عائلة قسام البرغوثي.. نبتة صبارٍ وصمود على ركام المنزل المدمر!

حفرت الأرضَ بأظافرها، وغرست ما بيدها من نبتة الصبار، رفقة زوجها عبد الكريم البرغوثي، في قصة تحدّ جديدة يرسمها الفلسطيني في وجه آلة الدمار والموت الإسرائيلية.

وداد البرغوثي، والدة الأسير قسام الذي هدمت “إسرائيل” فجرًا منزله، ترسم صورة تحدٍّ وإباء في وجه الغرباء، وهي تغرس نبتة الصبار على أنقاض المنزل من جديد، وتوجه رسالة أنّ الكيان الإسرائيلي لا يساوي حذاء نجلها قسام.

تقول البرغوثي عن نبتة الصبار: “نزرعها من جديد لنقول إننا قادرون على أن نصبر، وإن الاحتلال لن ينال من عزيمتنا وإصرارنا شيئًا مهما كانت ممارساته”.

تضيف أن هذه النبتة زرعها نجلها الأسير قسام، عندما كان صغيرًا، كبرت النبتة وأثمرت وأكلوا منها لسنين طوال، “اليوم المحتل اقتلعها، ونحن نزرعها من جديد”.

وفجر اليوم، اقتحمت أكثر من 25 آلية عسكرية إسرائيلية، رفقة جرافتين، وكان هدف تلك الآليات هدم منزل الأسير قسام البرغوثي -وسط مواجهات أسفرت عن إصابتين-.

ويتهم الاحتلال البرغوثي بالمشاركة بتنفيذ عملية “عين بوبين” قرب مستوطنة “دوليف” غرب رام الله في آب/ أغسطس الماضي، والتي أدت لمقتل مستوطنة وجرح اثنين آخرين.

واعتقل قسام بتاريخ 26.8.2019 رفقة نشطاء في الجبهة الشعبية، ومورست بحقهم أساليب تعذيب قاسية محرمة دوليا.

“هذا هو الوجه الحقيقي للاحتلال، فهو يقتل ويذبح ويهدم بدم بارد، ومهما حاول تجميل صورته فإنه لن يستطيع بفعل جرائمه وبشاعته التي تظهر في كل شبر يتحرك فيه”، تقول وداد البرغوثي.

وتضيف: “قبل نحو شهرين تم إخطارنا بالهدم دون تحديد موعد، ولذلك كنا نعلم أن الاحتلال سيأتي في أي لحظة ويهدم المنزل، لذلك أخلينا البيت منذ مدة، وأخدنا أمتعتنا، وانتقلنا للعيش في منزل شقيق زوجي، وعندما اقتحموا القرية فجرًا، كنا نتوقع أنه سيهدم”.

تصف ما جرى بوجع، تقول: “مش سهل نعبر عنه، منزلنا عشنا فيه ربع قرن، ونعرفه من سنوات طويلة، فقد عاشت في العائلة من قبل، كل سنتميتر فيه ذكرى وألم وفرحة، أرادت إسرائيل هدمها مرة واحدة”.

ومضت تقول: “مهما فعلوا لن ينالوا من عزيمتنا، وهنا باقون، وأنت يا قسام مصدر فخرنا واعتزازنا، والبيت وكل إسرائيل فداء فردة حذائك”.

null

null
null