أمريكا اللاتينية.. ميدان اشتباك سياسي بين الفلسطينيين والاحتلال

منذ وصول اليمين المتطرف إلى سدة الحكم في البرازيل، بدأت هذه الدولة بقيادة “جايير بولسونارو”، باتباع نهج مغاير لما درجت علية طوال 15 عاما من دعم للقضية الفلسطينية، إذ تحولت إلى أحد أهم حلفاء الاحتلال الإسرائيلي.
ويخشى الفلسطينيون أن ينسحب التأييد لـ”إسرائيل” على باقي دول أمريكا اللاتينية التي تتبع البرازيل بشكل أو بآخر في سياساتها الخارجية، الأمر الذي قد يؤثر على ميزان القوى في ميدان الاشتباك الدبلوماسي والسياسي مع الاحتلال.
صعود اليمين
ويرى الإعلامي الفلسطيني “أمجد أبو سيدو”، في حديثه لـ”قدس برس”، أن البرازيل اليوم وعلى صعيدها الرسمي تقود حراكا دوليا ولاتينيا لدعم الاحتلال الإسرائيلي، مشيرا إلى أنها طلبت رسميا منذ عدة شهور وقف أي تحقيقات تتعلق بالجرائم الإسرائيلية، بحق الشعب الفلسطيني.
ونبّه إلى أن البرازيل كانت على مدار 15 عاما، داعما رئيسًا للقضية الفلسطينية، وتصوت باستمرار لمصلحة الشعب الفلسطيني في المحافل الدولية، وتحولت مع صعود اليمين، بين عشية وضحاها، إلى حليف للاحتلال الإسرائيلي، لدرجة أن الرئيس البرازيلي “جايير بولسونارو” خرج على أنصاره في الثالث من آيار/ مايو الماضي، أمام القصر الرئاسي في العاصمة برازيليا، وإلى جانبه العلم الإسرائيلي والأمريكي.
وكشف الإعلامي المقيم في البرازيل، أن وزير الخارجية البرازيلي، صرح في الثالث من آذار الماضي، أمام أعضاء من مجلس الشيوخ المناصرين للقضية الفلسطينية، “أننا مع صفقة القرن، وأن “إسرائيل” على مدار السنوات الماضية ظُلمت في عدم التصويت لمصلحتها، ونحن في هذه الحكومة سنعمل على تصويب الأمر”.
وأشار “أبو سيدو” إلى أن الجالية الفلسطينية في دولة كالبرازيل، باتت فعالياتها وأنشطتها المساندة للقضية أكثر صعوبة؛ لأن الاحتلال نجح في استثمار القارة اللاتينية، فبوليفيا أعادت علاقاتها مع “إسرائيل”، والتي قُطعت إبان العدوان على غزة، وكذلك البارغواي التي صنفت “حماس” على أنها منظمة “إرهابية”، والأرجنتين تلمّح أنها تسير على الخط ذاته.
ورغم كل هذه التحديات، أكد “أبو سيدو” أنَّ الجالية الفلسطينية في البرازيل نجحت مع النواب الفيدراليين الأصدقاء في ديسمبر الماضي، في مواجهة القرارات الإسرائيلية والغطاء الأمريكي لها، بإطلاق الجبهة البرلمانية البرازيلية للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، بمشاركة (220) نائبا فيدراليا وسيناتورًا برازيليا، أكدوا أنهم سيزورون فلسطين في أقرب وقت ممكن.
وكشف “أبو سيدو” عن البدء بتأسيس المنتدى اللاتيني البرلماني الفلسطيني، إضافةً للجهود المدافعة عن القضية الفلسطينية.
وطالب “أبو سيدو” العرب بتفعيل أدوات القوة لديهم في مواجهة التغلغل الاستثماري الإسرائيلي في أكثر من 20 دولة في أمريكا اللاتينية.
وأشار إلى أن البرازيل تستثمر مع العرب 1.8 مليار دولار سنويا، في حين تستثمر مع “إسرائيل” بـ200 إلى 300 مليون دولار فقط، ومع ذلك صرح الرئيس البرازيلي أن دولا عربية لن تعترض على نقل السفارة البرازيلية إلى القدس!، وفق أبو سيدو.
وحذر من أن الدول اللاتينية التي اعترفت بدولة فلسطين، وأرسلت سفراءها، بعد اعتراف البرازيل بالدولة الفلسطينية عام 2010، قد تنتهج السياسة البرازيلية الجديدة الداعمة للاحتلال الإسرائيلي، بعد وصول اليمين، وبذلك سنخسر قارة بأكملها لمصلحة الاحتلال.
تأييد رسمي وشعبي
من جانبه، أكد المتحدث باسم المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، زياد العالول، في حديثه لـ”قدس برس”، أن معظم دول أمريكا اللاتينية تاريخيا، مؤيدة رسميا وشعبيا للقضية الفلسطينية، وتقف في مواجهة الإمبريالية والاستبداد والسياسات الأمريكية.
واستدرك: لكن أمريكا اللاتينية الجنوبية، وهي البوابة الخلفية لأمريكا الشمالية، تحاول الأخيرة فرض نفوذها على دولها بكل الطرق، وما نراه في فنزويلا وبوليفيا ونيكاراغوا من حصار وتفقير نتيجة مناهضتهم للسياسات الأمريكية، واضح للعيان.
وأشار إلى وجود العديد من المؤسسات على المستوى الشعبي التي تعمل على مناهضة الصهيونية والعنصرية وتناصر القضية الفلسطينية، بالإضافة لعدد كبير من النواب الذين سيقومون أي توجهات من الرئيس البرازيلي، فيما يخص القدس والقضايا الفلسطينية.
وعدّ أن صمام الأمان في البرازيل يكمن في التيار الشعبي البرازيلي أو البرازيليين من أصول عربية، والذين يقدر عددهم بـ 15 إلى 20 مليونًا، وهي كتلة وازنة ومتنفذة في الدولة سياسيا واقتصاديا، بحسب العالول.
وتطرق إلى زخم الوجود الفلسطيني في أمريكا اللاتينية، قائلا: “نحن نتحدث عن تاريخ ممتد منذ نحو 120 عاما، وأول هجرة كانت عام 1870، وربما قبل ذلك، إذ نتحدث عن الجيل الرابع والخامس من الفلسطينيين في أمريكا اللاتينية، وبالتالي فهذا الجيل يعد جيلا مؤسسا في دول أمريكا اللاتينية وساهم في بنائها”، مشيرا إلى أن أكبر وجود فلسطيني في أمريكا اللاتينية في تشيلي، حيث لهم نفوذ سياسي واقتصادي كبير.
وأضاف أن دولة مثل غواتيمالا، فإن عدد الفلسطينيين فيها قليل، لكنهم يملكون أكثر من 20% من اقتصاد البلد، من خلال رجال أعمال كبار وأصحاب نفوذ، منبّها إلى أن أغلب هذه الدول تجد فيها تمثالا للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات أو ميدانا مسمى بميدان فلسطين.
وأكد أن موقف دول أمريكا اللاتينية مهم جدا، خاصة في جلسات مجلس الأمن والأمم المتحدة، إذ كان الفلسطينيون يعتمدون على مواقف الدول العربية، ودول عدم الانحياز، ومجلس التعاون الإسلامي، وكذلك دول أمريكا اللاتينية، وشاهدنا قبل عامين كيف رفضت معظم هذه الدول قرار ضم القدس.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

تحذير من قتل ممنهج يتعرض له الأسير حسن سلامة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام حذر مكتب إعلام الأسرى من تعرض الأسير القيادي في حركة حماس حسن سلامة لتعذيب ممنهج في سجن مجدو الإسرائيلي، بهدف القتل....

3 شهداء بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في جنوبي لبنان
بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد ثلاث أشخاص، اليوم الخميس، في غارة إسرائيلية استهدفت سيارة في بلدة ميس الجبل جنوبي لبنان. وأفادت وكالة...

مستوطنون يهاجمون ممتلكات المواطنين في الأغوار الشمالية
طوباس - المركز الفلسطيني للإعلام نصب مستوطنون، اليوم الخميس، معرشا جديدا قرب خيام المواطنين في الفارسية، واعتدوا على ممتلكات إحدى العائلات قرب حاجز...

مسؤولان أميركيان: تحميل حماس مسؤولية الحرب لا يبرر تجويع غزة
واشنطن - المركز الفلسطيني للإعلام حذّر مسؤولان أمريكيان سابقان إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من جعل معاناة الشعب الفلسطيني سياسة رسمية لواشنطن...

أطباء بلا حدود: منع دخول المساعدات يهدّد الأنشطة الطبية في غزّة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال مدير الأنشطة الطبية في منظمة أطباء بلا حدود الدولية، الطبيب أحمد أبو وردة، إن منع سلطات الاحتلال وصول المساعدات...

لليوم الثاني.. إسرائيل تحاول إخماد الحرائق وتترقب مساعدة دولية
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام تواصل فرق الإطفاء الإسرائيلية، اليوم الخميس، جهود السيطرة على الحرائق التي اندلعت في جبال القدس المحتلة،...

100 يوم من العدوان على جنين وسط دمار واسع للمنازل والبنية التحتية
جنين - المركز الفلسطيني للإعلام تواصل قوات الاحتلال عدوانها المتصاعد على مدينة جنين ومخيمها، لليوم الـ101 على التوالي، وسط دمار واسع طال المنازل...