حقوقية: لا مبرر لتجاهل مناشدات الفلسطينيين المغتربين

أكّدت الباحثة في القانون الدولي إيناس زايد، أنّه لا يمكن تبرير موقف السلطة الفلسطينية من تجاهل أمر عودة الطلبة الفلسطينيين من الخارج وإبقائهم دون أدنى مساعدة في إطار خطر تفشي هذا الفيروس وإصابتهم به.

وقالت زايد، في تصريح خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، اليوم الأحد: إنّ “عدم تقديم العون لهؤلاء الطلبة من خلال سفارات دولة فلسطين بالخارج يجعل من تلك السفارات فاقدة لمعناها القانوني بتمثيل ورعاية مواطني الدولة في الخارج”.

وأوضحت أنّ واجب الدولة تجاه مواطنيها توفير الحماية لهم أينما كانوا، “وهو أبسط حق يمكن أن يحصل عليه الشعب لقاء تنازله عن جزء من سلطاته للحاكم”.

 ولفتت إلى أنّ المواطن عمومًا يحظى بحماية دولته في جميع الظروف حتى عندما يرتكب جرمًا على أرض دولة أجنبية من واجب الدولة أن تتأكد من حصوله على محاكمة عادلة، أو تطالب بمحاكمته وعودته إلى البلاد، “فكيف إن كان عالقاً لسبب قاهر وهو انتشار وباء عالمي كفيروس كورونا!”.

وبينت الحقوقية الفلسطينية، أنّه وفقاً للقوانين الوطنية فإن معظم الدول لا تكون ملزمة بتقديم الرعاية الصحية المجانية للرعايا الأجانب، ويقتصر دورهم على السماح للمريض بالمغادرة إلى بلده من أجل تلقي العلاج والرعاية الصحية المطلوبة.

وأضافت: “في هذه الحالة على الدولة التي يتبع إليها هذا الشخص أن تيسّر كافة السبل من أجل وصوله الأمن إلى البلاد خاصةً عندما نتحدث عمن تقطعت بهم السبل، وهذا ما فعلته معظم الدول عندما أرسلت طائرات لتقلّ مواطنيها من مختلف دول العالم في ظل جائحة كورونا”.

وأكّدت الباحثة القانونية أنّ الدور المطلوب هو التحرك الفوري والعاجل من أجل تيسير وصول هؤلاء الطلبة إلى أهاليهم، وعدم تجاهل هذه المسألة؛ لكونها تشكل أولوية في هذا الظرف العصيّ.

 وأضافت: “واجب الدولة يمتد إلى توفير مقاعد دراسية لأولئك الذين لم يعد بإمكانهم إكمال دراستهم بالخارج، ولا بد من وضع الخطط لاستيعابهم في الجامعات الفلسطينية إن رغبوا بالالتحاق بها”.

وحذّرت من أنّ تجاهل هؤلاء الطلبة سيفاقم الأزمة مع الوقت، ولن يعود بمقدور السلطات الفلسطينية إنقاذ الموقف بعد ذلك.

وأطلق مئات العالقين الفلسطينيين، وغالبيتهم من الطلبة، منذ بداية أزمة جائحة كورونا آلاف المناشدات لإعادتهم إلى ذويهم في وطنهم بعد أن تقطعت بهم السبل بسبب إغلاق الجامعات والمطارات والمعابر لهذه الدول.

وارتفع عدد الضحايا الفلسطينيين بفيروس كورونا حول العالم إلى 81 حالة وفاة، في حين تم تسجيل 1507 إصابات، 701 حالة منها تعافت، حسب آخر إحصائية لوزارة الخارجية والمغتربين.