السبت 03/مايو/2025

ماهر عبيد: لا تحركات حقيقية بشأن تبادل الأسرى والاحتلال يُماطل

ماهر عبيد: لا تحركات حقيقية بشأن تبادل الأسرى والاحتلال يُماطل

أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس، ماهر عبيد، أنه لا توجد أي تحركات حقيقية في ملف المفاوضات حول الجنود الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية، مشدداً على أن الاحتلال الإسرائيلي وحكومته، لا زالت تمارس دورًا إعلاميًّا فقط لكسب رأي الشارع الإسرائيلي وأهالي الجنود الأسرى، وتغيبهم عن الحقيقة.

وخلال مقابلة شاملة، مع “المركز الفلسطيني للإعلام“، تحدث عبيد عن ملفات فلسطينية عديدة مهمة منها: مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وضم الضفة الغربية وتهويد القدس المحتلة، والجنود الأسرى، والمصالحة الفلسطينية، وفساد السلطة الفلسطينية، وضعفها في مواجهة “كورونا”، والمعتقلين الفلسطينيين في السعودية.

وشدد عبيد على الموقف الرافض لكل الإجراءات الإسرائيلية الهادفة إلى تهويد القدس وضم الضفة الغربية، وضرورة تحشيد الجهود الفصائلية والشعبية لتفعيل أدوات المقاومة بكل أنواعها لمواجهة الاحتلال ومخططاته، التي لم تتوقف في ظل انتشار جائحة كورونا.

وفيما يلي المقابلة الشاملة التي أجراها “المركز الفلسطيني للإعلام” مع عضو المكتب السياسي لحركة حماس، ماهر عبيد:

الاحتلال الإسرائيلي يواصل انتهاكاته بحق الفلسطينيين والمقدسات الإسلامية منفذاً خططاً تهويدية في الضفة الغربية والقدس المحتلة، آخرها قرار ضم الضفة لدولة الاحتلال، ما موقف حماس من ذلك، وما المطلوب لوقف تلك المخططات؟

نحن نؤكد على موقفنا الرافض لهذه الإجراءات الإسرائيلية، التهويدية، والاعتداء على أراضي الوقف الإسلامي، وهذه أراضي وقف إسلامي منذ 1400 سنة ويزيد، وهذه الأرض معروفة والعقارات، والمنشآت تخدم الحرم الإبراهيمي والتكية الإبراهيمية، التي كان موقعها في هذا المكان الذي يحاول الاحتلال الإسرائيلي ضمها، وكل محاولاتهم هي توفير طرق وسبل للمستوطنين للتحرك بشكل أسهل وأيسر وأكثر أمناً؛ لأن المستوطنين في شرق المدينة في كريات أربع يمرون في طرق وأحياء فلسطينية وهم يريدون أن تكون طرقا أكثر أمنا، وهذا الإجراء الإسرائيلي في الظرف الحالي العالمي والوضع العربي المتردي والانقسام الفلسطيني الذي يتسبب بضعفنا، ليس للقضية إلا أبناء الشعب الفلسطيني بكل فصائلهم، ونأمل أن يتحرك أبناء الشعب الفلسطيني للدفاع عن أرضهم، ونحن كجهة تنهج المقاومة ليس لنا إلا أن نستمر في نهجنا وبرنامجنا الذي تأتي كل الأحداث والمواقف لتؤكد على أنه الحل الوحيد، للتخلص من هذا الاحتلال وجرائمه. 

هل يوجد مساعٍ مع جهات أممية لوقف الاعتداء الإسرائيلي على المقدسات الإسلامية، خاصة أن يونسكو ترعى هكذا مواضيع؟

نحن لدينا مؤسسات أهلية وحقوقية تعنى بمتابعة القضايا والملفات مع الجهات المسؤولة، لكن الحظ الأكبر يجب أن يكون على عاتق السلطة الفلسطينية التي تملك التمثيل الرسمي، ولها حضور وعلاقات، ولها حقوق وفق القانون الدولي، أإنها تخاطب اليونسكو، وتطالب بمواقف حقوق الإنسان، ومواقف جمعية الأمم المتحدة ومجلس الأمن، ويفترض أن يكون لها موقف أكثر حسماً وصلابة في مواجهتها، ونحن ومؤسساتنا سنعمل ما نستطيع في هذا المجال.

وعلى صعيد الاحتلال الإسرائيلي يعتقل قيادات من الحركة ويستهدفهم بشكل مباشر، ويعتقل منهم ويجدد لهم، هذه الحملات المتتالية في القدس والضفة، هل ستنصاع حماس لها؟ 

إن العدو الصهيوني منذ أن أسس كيانه فوق أرضنا الفلسطينية، وهو يمارس خطوات إجرامية سادية، من ضمنها الاعتقال والمحاكم العسكرية التعسفية، وقانون الطوارئ البريطاني سيئ الصيت، والاعتقالات الإدارية، والتمديد المتواصل لكل الكوادر والعاملين في الساحة الفلسطينية، وفجر اليوم، حملة اعتقالات في القدس لقيادات جماهيرية وشعبية، والشيخ الحاج أبو مصطفى الذي يرأس الهيئة الأهلية لرعاية المقابر، يعتقله وقيادات من كافة التيارات ومستقلين، وهذا النهج نحن كحماس تعرضنا لهجمات اعتقال متواصلة في فترات عديدة، لم يتوقف سيف الاعتقال على شبابنا وأبنائنا وكوادرنا وقادتنا، وهذا لا يفت بعضد المجاهدين والمقاومين، لأن هدفهم واضح، وسعيهم لإرضاء الله سبحانه وتعالى، والتضحية والصبر أمام الاستبداد والظلم، وما نتحمله في سبيل ذلك يعتبرونه ضريبة لازم أن يدفعونها برغم ما فيها من ألم وأوجاع وفراق للأهل والوطن، لكن لن يستسلم شعبنا أمام هذه الهجمة الصهيونية التي تخلت من مجرد الإنسانية في هذا الظرف الذي تجتاح فيه الأوبئة، والعالم كله يقف على قدم واحدة في محاربتها، والعدو تزداد شراسته في فرض وقائع على الأرض، في اعتقالات وتحقيق وقيام بإجراءات تهويدية.

كلنا يرى الوضع الفلسطيني الداخلي الذي هو في أضعف أحواله، والانقسام الذي استمر 13 سنة، وأضعف كل قدرات الشعب الفلسطيني على المواجهة، والسلطة في دورها الذي تقوم فيه من خلال التنسيق الأمني الذي يعدّونه مقدساً، أعطى للاحتلال متنفسا كبيرا ليمارس كل مخططاته وبرامجه في التهويد والاستيطان والمصادرة والتوسع والبناء، وتغيير وجه حضارة المنطقة وحصار الناس، السلطة الفلسطينية تتخذ مواقف إعلامية، في كل مرة يهددون؛سننسحب وسنوقف كل الاتفاقات، ثم بعد هدوء الموجة ويسكن الناس ويموت غضبهم السلطة تعود لحالها، وكأن شيئاً لم يكن والاحتلال يكسب موقفا جديدا.

الآن ترمب أعلن أن القدس عاصمة أبدية لدولة الاحتلال، هددت السلطة وتوعدوا ثم سكنوا، ونقلت السفارة من القدس هددوا ثم سكنوا، الآن آخر تهديد أمس من رئيس السلطة؛ سنوقف جميع الاتفاقيات ثم هو ينسحب من كل هذا ويحرص على إبقاء السلطة ومصالح المتنفذين فيها، وقضيتنا لا يمكن أن تقف على أرجلها وأن تواجه هذا الاحتلال وتدفعه ثمنا غاليا يشعر معه أن احتلاله خسارة عليه إلا إذا فتح الباب للشعب بكل فصائله ليقاوم؛ والانتفاضة الأولى والثانية دفعت الاحتلال أن يأتي صاغراً ويبحث عن حلول، لكن السلطة الآن مكبلة باتفاقات، ومكبلة بمصالح المتنفذين فيها، لا يمكن أن يتحرك الشارع الفلسطيني حركة فاعلة، مع احترامنا لكل التحركات الفردية بين الحين والآخر، والتي تعبر عن نبض الشعب الفلسطيني وغضبته، إلا أنها لا تغير من الوقائع ولا تكسر مخططات، سواء مخططات تهويد المسجد الأقصى والقدس، أو تهويد الضفة الغربية واستمرار حصار قطاع غزة والتضييق عليه، وهذه تحتاج إلى وقفة شعبية كاملة في الضفة الغربية وقطاع غزة، لمواجهة هذا الاحتلال، لابد أن يتوجع الاحتلال ويشعر أن احتلاله يكلفه كثيراً، وهذا لا يحدث إلا إذا تغيرت عقلية القيادة المتنفذة في السلطة الفلسطينية.

كيف ترى استمرار حالة الطوارئ مع ملاحقة العاملين في المجال الخيري والمساندين له من شخصيات إسلامية ومستقلين، وملاحقة من يخالف لجان الطوارئ التابعة لحركة فتح؟

الآن القانون الأساسي الفلسطيني يعطي لرئيس السلطة ومن خلال المجلس التشريعي الذي حله دون أي مبرر ولا أي سبب أن يعلن حالة الطوارئ لمدة شهر ثم يسمح له تمديدها شهراً آخر، 30 يوماً، فقط ولا شيء غير هذا، وفي حالة مواجهة كورونا لم يكن هناك داع لحالة الطوارئ بالمعنى الأمني، وإنما اتخذت للتغطية على بعض الممارسات كالاعتقال لبعض المعارضين حتى من فتح كما حصل مع حسام خضر في الأسبوع الأول من إعلان حالة الطوارئ، وغيره.

السلطة الفلسطينية ليست بحاجة إلى إعلان حالة الطوارئ، وإعلانها للشهر الثالث مخالف للقانون الأساسي المعمول به في السلطة الفلسطينية، وأما اعتقالات الفلسطينيين العاملين في العمل الخيري فهي حقيقة وصمة عار في جبين من يقوم ذلك، لأن الناس تقوم بطبعها برعاية بعضها الآخر، فيسأل الشخص عن أقاربه وجيرانه وأصدقائه ومن حوله، لأنه لا يصح أن ينام أهل حي وفيه أحد جائع، فيتحركوا بتلقائية أو من خلال مؤسسات وجمعيات خيرية كانت تعمل على مدار 30 سنة سابقة، وقبل وجود السلطة حتى، وقد سيطرت على كثير منها، وأفسدتها وأوصلتها إلى حالة الفشل والإفلاس بسبب الذمم المهترئة مع الأسف، والآن شكلت لجان طوارئ من تنظيم واحد وهو تنظيم فتح، وإني لأعجب من أن يعتقل إنسان لأنه يسعى لفعل الخير.

د. محمد الخضري في قيادة حركة حماس، معتقل منذ عام وأكثر في السجون السعودية ما هي آخر التطورات في هذا الموضوع؟

في هذا الموضوع لا تطورات جديدة من الحكومة السعودية، ونحن من قمنا باتصالات عديدة قام بها رئيس الحركة إسماعيل هنية، بإرسال رسائل لخادم الحرمين وولي عهده، ومخاطبة شخصيات والتواصل معهم، واستثمار كل طريق لتحريك هذ الموضوع وإنهاء حالة الاعتقالات التي جرت في السعودية قبل عام ويزيد، ومؤسسات قانونية وحقوقية وإنسانية ومؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني ناشدت وطالبت برسائل عديدة، لكن مع الأسف لم يصدر أي موقف أو تحرك من طرف الحكومة السعودية، والأمر مقلق، والشباب نقلوا إلى الرياض من أجل المحاكم، وعقدت محكمة واحدة ثم عينت جلسة أخرى في 18 رمضان، لكن الأخبار التي وصلتنا أنهم أعيدوا إلى السجون في جدة، وأنه سمح لبعضهم بالتواصل مع ذويه، ونأمل أن يفرج عنهم قبل شهر رمضان ونخاطب الحكومة السعودية بأن تطلق سراح هؤلاء الرجالات والكوادر الخيرية الساعية لخدمة الشعب الفلسطيني ومن أجل فقرائه وحمايته من الهجمة الصهيونية.

ما هي مخاوفكم على حياة د. الخضري، مع وفاة أحد العلماء في السجون السعودية؟

من أول ساعة اعتقل فيها الدكتور محمد الخضري، أبو هاني، ونحن حقيقة نخشى على صحته وحياته، لأنه كان خارج من عملية جراحية استئصال سرطان، خبيث، ولم يكن قد تعافى منه، لأن العملية كانت قبل اعتقاله بأيام، ومنع من الأدوية اللازمة له، ومنع من الحصول عليها، ود. الخضري وضعه مقلق لأنه رجل كبير في السن ويعاني من أمراض مزمنة، ونسأل الله أن يعافيه ويشفيه؛ وحالة الوفاة التي حصلت للدكتور عبد الله الحامد تقلقنا أكثر وتزيد لدينا المزيد من المخاوف، ونسأل الله أن يحفظ جميع إخواننا ويفرج كرب الأسرى والأسيرات.

في إطار آخر، في موضوع مبادرات الجنود الأسرى الإسرائيليين، ما الجديد فيها، وهل الاحتلال تواصل مع الوسطاء؟

نحن لم نخفِ على الإعلام أي جديد في هذا الإطار، ولكن مع الأسف، الاحتلال الصهيوني بسبب أنه عالق في مشكلة عدم وجود حكومة له، ما يزيد عن أكثر من 400 يوم، وإجراء الانتخابات 3 مرات، وحتى الآن لم تشكل الحكومة، وهذا الموضوع عالق، والاحتلال لم يلتقط المبادرة التي أطلقتها الحركة على لسان الأخ القائد يحيى السنوار، وكان هناك بعض المخاطبات الإعلامية الصهيونية، إن رئيس الحكومة الصهيونية اجتمع مع الطاقم المتخصص في تبادل قضايا الأسرى، وسمح لهم البحث في الموضوع، وهذا كله كلام إعلامي، والتحليلات تقول إنه إذا تشكلت حكومة صهيونية جديدة وكان وزير الدفاع فيها غانتس، والذي كان في حرب 2014 رئيس هيئة الأركان، وتعد من مسؤوليته إرجاع المختطفين من جنوده وضباطه، ممكن أن يتحركوا.

الخلاصة؛ لا يوجد اتصالات حقيقية، ولا يوجد أي وسيط مكلف من الاحتلال الإسرائيلي لبحث الموضوع بشكل حقيقي وفعال، حتى هذه الساعة، ونحن جاهزون، وأبدينا استعدادنا ولدينا مبادرة واضحة، ونحن معنيون بشكل كبير وجاد لإطلاق سراح كبار السن، والأسيرات والمرضى، وهذه هي المبادئ الأساسية للمبادرة، وصولاً لأمور أخرى.

الاحتلال، ووفق القانون الصهيوني، فإن حكومة تسيير الأعمال لا تملك اتخاذ قرارات مصيرية، وليس من صلاحياتها، وهم عالقون في أزمة وخلاف داخلي في الصراع على السلطة، لا يوجد عندهم حكومة قادرة على هذا القرار، والملف عالق منذ سنوات، بتعنت الاحتلال، ومبادرة حماس أعطت حراكاً للموضوع، آملين

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

استشهاد رضيعة في غزة بسبب سوء التغذية

استشهاد رضيعة في غزة بسبب سوء التغذية

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت مصادر طبية عن استشهاد طفلة، اليوم السبت، بسبب سوء التغذية وعدم توفر الحليب والمكملات الغذائية جراء الحصار الذي...