الثلاثاء 25/يونيو/2024

كورونا.. خارج حسابات المصطافين على بحر غزة

كورونا.. خارج حسابات المصطافين على بحر غزة

لم تمنع الحواجز الأسمنتية التي أغلقت بها بلدية غزة مصاف السيارات على كورنيش بحر غزة المواطنين من الوصول إلى البحر والاستمتاع باستقبال فصل الصيف، ولسان حالهم أنّ جائحة كورونا لن تفلح بما لم ينجح به الحصار المفروض منذ 14 عاماً على القطاع.

ومنذ بدء جائحة كورونا، وفرض حالة الطوارئ في قطاع غزة، تمنع الجهات المختصة في القطاع التجمعات، وتغلق المساجد وصالات الأفراح، كما لا تزال الاستراحات الصيفية على شاطئ البحر مغلقة بسبب الجائحة.

المواطن أبو مؤمن كان يستعد مع أسرته الصغيرة لتجاوز الحواجز الأسمنتية ليتمكن أخيراً من الوصول إلى شاطئ البحر، أكّد لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ رحلة استقبال الصيف شيء مقدس لدى أسرته مهما كانت الظروف.

وأضاف: “مش بيكفي الأطفال والناس محرومة من حقها في العيش بحياة كريمة في غزة، كمان ننحرم من الاصطياف ومتعة الجلوس على البحر؟”.

ويصف الستيني أبو حازم، أنّ البحر هو المتنفس الوحيد لأهالي قطاع غزة بعد حرمانهم من كثير من الحقوق التي تتمتع بها الشعوب في دول العالم.

ويضيف لمراسلنا: “وجود المصابين بفيروس كورونا في الحجر، يمكن أن يشكل رسالة طمأنة لأهالي القطاع بأن يخرجوا وأن يكونوا بخير مع أخذ الاحتياطات اللازمة لمنع التجمعات قدر الإمكان”.

ويعد البحر هو المتنفس الوحيد لأكثر من مليوني فلسطيني يعيشون في قطاع غزة، ويلجأ المواطنون للاستجمام والاصطياف به مع حلول فصل الصيف، وفي أيام الإجازات المدرسية والسنوية المعتادة.

ورغم الجهود الكبيرة التي تبذلها الجهات المختصة في قطاع غزة لمنع التجمعات؛ إلا أنّ يوم الجمعة من كل أسبوع يشهد تزاحماً غير مسبوق للمواطنين على شاطئ بحر غزة، يرافق ذلك انتشار المئات من عناصر الشرطة الفلسطينية الذي يسعون لخلق حالة من التباعد الاجتماعي منعاً للتنغيص على المواطنين.

المواطن محمد أبو حجر، يقول لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” إنّه لا يفضل الذهاب إلى البحر في أيام الجمعة أو أيام الإجازات السنوية التي تشهد تزاحماً كبيراً، ويسعى لإشباع رغبة أفراد أسرته بالاصطياف على البحر في وسط الأسبوع، حيث بالعادة لا يشهد تزاحما للمواطنين.

ويضيف أبو حجر، وهو أحد العاملين في إحدى صالات الأفراح بغزة: “المفروض في مثل هذا اليوم أنني لا أجد وقتاً للجلوس مع أهلي وأسرتي، لكن كورونا حرمتنا من قوت يومنا بعد أن كنا نستبشر بهذا العام خيراً نظراً لكثرة الأعراس والأفراح”.

كسابقيه، لم يكن المواطن أبو رمزي مصباح يشعر بحالة من القلق تجاه الاصطياف على البحر في ظل جائحة كورونا، وبابتسامة تساءل: “هو حصار وكورونا كمان! ضربتين في الراس بتوجع”.

وأضاف لمراسلنا وهو يراقب أطفاله الذين بدؤوا بتغيير ملابسهم استعداداً للسباحة في البحر: “أعتقد البحر لا يمكن أن يكون ناقلا للمرض أو العدوى، إحنا مطمئنين أولاً لقدر الله، ثانياً للإجراءات الحكومية الصارمة في حجر كل المصابين بفيروس كورونا، وكذلك العائدين عبر المعابر خوفاً من حملهم للفيروس”.

وفي آخر الإحصائيات الرسمية لوزارة الصحة، فإنّ عدد الحالات المؤكد إصابتها بفيروس كورونا بقطاع غزة بلغت 61 إصابة، تعافى منها 18 حالة، وتوفيت حالة واحدة، فيما بقيت 42 حالة في مراكز الحجر الصحي تحت المراقبة الصحية.

ومنذ منتصف آذار/مارس المنصرم، فحصت طواقم الوزارة 5009 عينة للعائدين الفلسطينيين عبر معبر رفح وحاجز بيت حانون إيرز، فيما لا تزال تفرض حجراً إلزاميا على العائدين يستمر حتى 21 يوماً قابلا للتمديد.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات