الحصار وكورونا.. ثنائي يقهر شركات السياحة بغزة ويهددها بالإفلاس!

منذ فرض الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة قبل نحو 14 عاماً ولا تزال شركات السياحة والحج والعمرة في القطاع عاجزة عن حصر الأضرار التي لحقت بها جراء الحصار.

وتخلل هذه السنوات توقف موسم العمرة، الموسم الديني الأهم لهذه الشركات؛ حيث يدر عليها دخلا جيداً، وبعد أشهر قليلة، ما إن عادت الحياة لتلك الشركات بعودة موسم العمرة، حتى حلّت أزمة فيروس كورونا ليعيد هذه الشركات إلى نقطة الصفر.

وتسببت أزمة فيروس كورونا بتوقف حركة الطيران والمطارات في شتى أنحاء العالم، كما توقف بيت الله الحرام عن استقبال ضيوفه لأول مرة في التاريخ بسبب هذا الوباء، الأمر الذي تسبب بتردي عشرات الشركات الفلسطينية المتضررة بالأساس من الحصار، حتى جاء فيروس كورونا ليقضي عليها.

شركات أغلقت وأخرى مهددة

خمس شركات من أصل 79 شركة أغلقت أبوابها على إثر خسائر فادحة تعرضت لها بسبب توقف حركة السفر وموسم العمرة بالتحديد، وقد حذّر رئيس شركات الحج والعمرة بغزة عوض أبو مذكور في حديث خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ معظم هذه الشركات مهددة بالإغلاق إذا ما استمر الوباء وبقيت الأمور على ما هي عليه.

وأكّد أبو مذكور، أنّ موسم العمرة خلال العام الماضي شكل بارقة أمل لكثير من هذه الشركات التي عادت لها الحياة بعد انقطاع دام نحو خمس سنوات على التوالي، “إلا أنّ أزمة وباء كورونا خلقت حالة من اليأس والإحباط لمعظم هذه الشركات، وتخوف من المستقبل حول مصيرها دون وجود حل لهذا الفيروس في الأفق” وفق قوله.

وشهد الأول من مارس لعام 2019 عودة موسم العمرة في قطاع غزة بعد آلاف المناشدات والاحتجاجات والمخاطبات من شركات السياحة بغزة لكل قادة العالم، ولم ينجح الموسم بتخطِّي عتبة العام الواحد حتى حلّت أزمة وباء فيروس كورونا، حيث شهد منتصف فبراير المنصرم آخر رحلات العمرة، قبل الإعلان في القطاع عن حالة الطوارئ وإغلاق معبر رفح تحسباً من تفشي الفيروس.

خسائر مليونية

وقدّر رئيس شركات الحج والعمرة، حجم الخسائر المادية التي لحقت بتلك الشركات منذ حلول أزمة فيروس كورونا، بأنّها تخطت حاجز المليون دولار، وقد تتضاعف إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه.

وبين أبو مذكور، أنّ هذه الشركات معرضة لخسارة ما دفعته من أموال للفنادق السعودية التي حجزتها للمعتمرين الذين كانوا ينتظرون الخروج للعمرة في شهر رمضان الحالي، داعياً السلطة الفلسطينية والجهات الرسمية بالنظر إلى حال هذه الشركات وتعويضها، والوقوف إلى جانبها بعد هذا الضرر الكبير الذي تسبب به الحصار وشاركته فيه أزمة كورونا.

وأكّد المسئول الفلسطيني، أنّ معظم إدارات هذه الشركات سرّحت مئات الموظفين العاملين فيها، وأصبحوا على قارعة الطريق في صفوف البطالة، لافتاً إلى أنّ الكثير من هذه الشركات تتعرض لأزمات مالية كبيرة بسبب ما يلزمها من مصاريف تشغيلية، ودفع إيجارات ومستحقات ضريبية وغيرها، مطالباً بإعفائهم من كثير من الالتزامات الضريبية.

موسم الحج

وعبّر أبو مذكور، عن خشيته من استمرار أزمة وباء فيروس كورونا مما قد يؤثر على توقف موسم الحج لهذا العام، وقال: “موسم الحج الذي ننتظره من العام إلى العام إذا توقف هذا العام قد يشكل الضربة القاضية لمعظم شركاتنا الفلسطينية”.

وأوضح أنّ الاتصالات المستمرة حول هذا الأمر، تؤكّد أنّ السلطات السعودية هي صاحبة القرار في هذا الأمر، “ولكن آخر ما وصلنا هو أن نتريث في حجز الفنادق والإجراءات الخاصة بهذا الموسم، ولكن تأخر ذلك يعني أنّ الموسم يقترب من نقطة الفشل” وفق قوله.

وتقدر غرفة تجارة وصناعة غزة، أعداد الأشخاص الذين خسروا أعمالهم جرّاء أزمة فيروس كورونا، بحوالي 20 ألف عامل.