الإثنين 08/يوليو/2024

يا عندي يا عند المنسق.. مواجهة رقميّة مع قادة الاحتلال

يا عندي يا عند المنسق.. مواجهة رقميّة مع قادة الاحتلال

دشن نشطاء وصحفيون فلسطينيون حملة إعلامية إلكترونية، تحارب المحتوى الإسرائيلي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ممثلة بصفحة “المنسق”، القائم عليها فريق “وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية”.

وغرَّد النُّشطاء عبر وسم “#يا_عندي_يا_عند_المنسق”، تعبيرًا منهم عن رفض متابعة أصدقائهم لصفحة المنسق الإسرائيلي، داعين إلى إلغاء الإعجاب بالصفحة، وعدم متابعة منصات الاحتلال الإعلامية.

واحتفلت صفحة “المنسق” الإسرائيلي الناطقة باللغة العربية، مؤخراً بتجاوز عدد متابعيها أكثر من 600 ألف معجب ومتابع، الأمر الذي عدّه النشطاء أمرًا خطيرًا ومحاولة لاختراق الوعي الفلسطيني والعربي المتمثل في أنّ دولة الاحتلال هي عدو الفلسطينيين والعرب.

المختص في الشأن الإسرائيلي محمود مرداوي، كتب في تغريدة له عبر تويتر، أن “الدخول لصفحة المنسق يعني الاهتمام بمن لا يستحق إلا الإهمال، والمساهمة في التخفيف من حدة رفض الاحتلال، وترويض النفوس وتبريد حالة العداء، وتبديل اللغة المناسبة معه من الرصاص إلى الحوار”.

وأضاف مرداوي: “المنسق قاتل ولا ينبغي لفلسطيني شريف أن يتابع محتلاً ينصب له شراكاً”، مؤكداً في تغريدة أخرى: “فلسطين روحي وعقلي وقلبي تاريخي حاضري مستقبلي”.

وتابع: “الاحتلال المجرم يقتل الفلسطينيين بدم بارد في الطرقات والشوارع، فقط لأنهم فلسطينيون، بينما بعض الفلسطينيين لا يزالون يحتفون على صفحة المنسق”.

الصحافية كريستين ريناوي، قالت في منشور لها: “العالم تغيّر وقواعد اللعبة أيضاً تغيرت؛ الفلسطينيون يقودون حملة رقمية ضد ما يسمى “المنسق” داعين الأصدقاء عندهم إلى إلغاء الإعجاب بصفحته”.

وأضافت ريناوي: “واضح أن الأرقام تقل؛ آلاف أو حتى عشرات الآلاف خلال سويعات ألغوا الإعجاب بعد حملة شبابية على فيسبوك، عنوانها: #يا_عندي_يا_عند_المنسق”.

وتساءلت: ” هل سيرد المنسق لخسارة لايكاته؟ وكيف؟ هذا الاحتلال اعتاد القمع والاعتقال والتحقيق والسجن والإقصاء والخ.. ما العقاب الرقمي يا تُرى!؟ وهل سيكون هنالك عقاب بالأصل؟ من ومن سيلاحقون”.

وختمت منشورها: “شكل جديد من المواجهة والآن في عالم الديجيتال وبأقل الإمكانيات…منذ متى احتفل الفلسطينيون بالـ٣ جي، هذا يُحسب لهم”

 

العالم تغيّر وقواعد اللعبة أيضاً تغيرت؛ الفلسطينيون يقودون حملة رقمية ضد ما يسمى “المنسق”، داعين الأصدقاء عندهم إلى إلغاء الإعجاب بصفحته، واضح أن الأرقام تقل؛ آلاف أو حتى عشرات الآلاف خلال سويعات.

الكاتب ياسين عز الدين، أوضح أن مخاطر صفحة المنسق تتمثل في أنها تحولت إلى وكر لتجنيد العملاء والتعامل مع الاحتلال، قائلاً: “أي شخص يتواجد على الصفحة إعجابًا أو تعليقًا أو تفاعلًا هو مشبوه حتى لو كان بدعوى “الرد على كذب المنسق”.

أما المتابع لشؤون الأسرى سهل نفاع، فنقل في منشور له عبر فيسبوك، أهداف صفحة المنسق الإسرائيلية، قائلاً: “الهدف الواضح للناس هو التواصل مع الفلسطينيين لتقديم الخدمات الإنسانية (علاج، تصاريح عمل، تسهيل زيارة أقارب…الخ)، بس الحقيقة؛ الاحتلال يحاول أن يخفي الوجه الحقيقي، ويقدم تسهيلات للراغبين في الحصول على الخدمات اليومية بشكل دعائي تجميلي (النص الحنون)”.

وأضاف نفاع: “المنسق يحاول يجعل التواصل اليومي مع الاحتلال مباشرة وبعيد عن الجهات الرسمية، بالتالي الحصول على المعلومات الشخصية وصولاً للإسقاط، وكسر الحواجز النفسية والجغرافية مع الفلسطينيين، وإقناعنا بفكرة التعايش المشترك”.

 

الناشط أحمد جرار، قال عبر صفحته على تويتر، إنّ “أكثر من ١٠٠ صديق يتواجدون على صفحة المنسق لديه، ستكون هذه الرسالة تحذيرية لهم بالحذف إن لم يلغوا إعجابهم بصفحة المنسق، بعدها سيتم نشر أسمائهم فلا مبرر لوجودهم في صفحة حاكم الاحتلال”.

الفتاة لينا قالت: “بتذكر عملت بلوك لاثنين بقربولي لأنهم عاملات إعجاب لصفحة المنسق، بعدها تفاجأت إنو مش لحالهم نسبة كبيرة عاملة إعجاب لصفحتهم!”.

الناشط كمال أبو غليون، عدّ الإعجاب بصفحات العدو سقوطا ومقدمة للخيانة يجب مقاطعتها، وأضاف: “كونوا جريئين، عمموها عبر صفحاتكم”.

ووصف الإعلامي محمود الفرا، الإعجاب والمتابعة لصفحة “المنسق” بأنّه عار، وأضاف: “أنا شخصيًا رح أعمل إلغاء صداقة لكل معجب بالصفحة”.

 

ويعتقد الناشط أحمد دويكات، أنّ صفحة “المنسق” تهدف بالدرجة الأولى إلى تجنيد العملاء.

من جهته، كتب خالد صافي، استشاري الإعلام الاجتماعي، تدوينه إلكترونية نقل فيها بعض التفاصيل قائلا: “الحملة تحمل هدفًا نبيلاً، وتفاعل معها عدد كبير من المستخدمين في فلسطين، ومن المتوقع أن تمتد للعالم العربي قريبًا، وسر نجاحها اتفاق الناس عمومًا على عداوة الاحتلال والنفور من تطبيع العلاقات معه”.

وقال مخاطبًا متابعيه عبر فيسوك: “ستكتشف أن كثيرًا من أصدقائك يتابعون صفحة المنسق دون أن يدروا؛ لذا أرسلوا لأصدقائكم المعجبين بصفحة ذلك المجرم ابن اليهودية، ونبهوهم لأنهم قد لا يكونوا يعرفون”.

وأضاف: “هذا هو المنشور الذي شاركت به في حملة “يا عندي يا عند المنسق” التي انطلقت لإزالة الإعجاب والمتابعة عن صفحة المنسق وهي صفحة إسرائيلية تتحدث بالعربية تحت مسمى “وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق” وتحاول التقرب من الفلسطينيين، أصحاب المعاملات المالية والتجار منهم على وجه التحديد بهدف تسهيل معاملاتهم التجارية، وفي نفس الوقت تنشر رواية “إسرائيل” للأخبار والأحداث الجارية بما يسمح لها بالتغلغل في المجتمع الفلسطيني، وضرب الجبهة الداخلية، ونشر البلبلة والإشاعات، ناهيك عن تجنيد الجواسيس وإسقاط الشباب في مستنقع العمالة”.

وردًا على سؤاله كم صديق لديك يتابع صفحة المنسق؟، قال صافي: “عند زيارة صفحة المنسق على فيسبوك أو صفحة أفيخاري أدرعي “الناطق باسم جيش الاحتلال” أو صفحة إسرائيل بالعربية أو صفحة أوفير جندلمان، ستجد في صندوق المعجبين عدد أصدقائك المعجبين بتلك الصفحة، هنا قد تصيبك الصدمة عندما تعرف أن كل هؤلاء يتابعون صفحات مشبوهة لمجرمين أوغلت أيديهم في دماء الأبرياء من الفلسطينيين، ولكن تأكد أن عددًا كبيرًا منهم لا يدري أنه معجب ومتابع لتلك الصفحات”.

وأوضح في سؤال آخر، كيف يتابع أصدقائي هذه الصفحات؟ قائلاً: “عند إنشاء حساب جديد يقترح لك فيسبوك مجموعة من الصفحات لمتابعتها، وبما أن كثيرًا من الناس يكونوا على عجلة من أمرهم وقتها يضغطون زر “متابعة الكل” ويمضوا كي يصلوا لصفحة الأخبار الرئيسية، وبالتالي يجد الواحد منهم نفسه أعجب بصفحة اسمها (المنسق) دون أن يدري”.

وأشار إلى أن بعض المتابعين يتابع بغرض معرفة وجهة نظر الاحتلال في الأحداث ومتابعة أخبارهم، وبعض من أعجبوا ما زالوا يصرون أنهم وضعوا الإعجاب بهدف الدخول إلى صفحة المنسق لسبه وشتمه ولعن “سلسفيل اللي جابوه” في التعليق على كل منشوراته.

وذكر أن هناك من الإعلاميين من يهمه متابعة صفحة الاحتلال لأنه يريد أن يفند روايات الاحتلال، وأن يعرف الإشاعات التي يبثها كي يحذر منها متابعيه، داعياً كل من يتابع الصفحة إلى إلغاء المتابعة.

الإعلامي والمختص بالشأن الصهيوني أيمن الرفاتي، أكّد لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ صفحة المنسق هي إحدى الصفحات المخابراتية الصهيونية التي تهدف إلى عدّة أمور، أبرزها كي الوعي الفلسطيني وإظهار دولة الاحتلال بكل جرائمها وانتهاكها للحقوق الفلسطينية أنها دولة تقدم الخدمات والمساعدات لأبناء الشعب الفلسطيني بعكس ما يحدث على الأرض.

وأوضح الرفاتي أنّ الاحتلال يسعى إلى قلب الحقيقة، وجعل الإنسان الفلسطيني يفكر بأنّ دولة الاحتلال عبر بوابة المنسق هي أفضل له من السلطة الفلسطينية أو المقاومة، “وبالتالي يحصل على ما يريد من خلال خنوع الفلسطينيين وخضوعهم عبر تسهيلات وهمية ومكذوبة عبر ما تسمى بصفحة المنسق” وفق قوله.

ويصف المختص في الشأن الصهيوني، صفحة “المنسق” بأنّها “خطيرة جداً لأنها تدار من مجموعة كبيرة من ضباط المخابرات الصهاينة، والتي تعمل بشكل أساسي على متابعة الوضع الداخلي، وإسقاط عدد من الشباب في المجتمع الفلسطيني الذي يتواصلون ويعلقون على هذه الصفحة”.

ويضيف: “هناك شيء مهم، هو أنّ الكثير من الحسابات الوهمية التي تعلّق على هذه الصفحة يديرها ضباط مخابرات، لإظهار أن هناك تفاعلا كبيرا، وحث عدد كبير من أبناء الشعب الفلسطيني للإعجاب بالصفحة وتقويتها عبر تقديم بعض التسهيلات الوهمية”.

ويوضح الرفاتي أنّ مثل هذه الحملات التي تنطلق لمقاطعة الإعجاب بالصفحة من شأنها كشف كذب وخداع الاحتلال، “ويمكن لاستمراريتها أن تفقدها أهميتها مع تركيز الجهود وحشدها، وهو ما يمكن أن يشكل انتصاراً للوعي الفلسطيني”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

إصابتان برصاص الاحتلال في قصرة جنوب نابلس

إصابتان برصاص الاحتلال في قصرة جنوب نابلس

نابلس – المركز الفلسطيني للإعلام أصيب مواطنان مساء يوم الاثنين، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال مواجهات اندلعت في قرية قصرة جنوب نابلس. وأفاد...