الجمعة 21/يونيو/2024

الفلسطينيون في تركيا.. كيف يعيشون مع كورونا؟

الفلسطينيون في تركيا.. كيف يعيشون مع كورونا؟

لم يعد أمام “محمد” سوى الانتظار المثقل بالترقب عما ستكشفه الأيام القليلة القادمة في الأراضي التركية بعد ما يقارب 3 أشهر من إجراءات الحد من انتشار جائحة كورونا، وفرض حظر التجوال في بعض الأيام، لاسيما بعد أن فقد مصدر رزقه الوحيد داخل أحد المطاعم العربية في إسطنبول.

تلاشت أحلام العشريني الذي خرج من قطاع غزة عام 2019 بحثًا عن عمل بعدما ضاقت سبل الحياة أمامه، ليدخل في دوامة جديدة من الصراع النفسي والمالي تشبه تفاصيل ما عاشه في مخيم “الشاطئ” للاجئين غرب عزة، ليقف اليوم عاجزًا أمام تراكم فواتير السكن والمياه والكهرباء الذي يتشارك فيه مع 6 آخرين يعيشون المأساة نفسها.

وقال خريج جامعة الأقصى بغزة لـ”قدس برس”: إن فقده العمل تزامن مع عدم قدرته المالية أيضا على تجديد الإقامة ومخالفة وجوده قانونيا هنا لعدم تجديدها مسبقا.

وأضاف محمد: “كلي أمل أن أعود إلى غزة بعد وعد تلقيته من السفارة الفلسطينية في حال فتحت الحدود”.

حال الشاب الحائر في وصف معاناته لا يختلف كثيرًا عن المواطنة “يارا العفيفي” التي التحقت قبل فترة قليلة من دخول الجائحة بوظيفة تدريس بإحدى المدراس العربية، لتتحول وقتها منهجية التعليم المدرسي إلى التعليم عن بعد، ما شكل ضغطًا نفسيًّا؛ لكونها التجربة الأولى لها على حد قولها.

أزمة حادة
تشير المعلمة العفيفي إلى تحدٍّ آخر جعلها في حيرة من أمرها، وهو تعقيدات التواصل مع القنصلية الفلسطينية في إسطنبول بالتزامن مع عقبات دفع إيجار السكن، وتوفير أدنى متطلبات العيش الأساسية بعد انتهاء الدوام الدراسي وبدء الإجازة الصيفية للطلبة، إلى جانب صعوبة إيجاد البديل في الوقت الحالي.

بيد أن التحدي الأكبر الذي تعيشه اليوم يكمن في سفر شقيقها القادم من الحدود اليونانية التركية بعد تعرضه للضرب من الجيش اليوناني لعدم توافر ورقة تثبت هويته أو حتى جواز سفر له، معلقة: “إجراءات السفارة هنا لأخي معقدة وخانقة في ظل أزمة حادة”.

في السياق نفسه، تحدثت “قدس برس” مع الصحفية إسراء الشريف الحاصلة منذ 3 أعوام على منحة الحكومة التركية لدراسة الدكتوراه في أنقرة، واصفة تلك المرحلة بالأكثر صعوبة في حياتها، خاصة عقب انقطاعها عن صديقاتها وزملائها، ما زاد الأمر قلقا بالنسبة لها ولعائلتها المقيمة في القطاع فشلّ محاولات العودة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وعود معلقة

لم تستجب السفارة والقنصلية الفلسطينية في تركيا لنداءات “الشريف” كما بعض العشرات من الطلبة والعمال العالقين وغيرهم من المقيمين لأغراض السياحة أو العلاج بالسفر إلى المدن الفلسطينية، لاسيما في الأسابيع الأولى من اشتداد الأزمة، وفق قولها.

وتابعت: “كنت قلقة جدا من الفيروس وتفشيه هنا، حتى إني رغبت في العودة إلى أهلي بعدما اشتد شوقي وحنيني، لاسيما مع قدوم شهر رمضان وطقوسه في غزة، رغم الحصار الإسرائيلي، إلا أن له نكهة عظيمة مع العائلة لم أرَها منذ خروجي”.

لكن أكثر ما هوّن على طالبة الدكتوراه هو تعاون الحكومة التركية معها وزملائها من دول مختلفة، موضحة: “قدمت الحكومة لنا الكثير من التسهيلات وأرسلت رسائل اطمئنان لمن غادروا تركيا بأن المنحة الدراسية ستستمر، وجددت الإقامات لمن انتهت مدتهم القانونية هنا”.

تنظر الطالبة إلى زاوية إيجابية أضافتها الأشهر الثلاثة الماضية رغم ثقلها إلى حياتها المهنية والعملية، حيث تمكنت من الانتهاء من متطلبات الفصل الدراسي الأخير، وممارسة عملها عبر الإنترنت، إلى جانب اجتياز بعض الدورات التدريبية.

من زاوية أخرى، فإن وزارة الخارجية الفلسطينية حددت في وقت سابق بالتنسيق مع مصر والأردن بعضا من الآليات لعودة الطلبة والعالقين في تركيا، والتي كان من أبرزها أن دولة فلسطين غير مسؤولة عن إعادة الطلبة لجامعاتهم في حال فتحت أبوابها للدراسة، وستكون هذه مسؤولية الطالب وحده، إلى جانب تحمل المسافر تكاليف السفر البري والجوي.

ومن ضمن التعليمات أيضا التي أشارت إليها الوزارة في بيان عبر الموقع الرسمي لها ضرورة الالتزام ببروتوكول وزارة الصحة بشأن الفحوصات والحجر الصحي أو المنزلي، على أن تبقى عملية الإجلاء والترتيبات النهائية للبدء في تنفيذها في القريب العاجل.

الجدير بالذكر أن آلاف الفلسطينيين تحديدا من قطاع غزة اجتازوا معبر رفح البري خلال العامين الماضيين وصولا إلى تركيا بحثا عن عمل أو دراسة بعد تفاقم الوضع الاقتصادي، لكن مع مجيء “كورونا” بدأ المئات منهم لاسيما العالقين من الطلبة ومن فقدوا وظائفهم بالتفكير جديًّا إلى العودة للوطن.

تتزامن استغاثة الفلسطينيين في تركيا وبيان الحكومة مع إعلان وزارة الصحة عن اكتشاف حالات إصابة بـ”فيروس كورونا” في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ آذار/ مارس الماضي وصلت حتى إعداد التقرير إلى 643، 70 منها في غزة، وهو ما جعل دائرة الخوف تتوسع في سياق إغلاق الحدود والمطارات، لاسيما معبر رفح البري.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

مسؤولة أممية: ما رأيته في غزة يفوق الوصف

مسؤولة أممية: ما رأيته في غزة يفوق الوصف

جنيف – المركز الفلسطيني للإعلام قالت الممثلة الخاصة لمكتب هيئة الأمم المتحدة للمرأة في فلسطين، ماريس غيموند، الجمعة، إن 9 أشهر من الحرب الإسرائيلية...