الخميس 08/مايو/2025

تعليم على صفيح ساخن.. على أعتاب ضم إسرائيل الأغوار

تعليم على صفيح ساخن.. على أعتاب ضم إسرائيل الأغوار

يجلس الطالب أشرف أبو عامر في خربة الفارسية بالأغوار الشمالية على طاولته في خيمة يعيش بها مع أفراد عائلته وهو يراجع دروسه في إطار مثابرته لتقديم امتحانات الثانوية العامة بنجاح.

وعلى مرمى حجر من قوات الاحتلال التي تعد الفارسية منطقة عسكرية، يقلب أبو عامر أوراق دفاتره وهو يشطب يوما بعد يوم امتحانا تلو امتحان لعل التعليم يكون بوابته لتغيير واقع مرير عايشه في مرحلة الطفولة.

معاناة في الحق بالتعليم
ويستذكر أبو عامر لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” معاناته في سبيل الحصول على حقه في التعليم، حيث يضطر للتنقل من خربة الفارسية إلى تياسير من أجل الوصول لمدرسته والحصول على حقه في التعليم.

ولا يمحو من ذاكرة أبو عامر، وهو على مشارف إنهاء امتحانات الثانوية العامة، المسارات الطويلة من المشي في الأراضي الوعرة، أو المرور على حواجز الاحتلال، والتأخير المتعمد والاحتجاز المستمر في سبيل الوصول للمدرسة.

وتختلط أجواء الدراسة بالعيش المستمر على صفيح ساخن في تفاصيل معاناة سكان الفارسية من مستوطني مستوطنات روتم وميخولا وشدموت ميخولا، الذين يحولون حياة سكان المنطقة إلى جحيم مستمر، سيما خلال ملاحقتهم لرعاة الأغنام من أبناء الفارسية والتجمعات البدوية المجاورة.


null

نموذج للمعاناة
وتمثل حالة أبو عامر في خربة الفارسية نموذجا لمعاناة طلبة الأغوار في الحصول على حقهم في التعليم، وهو أحد الحقوق المنتهكة،، حيث تعدُ تلك المناطق الأعلى في فلسطين من حيث مستويات التسرب من المدارس .

وتقع خربة الفارسية في الجزء الشرقي من محافظة طوباس تحديداً في منطقة وادي المالح على بعد 20 كيلومتراً عن مدينة طوباس، حيث تمتد أراضي  الخربة من حاجز التياسير غرباً وحتى نهر الأردن شرقاً.

ويبلغ عدد سكانها 241 نسمة، علماً  بأن عددهم قبل الاحتلال الإسرائيلي في عام 1967 كان يزيد عن 1000 نسمة، يعتمدون بشكل أساسي في حياتهم الاقتصادية على الزراعات الحقلية وعلى تربية المواشي. 

وينحدر أهالي الخربة من عائلات بشارات وضبابات وضراغمة من مدينة طوباس وبلدة طمون. ويسكن أهالي الخربة في بيوت من الشعر أو الزينكو. 


null

التهجير من خلال التعليم
ويشير رئيس مجلس قروي المالح والمضارب البدوية في الأغوار الشمالية مهيوب ضراغمة لمراسلنا إلى أن التعليم كان أحد العوامل الرئيسية في التهجير الداخلي لسكان الأغوار بسبب منع الاحتلال إقامة أي بنية تحتية في هذه المنطقة.

ويضيف: ترك مئات المواطنين البدو مضاربهم البدوية وتوجهوا للسكن في طوباس وطمون وتياسير وغيرها من البلدات؛ لكي يتاح لأبنائهم الوصول للمدارس والالتحاق بالتعليم الأساسي والثانوي، وهذا جعل العائلات تعيش بين خيارات أحلاها مر.

ويرى ضراغمة أن ملف التعليم في الأغوار من ملفات الاشتباك المستمرة مع الاحتلال، وفي ظل مخططات الضم، يتصاعد هذا الاشتباك باتجاه تثبيت الوجود والحقوق.

ويشير صلاح الخواجا أحد القائمين على حملة الحق في التعليم في التجمعات البدوية في الأغوار الشمالية، إلى أن أكثر من 600 طفل في هذه التجمعات محرومون من حقهم في التعليم بسبب إجراءات الاحتلال التي تمنع بناء المدارس أو إقامة أي بنية تحتية تعليمية في هذه المناطق البدوية.

ويؤكد الخواجا لمراسلنا أن التجمعات البدوية في الأغوار تقع على خط المواجهة الأول لمواجهة مشروع الضم والتوسع الاستيطاني في الأغوار، وهم الحراس الحقيقيون للأرض؛ حيث انتشارهم الواسع في الأراضي الممتدة لرعي الأغنام هو الذي يثبت تلك الأراضي ويشكل حالة إرباك مستمر للمستوطنين.

ويشدد الخواجا على أن إعمال الحق في التعليم للبدو في الأغوار أحد وسائل حماية الأرض ومواجهة مشروع الضم والتهجير،، سواء من خلال إقامة مدارس التحدي أو توفير كافة خدمات التعليم الأساسي وتوطينها في ذات التجمعات، وهو ما لا يتم بالشكل المطلوب.


null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

إصابة 4 مستوطنين بعملية إطلاق نار قرب جنين

إصابة 4 مستوطنين بعملية إطلاق نار قرب جنين

جنين – المركز الفلسطيني للإعلام أصيب 4 مستوطنين عصر اليوم الأربعاء، في عملية إطلاق نار استهدفت سيارة قرب مدينة جنين، قبل أن ينسحب منفذ العملية من...