الأحد 04/مايو/2025

التلاعب الإسرائيلي في رادار الضم والتطبيع

ناصر ناصر

يبدو التلاعب والمزيد من شق الصفوف واختراق المواقف هو الرسالة الأوضح والأرجح من مجرد فضح المواقف أو كشف الحقائق فيما نشرته صحيفة نتنياهو، والمعروفة باسم (إسرائيل هيوم) نقلاً عن مصادر كبيرة في عمان ورفيعة في السعودية من أن بلداناً عربية كمصر والسعودية والأردن يعارضون رسمياً وعلنياً، ولكنهم لا يمانعون من تمرير قرار “إسرائيل” المرتقب في يوليو القادم بضم أجزاء من الضفة الغربية وغور الأردن.

لقد بات واضحاً أن “إسرائيل” تستغل تواطؤ بعض الأنظمة العربية معها، وبدعوى محاربة قوى النهضة العربية والإسلامية (وإيران) وعجز أنظمة أخرى عن اتخاذ مواقف وطنية قومية، أو حتى أقل من ذلك بكثير خشية من اضطراب ترمب المنحاز تماماً -وأكثر من اللزوم- لمواقف “إسرائيل”، ولكن الذي يبدو واضحا بصورة أقل هو استغلال دولة الاحتلال وحكومتها برئاسة نتنياهو لهذا الوضع لصبّ الزيت على النار، ولتعميق الجرح والهوة في المواقف العربية، غير عابئة بما تبقّى من لباقة أو لياقة في العلاقات الدولية، أو ما قد يسببه ذلك من حرج لبعضها أمام شعوبها، والأهم من ذلك والأخطر هو زرع اليأس والخضوع والتسليم في قلوب أحرار العرب والمسلمين والعالم، وردة فعل السودان الرسمي لخبر مكالمة نتنياهو للرئيس البرهان دليل آخر على بعض ذلك.

ويؤكد ما سبق من مبالغة وتلاعب إسرائيليّ برادار التطبيع والضم -ويمكن إضافة التنسيق الأمني مع أجهزة السلطة الفلسطينية أيضا- ما نقلته صحيفة هآرتس في سبتمبر عشية الانتخابات الثانية للكنيست، وأكدته اليوم على صدر صفحتها الأولى من أن الجيش وجهاز الأمن العام -الشاباك- قد وجها تحذيراً واضحاً لنتنياهو من مغبة الإقدام على اتخاذ خطوة الضم عملياً، تحديداً بسبب تأثيراته على اتفاق السلام مع الأردن.

وهذا يبدو مناقضا بعض الشيء للتقرير المسيّس لصحيفة إسرائيل هيوم، صباح هذا اليوم، والتي تتوجه كباقي وزراء اليمين ومنهم تساحي هنغبي اليوم للتخفيف والتقليل من مخاطر الضم “لن يخوفنا أحد من الضم، ولن يكون ذلك نهاية العالم، وقد جربنا الردود الفلسطينية والعربية على قرار ترامب نقل السفارة للقدس”، أليس هذا تناقضاً وسخريةً محزنة؟!

وهل سيخيّب أحرار العرب والمسلمين والعالم تقديرات حكومة الاحتلال؟، أم سيؤكدونها مرة أخرى؟ ليشكّل رد فعلهم الضعيف هذه المرة أيضا عاملا مشجعاً للمزيد من قرارات وجرائم الظلم والإجرام ضد الشعب الفلسطيني؟!

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات