فقوس دير بلوط وملكات السهل.. كورونا يفرض القيود والركود

اضطرت مزارعات دير بلوط في محافظة سلفيت شمال الضفة الغربية المحتلة إلى توزيع محصولهن اليومي من الفقوس في (17-5-2020) بالمجان بعد أن تعثر بيعه لعدم وجود تسويق له في ظل حالة الركود والقيود المرتبطة بجائحة كرونا.

ووجدت السيدة أمل عبد الجواد نفسها مضطرة للتنازل عن تعبها بعدما أغلقت منافذ التسويق، ما أصابها بحسرة كبيرة مطالبة وزارة الزراعة والأطراف ذات العلاقة بمساعدتهم في إنقاذ الموسم.

ويطلق على مزارعات الفقوس في سهل دير بلوط “ملكات السهل الأخضر”، حيث يعد موسم الفقوس موسما نسويا بامتياز؛ لأن غالبية من يقوم عليه من النساء المزارعات، حيث يعمل فيه 450 مزارعة لمساحة ألف دونم، وقد تلقين ضربة جديدة في هذا الموسم.

وتعرف زراعة الفقوس في دير بلوط بأنها مهنة متوارثة، وفق السيدة أمل عبد الجواد التي أشارت لمراسلنا إلى أنها تعلمت وتوارثت هذه الزراعة عن والدتها وهكذا الأمر لنسوة البلدة.

null
يقول الناشط داود عبد الله من دير بلوط إن الإنتاج اليومي يبلغ نحو ثلاثة أطنان لم تجد من يشتريها، فعمد المزارعون لتوزيعها على الأهل والأقارب والمحتاجين، فيما تم رمي بعضها، ولا يعرفون كيف سيصرفون الباقي بسبب الظروف الراهنة.

وأضاف عبد الله لمراسلنا أن كمية الفقوس التي ستنتج حتى نهاية الأزمة بعد العيد من المقدر أن تصل إلى أكثر من 40000 كيلو بتكلفة 200000 ألف شيكل، وبات المزارعون يشعرون أنهم مقبلون على خسارة كبيرة.

null
وطالب بدور كبير من وزارة الزراعة ومحافظة سلفيت في إيجاد حلول لهذه الأزمة، حيث إن الأمر لا يرتبط فقط بإيجاد حل لمسألة تسويقية مرتبطة بإنتاج الفقوس لمزارعات دير بلوط، بل مرتبط بحماية الأرض من الاستيطان، فهؤلاء النسوة بعملهن في سهل دير بلوط يشكلن حماية له، وبالتالي لا بد من مساندة وجودهن فيه ودعمهن.

حماية من الاستيطان

وتساءل المزارع علي عياش عن الأدوار المطلوبة لحماية المزارع من أجل أن يبقى متمسكا بأرضه في المناطق المهددة بالاستيطان ونقاط التماس مثل سهل دير بلوط، حيث إنه يصارع اليوم الموت من أجل البقاء وتسويق منتوجه بعد أن نكش المزارعات بأسنانهن الأرض لزراعته تحت أشعة الشمس الحارقة.

null
وأردف لمراسلنا: المطلوب هو فقط مساعدتهن في التسويق لا أكثر، وعدم تركهن في الميدان وحدهن، وبالتالي فإن على وزارة الزراعة والجهات الرسمية تأسيس جمعيات تسويقية أو تنظيم عملية التسويق.

وتواجه مزارعات دير بلوط بتواجدهن المستمر في السهل أطماع مستوطني مستوطنة “ليشم” المقامة على أراضي البلدة والتي تستهدف السيطرة على السهل.

null
ووفق رئيس بلدية دير بلوط يحيى مصطفى، فإن مساحة أراضي دير بلوط تقلصت من 35 ألف دونم قبل عام 1948 إلى 11 ألفًا اليوم، تقع 95% منها تحت سيطرة الاحتلال الفعلية، وتهدده الخنازير البرية، ولا تتوفر فيه مصادر مياه لري المزروعات، وتتطلب حمايته استخدام الأسلاك الشائكة.

وأكد لمراسلنا أن صمود الفلاحات في أرضهن ينقل رسالة ارتباط وانتماء بالأرض، ويحث الأجيال الصاعدة على عدم هجرتها، ولكن ذلك يحتاج إلى دعم مقومات الصمود حتى لا يهجرن الأرض.