البطيخ …ساحة صراع فلسطيني صهيوني بالأغوار!

على الرغم من المشهد الجميل الذي يصنعه البطيخ الفلسطيني بشكل بارز في هذا الموسم في الأغوار الشمالية؛ إلا أنه بات جزءا من حالة الصراع مع الاحتلال في الأغوار لا يمكن فصله عن باقي مخططات الاحتلال في هذه المنطقة.
وبحسرة كبيرة يتحدث المزارع أيمن صوافطة من كردلة لمراسلنا عن محصوله الذي تركه ليتلف بأرضه بعد أن أغرقت سلطات الاحتلال السوق الفلسطيني بالبطيخ الإسرائيلي بالتزامن مع نضوج البطيخ الفلسطيني من أجل ضرب الأسواق.

null
وأمام ضربة قاسية لمزارعي البطيخ في الأغوار الشمالية، بادرت مؤسسات أهلية، ومجموعات نشطاء في مقاومة الاستيطان، إلى تنظيم حملات مجتمعية لتسويق بطيخ الأغوار في مدن الضفة للتقليل من خسائر المزارعين، ومنهم الناشط علاء دويكات، ولكن ذلك وفق قوله لا يحل المشكلة.
صوافطة ودويكات وآخرون تساءلوا في أحاديثهم لمراسلنا عن دور الحكومة التي تحدثت عن الانفكاك عن الاحتلال وعن مواجهة مشروع الضم، مؤكدين أن المزارع في الأغوار يجابه منفردا جبهة عريضة من قطاعات الاحتلال المختلفة سياسيا وعسكريا واقتصاديا.

null
إغراق بلا رقابة
يقول المزارع صوافطة لمراسلنا: لا نريد من الحكومة تعويضات، ولكن لو اتخذت الحكومة قرارا جادا بمنع دخول البطيخ الإسرائيلي لأسواق المدن والبلدات الكبرى التي يمكنها السيطرة عليها، لكنا بألف خير، إذ بات من غير المفهوم هذا التراخي في ملاحقة مدخلي البطيخ الإسرائيلي في هذه الفترة.
وأكد أن المطلوب هو التشدد في إدخال البطيخ الإسرائيلي لشهر فقط في هذه الفترة، يمكننا من أن نسوق كل محصولنا، ولكن ذلك لم يحدث، وحين نحتج يقولون لا سيطرة لنا على مناطق ج، وحين نقول لهم وماذا عن مناطق أ وب؛ يسكتون ولا يقدمون إجابات مقنعة.
وفي أراضي الدير والساكوت على الحدود الأردنية في الأغوار الشمالية يقف المزارع علي دراغمة غاضبا، وهو يقول: لمن لا يفهم ما يجري، نحن بزراعتنا لهذه الأرض نواجه الاستيطان والضم، وإغراق الاحتلال للأسواق بكل محصول ننتجه، ممنهج لكي نترك هذه الأرض.
وعلى امتداد ألف دونم مزروعة بالبطيخ في تلك المنطقة، يكابد أكثر من مائة مزارع خسائر فادحة لهذا الموسم، عادين أن الميدان متروك للاحتلال بلا سياسات فعالة لمجابهة مخططات الضم والتهجير، حيث يشدد دراغمة على أن لحظة الندم على ذلك قادمة.

null
ويقول دراغمة لمراسلنا من يسرب البطيخ الإسرائيلي من ضعاف النفوس من كبار التجار معروفون بالاسم، تريد أن تعرفهم في حسبة بيتا أو نابلس أو قباطية أو الخليل أو غيرها، نذكرهم لك بالاسم فلماذا لا يلاحقون؟
وأردف: حين نصل لمرحلة أن نترك البطيخ يتلف بأرضه لأن تكلفة جمعه أكبر من مردوده المالي؛ فهذه جريمة وطنية بامتياز، وحين نضطر لبيع الكيلو بنصف شيقل فهذه جريمة أكبر.
وتساءل: أين خطة العناقيد الزراعية التي أعلنت عنها الحكومة من الأغوار؟، مؤكدا أن الزراعة خط المقاومة الأول في الأغوار، لكن الجندي الوحيد فيها هو المواطن المزارع في الأغوار.

null
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

مؤسسة حقوقية: آلاف المعتقلين بسجون الاحتلال يواجهون عمليات قتل بطيئة
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام يواجه الأسرى في سجون الاحتلال تصاعدًا غير مسبوق في عمليات التعذيب والتجويع والإهمال الطبي، التي تمارسها الإدارة...

جماعة أنصار الله: واشنطن تجاهلت تحذيراتنا لأنها لا تأبه بحياة الصهاينة
صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام قالت جماعة أنصار الله اليمنية، الأحد، إن "الولايات المتحدة الأمريكية لا تأبه بحياة الإسرائيليين رغم توجيه تحذير لها...

مدير المستشفيات الميدانية بغزة: المجاعة قادمة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال مدير المستشفيات الميدانية بوزارة الصحة بقطاع غزة، مروان الهمص، إن أغلب سكان قطاع غزة يعيشون تجويعاً ينفذه...

إصابة 43 فلسطينيًا باقتحام قوات الاحتلال البلدة القديمة في نابلس
نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام أصيب 3 فلسطينيين بينهم طفل، برصاص قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي و40 آخرون بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، إثر اقتحام...

كتائب القسام تكشف تفاصيل كمين مركب شرقي رفح
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام كشفت كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس، اليوم الأحد، عن تفاصيل كمين مركب نفذته في قوة من جيش الاحتلال...

الصحة العالمية: غزة تفتقر إلى كل شيء والوضع قريب من الهاوية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام وصفت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، مارغريت هاريس، الوضع الصحي في قطاع غزة بأنه "كارثي وقريب من من الهاوية"،...

معركة زيكيم.. يوم فر مقاتلو النخبة الإسرائيلية من مواجهة القسام
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام كشف تحقيق إسرائيلي حول معركة زيكيم، عن هجوم نوعي نفذه مقاتلو كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، عبر البحر،...