنا والرئيس) للانتخابات القادمة لرئيس فلسطيني جديد يتوقع أن يكون محمود عباس الذي نفضله نحن الاثنين (340-341)، وفي صفحة 386 تقول: “أصبح للفلسطينيين قائد جديد محترم” (صفحة 386.)، وتضيف في صفحة 385 فتقول بعد الإشارة لانتخاب عباس رئيسا: إنه “في كلامه لا يستخدم لفظ المقاومة والانتفاضة”. ثم تصف أعوانه فتقول عن سلام فياض الذي أصبح رئيسا للوزراء: إنه “رجل ذكي ونزيه وقدير، وسوف يكون حليفنا المهم” (258)، وتشير لخطاب عباس في مؤتمر شرم الشيخ حيث قال: “دولة فلسطينية لا يمكن أن تنشأ من الإرهاب” (259).

خامسا:
مساعدة عباس لضمان استقراره: تشير إلى الخلافات بين عباس وعرفات قبل موته، وتتحدث عن الخلافات بينهما بخاصة حول الإجراءات الأمنية التي سعى عباس لتنفيذها، مما دفعه للاستقالة (260) عندما شعر بعرقلة عرفات لتوجهاته، لأن أجهزة الأمن الفلسطيني كانت “عصابات تخدم عرفات” (467). ثم تعرض في مواقع مختلفة دور الولايات المتحدة في مساعدته ضد حماس بخاصة بعد فوزها في الانتخابات ومفاجأة الولايات المتحدة بذلك، وتشير إلى:
أ‌- وضعت الولايات المتحدة خطة بعد فوز حماس على أساس: أن السلطة التنفيذية بيد عباس والحكومة، وبالتالي المساعدات تذهب لهم وحصر حماس في نطاق التشريع فقط وعدم تسلمها أي أموال. (477-481).
ب‌- إن سلام فياض استعان بشركة مالية أمريكية لإدارة الحسابات المالية الفلسطينية. (260)
ت‌- تقول “لا أستطيع أن أحصي عدد المكالمات التي أجريتها مع أثرياء عرب لأتوسلهم لتقديم جزء يسير من عائداتهم النفطية للقائد الفلسطيني ‘الوقور‘ محمود عباس”. (436)
ث‌- ترحيب الولايات المتحدة بانتخابه رئيسا، وتقديم 200 مليون دولار سنويا لقوات أمن عباس التي تدربت في الولايات المتحدة. (706 )

سادسا:
ملاحظات ذات دلالة:
أ‌- تقول إنها خلال توجهها لمقر عباس في المقاطعة طلبت من سائق السيارة أن ينعطف بالسيارة انعطافا حادا لتفادي المرور من جوار ضريح عرفات.
ب‌- تتحدث عن كيفية توقيع عباس على اتفاق مكة مع حماس بأنه قال لها: “لم يكن راغبا في الاتفاق”. (629)
ت‌- تتحدث عن الحوار حول بعض المصطلحات خلال المفاوضات مثل أن نقاشا دار حول هل نقول “دولة فلسطينية أم الفلسطينيون يحكمون أنفسهم بدلا من تعبير أن يكون لهم دولة”، وهل تسمى فلسطين أم “فلسطين الجديدة”؛ لأن الإسرائيليين يرون أن فلسطين هي يهودا والسامرة (الضفة الغربية). (163)

الخلاصة:
لماذا تم التخلص من عرفات؟ لماذا تم اختيار عباس؟ وما العلاقة بين تسميم عرفات وحضور بديله… أنا لا أعرف.. وأترك لذكاء القارئ الاستنتاج.

موقع روافد بوست، 11/6/2020

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

مقتل جنديين وإصابة 4 آخرين بكمين في رفح

مقتل جنديين وإصابة 4 آخرين بكمين في رفح

رفح - المركز الفلسطيني للإعلام قتل جنديان صهيونيان وأصيب 4 آخرون - اليوم السبت- بكمين في رفح جنوب قطاع غزة. وأفاد موقع حدشوت لفني كولام، بمقتل...

مستوطنون يحتجزون 3 صحفيين في رام الله

مستوطنون يحتجزون 3 صحفيين في رام الله

الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلاماحتجز مستوطنون، اليوم السبت، ثلاثة صحفيين وناشطا في قرية المغير شمال شرق رام الله، فيما اعتقلت قوات الاحتلال...