الأربعاء 26/يونيو/2024

رمضان شلح.. رحيل العظماء بعد حياة زاخرة بالجهاد

رمضان شلح.. رحيل العظماء بعد حياة زاخرة بالجهاد

تودع فلسطين في هذه الأثناء رجلًا من عظماء رجالها الكبار، وقائدًا صنديدًا، أفنى حياته في سبيل الله، ووطنه، وقضيته.

الدكتور رمضان عبد الله شلح، الأمين العام السابق لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، يرحل إلى الله، مساء السبت، بعد صراع مع المرض، بعد حياة زاخرة بالعطاء والجهاد والمقاومة.

الميلاد والنشأة

ولد الدكتور رمضان شلح في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، في الأول من يناير عام 1958، ونشأ في القطاع، ودرس في مدارسه حتى نال شهادة الثانوية العامة.

ثم سافر إلى مصر لدراسة الاقتصاد في جامعة الزقازيق، وحصل على شهادة بكالوريوس في علم (الاقتصاد) في سنة 1981، بعد ذلك عاد إلى غزة، وعمل أستاذا للاقتصاد في الجامعة الإسلامية.

اجتهد الدكتور في تلك الفترة بالدعوة، واشتهر بخطبه الجهادية التي أثارت غضب الكيان الإسرائيلي، ففرض عليه الإقامة الجبرية، ومنعه من العمل في الجامعة.

في عام 1986 غادر فلسطين إلى لندن لإكمال الدراسات العليا، وحصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة درم عام 1990.

واصل نشاطه الديني هناك لفترة، ثم سافر إلى الكويت وتزوج، عاد بعدها إلى بريطانيا، ثم انتقل من هناك إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وعمل أستاذا لدراسات الشرق الأوسط في جامعة جنوبي فلوريدا بين 1993 و1995. يتقن الدكتور اللغتين الإنجليزية والعبرية، وهو أب لأربعة أبناء، بنتين وولدين.

التحاقه بالسياسة ونشأة الجهاد الإسلامي

أثناء الدارسة في جامعة الزقازيق المصرية، تعرف على الدكتور فتحي الشقاقي، بالرغم من أنهما لا ينتميان إلى نفس التخصص؛ فقد كان الشقاقي يدرس الطب في السنة الثانية.

وأسفرت صداقتهما عن إهداء الشقاقي للدكتور رمضان كُتبا لقادة الإخوان المسلمين كالبنا وسيد قطب. 

عام 1978 اقترح رمضان على صديقه الشقاقي بتشكيل تنظيم، فأخبره الشقاقي أنه ينتمي للإخوان المسلمين، ويترأس مجموعة صغيرة باسم الطلائع الإسلامية، انضم رمضان لهذا التنظيم، وتوسع بعد ذلك بانضمام العشرات من الطلبة الفلسطينيين في الجامعات المصرية، وكانت حركة الجهاد الإسلامي. عاد بعدها الدكتور إلى غزة واشتغل بالدعوة والتدريس.

ثم سافر إلى بريطانيا للحصول على شهادة الدكتوراه، وسافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية للعمل فترة من الوقت. وفي سنة 1995 جاء إلى سوريا راغبا في العودة إلى فلسطين، وبانتظار الانتهاء من أوراقه الخاصة بالعودة.

التقى بالدكتور الشقاقي، وعملا معا 6 أشهر لوضع الخطط لتطوير العمل الجهادي، وفي ذلك العام اغتال الموساد الدكتور الشقاقي، اجتمع الحزب بعد ذلك، وقرروا انتخاب الدكتور رمضان أمينا للحزب، وهو من أشد الداعين (للمقاومة المسلحة).

أمينا عاما لحركة الجهاد

وتولى في عام 1995 منصب الأمين العام لحركة “الجهاد الإسلامي” خلفا للشهيد فتحي الشقاقي الذي اغتاله “الموساد” الإسرائيلي في مالطا.

وخلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية، اتهم الاحتلال الإسرائيلي شلح بالمسؤولية المباشرة عن عدد كبير من عمليات “الجهاد” ضد أهداف إسرائيلية، من خلال إعطائه أوامر مباشرة بتنفيذها، وهو الأمر الذي دفع بالاحتلال إلى التعامل معه كقائد عسكري، إلى جانب دوره السياسي.


وفي نهاية عام 2017، أدرج مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي”FBI”، شلح على قائمة المطلوبين لديه، إلى جانب 26 شخصية حول العالم.

وسبق أن أدرجت السلطات الأمريكية شلح على قائمة “الشخصيات الإرهابية” بموجب القانون الأمريكي، وصدرت بحقه لائحة تضم 53 تهمة من المحكمة الفيدرالية في المقاطعة الوسطى لولاية فلوريدا عام 2003.

وضمته الإدارة الأمريكية عام 2007 لبرنامج “مكافآت من أجل العدالة” وعرضت مبلغ 5 ملايين دولار مقابل المساهمة في اعتقاله.

وفي سبتمبر 2018، انتخبت الأطر والمرجعيات في الجهاد الإسلامي، زياد النخالة، أمينا عاما لحركة الجهاد الإسلامي، خلفًا للدكتور رمضان الذي تمكن منه المرض، ونال منه ما نال.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات