الجمعة 05/يوليو/2024

كردلة.. خط متقدم للصمود في الأغوار بلا مقومات

كردلة.. خط متقدم للصمود في الأغوار بلا مقومات

لا يعدّ المزارع أمجد فقها من بلدة كردلة في الأغوار الشمالية أنه يمتلك أي مقومات صمود تجعله قادرا على حماية أرضه في وجه التغول الاستيطاني الذي يستهدف أراضي البلدة.

يقول فقها لمراسلنا: “نحن مزارعو كردلة، وبردلة، وعين البيضا، تُشن علينا في السنوات الأخيرة حرب مياه قاسية؛ لأن عماد صمودنا الزراعة، وعماد الزراعة هو الماء، لذلك ووفق إجراءات شركة مكروت الإسرائيلية المستحدثة، فقد حرمنا من استخدام شبكة المياه، إضافة إلى فرض إجراءات سجن وغرامة لكل من يعمل وصلات”.

وأردف: “في المقابل، لا يسمح لنا بحفر آبار ارتوازية، ونحن في إطار حرب البقاء نحفرها دون ترخيص من سلطات الاحتلال؛ لأنها لا تمنحه أصلا، رغم علمنا بأنه سيكون مهددا بالردم، لكن البديل لعدم مجابهة ذلك، هو الهجرة من أرضنا، وتنفيذ مخطط الاحتلال في إفراغ قرى الأغوار باتجاه الهجرة نحو طمون وطوباس”.


null

وحول الأدوار الحكومية في دعم صمودهم، أشار لمراسلنا إلى أنها لا تتعدى التصريحات الإعلامية وبعض المساعدات التي لا تلامس الواقع، فمثلا نريد من الحكومة أن تدعمنا بحفارات للمياه، فهي معدات أثمانها باهظة، وفي كل اقتحام يصادر قوات الاحتلال تلك المعدات.

التحرر من قيود أوسلو

وأضاف: إذا أرادت الحكومة فعلا التحرر من اتفاقيات أوسلو وتقسيمات مناطق (ج)، فعليها دعمنا لكي نكسر قواعد الاحتلال بمناطق (ج)، ونكون بؤرة اشتباك متقدمة في تثبيت الزراعة والأرض.


null

ويؤكد رئيس المجلس القروي غسان فقهاء، أن كردلة تشكل نقطة متقدمة في الأغوار في مواجهة مشاريع الاستيطان، لكنها لا تحظى بمقومات دعم صمود تجعلها قادرة على مواجهة ذلك.

وأضاف لمراسلنا: قوة التجمعات السكانية في الأغوار لا تقاس بالناحية العددية، فنحن في كردلة تجمع صغير لا يتجاوز عدد سكانه (500) نسمة، لكن قوتنا وأهميتنا تكمن في أن صمودنا على أرضنا يشكل عائقا أمام المشروع الاستيطاني المتمدد بالأغوار، ومشروع الضم الذي بات يلوح في الأفق.

ويؤكد قبها أن كل تجمع حضري أو بدوي في الأغوار، هو شوكة في حلق الاستيطان، لذلك يجب على الحكومة وعند تصنيف الخدمات والدعم والأولويات، ألا تعتمد المعيار السكاني، فأحيانا افتتاح صف دراسي لعدد من الطلبة البدو في المنطقة لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، يعد أولوية قصوى لناحية تثبيت السكان والأرض في المنطقة.


null

ويكافح سكان كردلة وفق قبها، في سبيل تثبيت الخدمات كافة في القرية، حيث تشكل مدرسة التحدي فيها أحد تلك العناوين، لكنها ليست كافية، إضافة إلى الحاجة إلى توفير الخدمات الأخرى كافة، خاصة وأن نقاط التماس عرضة بشكل مستمر لأخطار كبيرة.

ويعدُّ الناشط في مقاومة الاستيطان صلاح الخواجا، أن كردلة مستهدفة كما باقي المناطق في الأغوار الشمالية، فأكثر من 11 ألف دونم من أراضيها وضعت سلطات الاحتلال اليد عليها، في حين تشكل مستوطنة ميحولا شوكة في خاصرة المنطقة بالكامل.


null

وأضاف: مع مشروع الضم الذي يلوح في الأفق؛ فإن البلدات والتجمعات في الأغوار تحتاج إلى مقاربة أخرى لتعزيز صمودها وتقوية سكانها في مواجهة مخطط الضم، فسكانها يخوضون حربا حقيقية في صراعهم على الأرض والماء والبقاء.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

7 شهداء بعد قصف الاحتلال لمنزل في جنين  

7 شهداء بعد قصف الاحتلال لمنزل في جنين  

جنين – المركز الفلسطيني للإعلام استشهد 7 شبان فلسطينيين، صباح اليوم الجمعة، جراء قصف إسرائيلي بطائرةٍ مسيرة استهدف مجموعة من الشبّان في مخيم جنين...