عاجل

الأحد 07/يوليو/2024

دودين: ملاحقة واشنطن للمحررة التميمي عنصرية وسياسة طائشة

دودين: ملاحقة واشنطن للمحررة التميمي عنصرية وسياسة طائشة

وصف مسؤول ملف الأسرى في حركة المقاومة الإسلامية حماس، وعضو مكتبها السياسي موسى دودين، مطالبة الولايات المتحدة الأمريكية الأردن بتسليم الأسيرة المحررة أحلام التميمي بـ”العنصرية والسياسة الطائشة”. 

وعبّر دودين في مقابلة مع “المركز الفلسطيني للإعلام” عن رفض حركة حماس للمطالبات الأمريكية، مؤكداً أن التميمي مناضلة فلسطينية، لن يقبل الشعب الفلسطيني والأردني بتسليمها أو القبول بعرض تلك المطالب.

وأكد عضو المكتب السياسي لـ”حماس” أن المطالبة الأمريكية هي “اعتداء جديد على المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، واعتداء على السيادة الأردنية”.

“لا يمكن عقابها بأثر رجعي”
وشدد دودين، أنه لا يمكن لأحد أن يطالب بـ”معاقبة المحررة التميمي بأثر رجعي”، بعد أن أفرج عنها في صفقة تبادل، وقرر الاحتلال الإفراج عنها.

وبعث 7 من أعضاء الكونغرس الجمهوريين، نهاية الشهر الماضي، رسالة إلى السفارة الأردنية في واشنطن، يُطالبون فيها بتسليم التميمي لاستكمال محاكمتها، مؤكدين أن القانون الأميركي يسمح بمعاقبة الأردن في حالة عدم تسليمها.

وأفرج الاحتلال الإسرائيلي، عن أحلام، وسلّمها إلى الأردن، في 18 أكتوبر/تشرين الأول 2011 ضمن صفقة تبادل الأسرى “وفاء الأحرار” بينه وحركة حماس؛ كما شملت الصفقة حينها الإفراج عن خطيبها (زوجها لاحقاً) نزار البرغوثي، الذي كان محكوماً بالسجن المؤبد، والذي اعتُقل منذ عام 1993.

عنصرية وشراكة في الجريمةوقال دودين: “هذا انسجام مع السياسة العنصرية الإجرامية والشراكة المنحازة للكيان الصهيوني في كل الجرائم التي يرتكبها ضد أبناء الشعب الفلسطيني وتجاه القضية الفلسطينية”، مشيراً إلى أن مبادرة النواب الأمريكيين “وقاحة مرفوضة”.

وحذر دودين، من تأثير الحراك الأمريكي على نتائج وسير مفاوضات صفقة تبادل الجنود الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية، منبهاً إلى أن الوقائع أثبتت أن الاحتلال لا يتحرك بتعهداته ولا اتفاقاته بما يخص الأسرى المحررين.

“شروط جديدة من المقاومة”

وشدد أن المبادرة الأمريكية الحالية، تحتّم على المقاومة الفلسطينية إيجاد المزيد من الشروط والضمانات التي تضمن عدم ملاحقة أي أسير، بعد الإفراج عنه في أي صفقة تبادل قادمة.

وحذر دودين من عواقب الحراك الأمريكي، الذي يقوده اللوبي الصهيوني، قائلاً: “أمريكا تشارك الاحتلال في عدوانه على القضية الفلسطينية، ولن نقبل أن تطرح فكرة تسليم التميمي له، أو تسلّم في أي وقت”.

وقال: “ما تقدم به بعض نواب الكونغرس الأمريكي لتسليم المحررة التميمي يعبّر عن مسلسل الخطوات الأمريكية السياسية الطائشة والمتهورة والمتدرجة تجاه القضية الفلسطينية”.

وأشار إلى أن هذه السياسية تأتي في إطار السياسة الأمريكية الطائشة، التي بدأتها إدارة ترمب منذ وصولها الحكم في أمريكا، والمتمثلة في الإعلان عن صفقة القرن، ونقل السفارة الإسرائيلية إلى القدس، وإعلانها عاصمة للاحتلال وغيرها من الخطوات المتهورة، وليس انتهاء بضم الضفة الغربية.

زيتونة فلسطين

ووجه القيادي في حماس، رسالته إلى الأسيرة المحررة أحلام التميمي، واصفاً إياها بـ”زيتونة فلسطين”.

وقال: “أحلام هي زيتونة فلسطينية، ضاربة الجذور في الأرض الفلسطينية، ولها تاريخ طويل في المقاومة والأسر والمعاناة ومواجهة جرائم الاحتلال الصهيوني”.

وأضاف: “التميمي، شأنها شأن كل النساء الفلسطينيات المناضلات، وهي رمزية شراكة بين الرجل المرأة الفلسطينية في دعم المقاومة والوقوف إلى جانب القضية الفلسطينية”.

وتابع: “أحلام، حتى لو عاشت في الأردن؛ فقد أفرج عنها في صفقة تبادل وقرر الاحتلال الإفراج عنها، وليس من حق أي أحد  اليوم أن يأتي ليطلب معاقبتها بأثر رجعي”.

وأردف بالقول، موجهاً حديثه إلى المحررة أحلام: “نقول للأخت أحلام أنت لست وحدك وكل أبناء الشعب الفلسطيني والأردني، وكل أبناء الأمة هم أخوة لك، وبالتأكيد يرفضون رفضاً قاطعاً هذه الخطوات الظالمة”.

وشدد على أنهم سيقفون إلى جانب التميمي، رفضاً للظلم والخطوات الطاشة والمتهورة، “ولن يقبلوا أبداً بأن تتم مجرد المطالبة بتسليمك وليس خطوة التسليم، وأعتقد أن كل هذه الخطوات والمطالبات لن تتم”.

مناشدة للأردن بالرفض
ووجه القيادي دودين، رسالة إلى المملكة الهاشمية الأردنية، بعدم الاستجابة إلى المطالبات الأمريكية، قائلاً: “الأردن دولة يربطها بالقضية الفلسطينية علاقات حيوية جدًّا، والشعب الأردني شقيق وملتحم بالشعب الفلسطيني، وتربطه علاقات وأواصر تاريخية وقرابة ومصير مشترك”.

وأضاف: “لا أتوقع أبداً أن تمر هذه الخطوة، ولا هذه المطالبات، ولا أتوقع أن يكون أي استجابة أردينة لهذا المطلب المجرم الظالم”.

ودعا إلى ضرورة وجود حراك أردني مقابل في مجلس النواب، لإعطاء حصانة للمحررة أحلام التميمي، ولعملها المقاوم النضالي المشرف.

وأشار إلى أن التميمي، قامت بعمل نضالي مشرف يشرف الأردن والقضية الفلسطينية، “وقناعتي أن الأردن لن يسلم التميمي”.

وشدد على أهمية: “ألا تظهر المحررة التميمي وحدها في هذه القضية، وألا يكون هناك مجرد تقبل لهذه الفكرة وهذه المطالبة التي فيها اعتداء مباشر على السيادة الأردنية”.

وقضت أحلام في سجون الاحتلال عشر سنوات، بعد أن حُكم عليها بالسجن المؤبد 16 مرة بتهمة المشاركة في تنفيذ عملية لكتائب عز الدين القسام، لكن المقاومة أجبرت الاحتلال على الإفراج عنها ضمن الدفعة الأولى لصفقة تبادل الأسرى “وفاء الأحرار” في 2011، وأُبعدت للأردن.

وأحلام التميمي صحافية من أصول فلسطينية تحمل الجنسية الأردنية، وُلدت في 1980 في مدينة الزرقاء بالأردن التي غادرتها مع أهلها عندما انتهت من الثانوية العامة إلى فلسطين.

وبدأت هناك دراستها للإعلام في جامعة بيرزيت بالضفة الغربية، وبعد تخرجها عملت مقدمةً للبرامج في تلفزيونٍ محليّ يبثّ من مدينة رام الله اسمه “الاستقلال”، حيث كانت تعمل على رصد ممارسات الاحتلال بحق الفلسطينيين خلال الانتفاضة الثانية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات