محسن صالح: الكيان الصهيوني يعاني من أزمة وجودية والانهيار مصيره

قال رئيس مركز الزيتونة للدارسات والاستشارات، محسن صالح، إن الكيان الصهيوني يعاني من أزمة وجودية ستصل به إلى الانهيار.
حديث “صالح” جاء في حوار مصوّر وشامل، في الذكرى الثانية والسبعين للنكبة، حول مستقبل القضية الفلسطينية والكيان الصهيوني، من إنتاج “الأرض ميديا”.
وتناول الحوار عدداً من المحاور منها الأثر الديمغرافي، وأزمات الكيان الصهيوني الداخلية وتأثيرها على مستقبله، وتأثيرات التطبيع على مستقبل الكيان، والمقاومة، والتسوية والسلطة، وتأثير التغيرات الدولية على الدور الوظيفي للكيان الصهيوني.
وأضاف أن: “سؤال مستقبل الكيان الصهيوني سيظل مطروحاً، لأن المشروع الصهيوني على أرض فلسطين هو واقع في أزمة وجودية وأزمة جيواستراتيجية، ناتجة عن وقوعه في بيئة عربية وإسلامية معادية تتعامل معه كسرطان، وبالتالي فإن شرط بقائه مرتبط بضعف ما حوله، وحالة نهضة ما حوله مرتبطة بإضعافه، وهذه البيئة مهما طال الزمن سوف تقوى”.
أزمات الكيان
وشدد صالح على أن: “هذا الكيان هو كيان هش قائم على فكرة الأمن، وفكرة الانتعاش الاقتصادي، فأي هزات ذات طبيعة أمنية أو اقتصادية، قد تتسبب في أن قسماً كبيراً من السكان في الكيان الصهيوني سوف ينظر إلى الخارج من أجل الهروب من المكان”.
أما الأزمة الثالثة، وفق صالح، فهي: “أن هذا الكيان قام على فرضية أرض بلا شعب، وأنه يستطيع أن يتخلص من الشعب الفلسطيني، لكن بعد 120 عاماً من المشروع الصهيوني، ما زال الشعب الفلسطيني متجذّراً في أرضه، صامداً، يقاوم، فالنقيض للمشروع الصهيوني ما زال في أرضه، يطالب في حقه، فنحن أمام تهديد بنيوي واستراتيجي لهذا الكيان”.
وتحدّث صالح، عن التناقضات الداخلية الإسرائيلية، مشيراً إلى أنها كانت منذ نشأة الكيان، لكن استطاع الصهاينة إدارة تلك الاختلافات والتناقضات، فهناك صهيونية علمانية، وصهاينة غير متدينين، وآخرون متدينون، لكن كلهم يخدمون اليهود كشعب، ويلتقون على دولة اليهود.
وتابع: “مع الوقت نشأت ثقافات، تختلف اختلافاً كبيراً عن الثقافة الأولى حيث الاستعداد للقتال مع جيل التأسيس، الآن نوعية المستوطن اختلفت، فدخلت فكرة العولمة، والبحث عن اللذة، لكن إذا وجدت ضغوطات، كحالة مقاومة كبيرة، وأزمات اقتصادية واسعة، وتهديد وجودي، هذه التناقضات ستتفاقم، ففي الانتفاضة الثانية أبدى 25 بالمائة استعدادهم للهجرة، ولم يكن الأمر تهديداً وجوديًّا، فكيف إذا تحوّل الأمر إلى أزمة وجودية؟”.
وعدّ أن من نقاط ضعف المجتمع الصهيوني الأساسية أنه موجود في “بيئة معادية”، وفق صالح، “وفي النهاية، أحبّ الكيان الصهيوني أم كره، سيأتي يوم يضعف فيه، وسيأتي يوم البيئة الاستراتجية المحيطة ستقوى فيه”.
تناقضات الكيان
وأضاف، لن يبقى العرب والمسلمون ضعفاء إلى ما لا نهاية، ولن يبقى هذا الكيان الصهيوني قويًّا إلى ما نهاية، الشعب الفلسطيني بقي على أرضه، وخط المقاومة، رغم الصعوبات، هو خط صاعد، وليس هابطاً. هناك تناقضات كبيرة داخل الكيان الصهيوني، منها أن الجيل الثالث أصبح جيلاً استهلاكياً، جيلاً لا يرغب بالقتال، وقدرته على القتال ضعيفة، التناقضات تظهر مع الأزمات في المستقبل”.
ويرى الباحث الاستراتيجي أن “الكيان الصهيوني لا يستطيع أن يستقر، إلاّ إذا تحوّل إلى كيان طبيعي في المنطقة، الآن هذا جرى تطبيعه على الصعيد الرسمي، لكن فشل في أن يصل على مستوى الشعوب والأمّة، وهذا جوهر أزمة مشروعه، في الإطار الاستراتيجي هذا التطبيع سيفشل، وهو بالفعل فشل بالاستمرار، والحالة الشعبية في الأمة الرافضة للتطبيع سوف تتصاعد”.
التوازن الديمغرافي
وحول التوازن الديمغرافي، قال إنه: “خلال ثلاث إلى خمس سنوات سيزيد عدد الفلسطينيين عن عدد اليهود داخل أرض فلسطين التاريخية بحوالي 300 ألف، وسيسعى الصهانية للتهجير، سيسعون إلى إيجاد بيئات صعبة للفلسطينيين، سيسعون لقرارات دولية لاستملاك الأراضي كما في صفقة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، هنا تكمن أهمية إرادة الشعب الفلسطيني في التمسك بحقوقه، لكن في النهاية سيصل الكيان الصهيوني إلى النقطة الحرجة، التي تسبب له الانهيار، لكن العامل السكاني أحد العوامل في تثبيت الحق، لكن ليس كافياً للانتصار”.
وأشار إلى أنه: “يجب على المقاومة أن تدير الإمكانيات بحكمة، وقراءة الواقع الاستراتيجي، دون التراجع عن أي قطعة من فلسطين، مع تطوير الإمكانيات، أن تعي الواقع، أن توسّع من دائرة الوحدة الوطنية، تستطيع أن تعمل الكثير حتى يتحقق تصحيح الخلل في الميزان الاستراتيجي، لكن الخط العام للمقاومة هو خط صاعد. مطمئنون إلى انتصار خط المقاومة، لكن الصبر الاستراتيجي هو أساس في هذا الموضوع، مع وعي استراتيجي، وتكامل استراتيجي”.
وختم بالقول: “المشروع الصهيوني ليس قائماً على بطولات، بل على الأمن والاقتصاد، وحبل من الناس من خلال القوى الدولية التي تدعمه، فإذا أنت أوجدت له أزماته من خلال العمل المقاوم، والانتفاضة، وإيجاد بيئة استراتيجية تصل إلى نوع من التكافؤ الاستراتيجي معه، هو سيشعر في حالة الاهتزاز الكبرى، والتطلع إلى الخارج للهروب”.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

حماس تهنّئ البابا ليو الرابع عشر لانتخابه رئيسًا للكنيسة الكاثوليكية
المركز الفلسطيني للإعلام تقدّمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بأصدق التهاني والتبريكات إلى البابا ليو الرابع عشر، بمناسبة انتخابه رئيسًا للكنيسة...

الحصاد المر لـ 580 يومًا من الإبادة الجماعية في غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام نشر المكتب الإعلامي الحكومي ينشر تحديثاً لأهم إحصائيات حرب الإبادة الجماعية...

رامي عبده: خطة المساعدات الأميركية الإسرائيلية أداة قهر تمهد لاقتلاع السكان من أرضهم
المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، رامي عبده، إن الخطة الأميركية‑الإسرائيلية التي تقضي بإسناد توزيع مساعدات محدودة...

قتلى وجرحى بتفجير القسام مبنى بقوة من لواء غولاني في رفح
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قتل عدد من جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي وأصيب آخرين في رفح، اليوم الخميس، وفق وسائل إعلام إسرائيلية، فيما قالت كتائب...

شهيد وجرحى في سلسلة غارات إسرائيلية على جنوب لبنان
بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مواطن لبناني وجرح آخرون، في سلسلة غارات شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على جنوبي لبنان، اليوم الخميس، على ما...

حصيلة الإبادة ترتفع إلى أكثر من 172 شهيدا وجريحا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وزارة الصحة بغزة، اليوم الخميس، بأن مستشفيات القطاع استقبلت 106 شهداء، و367 جريحا وذلك خلال 24 الساعة الماضية...

الادعاء الروماني يحيل شكوى ضد جندي إسرائيلي إلى النيابة العسكرية
بوخارست - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت مؤسسة “هند رجب” أن المدعي العام في رومانيا أحال الشكوى التي تقدمت بها المؤسسة ضد جندي إسرائيلي إلى مكتب...